الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض المفاهيم السيافقهية الارهابية

اسماعيل شاكر الرفاعي

2014 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



على نتيجة المعركة مع الارهاب يتوقف التحول التاريخي الذي سيمر به العراق ..
اولى شروط النجاح في هذه المعركة ترصين الجبهة الداخلية وتوحيد الموقف حيالها . ولا يمكن ترصين الجبهة الداخلية بالفرض ولا بالاملاء ... ضرورة الاقناع شرط اساسي سابق للنجاح في المعركة وتحقيق النصر ...
عراك الاصوات في الداخل المختلف حول الطريقة الواجب اتباعها لمقاتلة الارهاب ، النابع اصلاً من الاختلاف حول تعريف الارهاب لا يقود الى تحقيق النصر المؤزر ...
الحلقات مترابطة ولا يمكن القفز من فوق بعضها : الحلقة الهامة الرابطة لسلسلة الخطوات الواجب اتباعها في منازلة الارهاب عسكرياً هي حلقة منازلته فكرياً وهزيمته منهجياً وتصفير حضور مقولاته السياسية ...
ما لاحظته من متابعتي للمؤتمر الذي انعقد في بغداد قبل ايام عن الارهاب هو السكوت عن المنازلة الفكرية السابقة او المحايثة بالضرورة للعمل العسكري في منازلة الارهاب ...
تبدأ خطوة منازلة الارهاب فكرياً بالتوضيح المستمر لوجود استراتيجيتين في بناء الدول : استراتيجية التداول السلمي للسلطة والاستراتيجية الارهابية في الوصول الى السلطة عن طريق العنف والارهاب ...
لم تحسم الدول الاوربية معركتها مع الاستراتيجية الارهابية بالطريقة الامنية لوحدها بل كان المثال العملي الذي لمس الناس مردوده الايجابي المتمثل بالارتفاع بمستوى شروط العيش في الحياة نتيجة تطبيق الطريقة السلمية : طريقة التداول السلمي للسلطة ، هو ما كان حاسماً في ادارة المعركة مع الارهاب ومع اذرعه المسلحة المتمثلة بالميلشيات ...
الميلشيات الارهابية لم تولد على الارض العربية والاسلامية لوحدها ، بل كانت تعج بحضورها في اوربا كما تخبرنا وقائع التاريخ الاوربي الحديث في القرون الثلاثة الاخيرة .. فالظروف والملابسات التي مر بها مخاض الانتقال من الدولة القديمة التي يدافع الارهاب عن كينونتها التاريخية الى الدولة الحديثة التي يدافع عنها تيار التداول السلمي للسلطة في اوربا خير دليل على ما نقول : أي ان الخبرة الحقيقية في منازلة الارهاب خبرة تاريخية اولاً واخيراً ، وفي هذه الخبرة التاريخية صار وعي الناس بالفرق ما بين المفاهيم السياسية التي ستؤدي دور الحواضن لتفريخ الارهاب والمفاهيم السياسية السلمية التي ستؤدي الى بناء مؤسسات تتوفر فيها شروط العدالة السياسية والاجتماعية ــ عظيماً واصبحت معها ثقافة الناس جاهزة للابتعاد بهم عن الايمان بالمقولات السياسية الارهابية ...
وكما ان الارهاب لا دين له كما يقول السيد رئيس الوزراء ، فان مقولاته الفكرية ومفاهيمه السياسية لا دين لها هي الاخرى ولا تنتمي لطائفة اسلامية دون اخرى . ان وضع جميع المفاهيم السياسية الارهابية في سلة واحدة وعرضها على الوعي العام ضروري ليؤسس الناس لهم ثقافة سيافكرية جديدة تدور حول معاني التسامح والتعددية والاعتراف بالآخر ...

ما المفاهيم السياسية الارهابية التي من الضروري وضعها في سلة واحدة وتنفير الناس منها ؟

مفهوم البيعة : يشكل هذا المفهوم العمود الفقري للسياسة الاسلامية الشرعية . ومن الضروري الاشارة هنا الى ان هذا المفهوم السياسي يدور حول شخص ، وان الانقسام الطائفي الذي حدث في الاسلام حدث في الاختلاف حول أشخاص ( الصحابة ) : مَن منهم احق بان يكون خليفة النبي بعد وفاته .. اختلفت الطوائف حول الاشخاص ولكنها اتفقت على ان لا وجود للاسلام من غير شخص بعينه شرط ان يتحدر نسبه من قريش ، والاّ لا شرعية لحكمه ولا لدولته ...
مفهوم الولاء والبراء : الذي يشير الى ضرورة الولاء للطائفة ولرموزها وطقوسها الخاصة ، والبراء من افراد الطوائف الاخرى ، وهو مفهوم سياسي محوري في التكفير : تكفير افراد الطوائف الاسلامية الاخرى ، وهو واحد من المفاهيم الاساسية لدى جميع الطوائف الاسلامية ...
مفهوم الفرقة الناجية : مضمون هذا المفهوم مأخوذ من حديث نبوي ، والتمسك به يشير الى مفارقة تاريخية صارخة ، اذ لم تتفق الطوائف الاسلامية على شئ اتفاقها على صحة الحديث : " ستنقسم امتي الى 73 فرقة واحدة منها الناجية " الذي يقود اجتماعياً وسياسياً الى تفكك المجتمعات الاسلامية ، والى تعميق صراعاتها السياسية ، وهو يشكل في الأوان الذي نعيش الدافع الروحي الاعمق ، والخيال اللاهب الذي يجعل افراد ميليشيا الطوائف يفضلون الموت على الحياة بتفخيخ اجسادهم وتفجيرها وسط تجمعات الناس ليفوزوا بالجنة ويشاركوا الحور العين العيش في العالم الآخر ...
مفهوم السمع والطاعة : وهو من المفاهيم السياسية الاساسية التي اعتمدتها كل التنظيمات الطائفية قديماً وحديثاً ، فهو يشير الى البنية التنظيمية العسكرية لكل الطوائف الدينية التي تعتمد مبدأ تنفيذ الاوامر الهابطة من الاعلى من غير تساؤل او نقاش عن ضرورتها ، او عما اذا كانت تضر بالصالح العام ، وهكذا تتم تهيئة عضو ميليشيا الطائفة نفسياً لتفخيخ جسده ، ولبناء قاعدة ثابتة في علاقته مع الجماهير المسلمة ــ اذا ما صعد تنظيمه الارهابي الى السلطة ــ مبنية على اصدار الاوامر وما على الجماهير المسلمة الا الطاعة ، ومن نافلة القول الاشارة الى ان هذا المفهوم قد ساعد على جعل كل التنظيمات الحزبية ( ذات المرجعيات الاسلامية او المرجعيات الوضعية ) تنظيمات عسكرية على اعضلئها التنكر لمشاعرهم الانسانية : مشاعر الخوف والتوجس والشك ، والتحول الى ريبوتات مبرمجة داخل التنظيم ...
من الواضح ان هذه المفاهيم السياسية مفاهيم انتجتها الممجتمعات الزراعية والرعوية والبدوية ، ويشير دور الفرد الحاسم فيها الى ثقافة محددة هي ثقافة : الخواص والعوام التي لم تستطع أكبر العقول البشرية ــ قبل عصور التنوير والاستنارة ــ كأرسطو ومن تلاه من مفكري المدن الفاضلة التمرد على قبضتها ..
تنطلق هذه المفاهيم جميعاً من زاوية نظر خاصة الى الكون والحياة والى الدور المرسوم للفرد في الحياة كمقاتل من اجل اعلاء شأن طائفته ( الناجية ) لينال مكافئته في الآخرة ، فهي بمجملها ثقافة ولاء لأشخاص لا لدين او لفكرة ... بمعنى آخر ان الثقافة الطائفية تدور حول بشر ارتفعت بهم الى سماوات العصمة عن الخطأ والتقديس ولذا يشكل هؤلاء الاشخاص في كل ما قالوه وما فعلوه مثالاً ( سنّة ) علينا الاقتداء بها والموت في سبيل الدفاع عنها ..
وحين يعقد مؤتمر عن الارهاب من غير تشخيص المفاهيم السياسية المشتركة بين جميع الطوائف الاسلامية التي تشكل حاضنات فعلية لتفريخ الارهاب ، يتحول المؤتمر الى حرب طائفية هو الآخر تقوده احدى الطوائف على الطوائف الاخرى ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس