الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات ألمانيا : سقوط الاشتراكية-الليبرالية

المناضل-ة

2005 / 7 / 5
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


في اكثر مناطق ألمانيا سكانا وتصنيعا، Rhénanie-du-Nord-Westphalie ، والتي يمسك بها الحزب الاشتراكي-الديمقراطي بقوة منذ 1966 ، فقد هذا الحزب قرابة كامل الدوائر الانتخابية لصالح المسيحيين-الديمقراطيين CDU . وانقلب ميزان القوى بين الحزبين الكبيرين: تراجع الحزب الاشتراكي-الديمقراطي من نسبة 44.8 % عام 2000 الى 37.1% عام 200، وصعد الديمقراطيون المسيحيون من 37% عام 2000 الى 44.8 عام 2005. وتساوى الخضر والليبراليون بحصول كليهما على 6.2% . اما الحزب الديمقراطي الاشتراكي( الحزب الشيوعي سابقا) فقد اضاع هو أيضا أصواتا(0.92%) . وحصل الحزب الجديد الذي أسسه منشقون عن الحزب الاشتراكي-الديمقراطي ونقابيون ، وسموه البديل من اجل العمل والعدالة الاجتماعية Wasg ، وتقدم للانتخابات لاول مرة ، على 181886 صوت ( أي 2.23%) مقابل 72982 لدى الحزب الاشتراكي-الديمقراطي.
و ما يستكمل الطابع الكارثي لهذه النتيجة على الحزب الاشتراكي-الديمقراطي هو ان نجاح الديمقراطية المسيحية لا يعود الى تزايد عدد الممتنعين عن التصويت بل الى كونها عبأت الناخبين. فلم يفقد الحزب الاشتراكي-الديمقراطي في الواقع سوى 84105 صوت ( مما أسقطه بنسبة 8%) . لكن الديمقراطية المسيحية كسبت زهاء مليون صوت. كان شعارها الرئيس:"تكفي 39 سنة ، يجب منح اللاند فرصة اخرى" . تراجع عدد المصوتين على الحزب الاشتراكي-الديمقراطي بشكل رئيسي بين العمال (13.8%) والعاطلين (15.3%) . ومن المرجح ان قسما كبيرا منهم صوت لصالح الديمقراطية المسيحية. لكن لا غنى عن تحاليل أدق للتحقق من هذا الافتراض.
هكذا إذن يختنق النموذج"الاحمر-الأخضر. كانت رينانيا-ويستفاليا اللاند الاخير الذي يحكمه تحالف احمر-اخضر. ولم يبق غير اثنان لا يحكمهما اليمين: برلين و Mecklenburg-Vorpommern اللذين يحكمهما تحالف الحزب الاشتراكي-الديمقراطي والحزب الديمقراطي الاشتراكي.
ينبع اقتراح المستشار شرودر الداعي الى انتخابات عامة في خريف 2006( قبل أوانها بعام) من الإقرار بكون الحكومة باتت محصورة بين تقدم اليمين، الذي يقلص مجال عملها بالمؤسسات، وفقد دعم اليسار. و يتعالى الاستياء داخل الحزب الاشتراكي-الديمقراطي ذاته . جادلت بعض الجرائد قبل الانتخابات حول صدق بعض برلمانيي الحزب لاشتراكي-الديمقراطي الذين قد يخرقون الانضباط الحزبي. وكان نقاش آخر لحظة الذي أطلقه زعيم الحزب , Franz Müntefering ، حول الرأسمالية فوق الليبرالية التي قد تسقط على بعض المنشآت الألمانية كسرب جراد مدمر، قد بعث آمالا جديدة في الحزب. واعتقد البعض إمكان تغيير الاتجاه. واجه اذن المستشار خطر مطالبة المعارضة الداخلية بالحزب الاشتراكي-الديمقراطي بإجراءات "تصحح" سياسته السابقة. وهذا امر غير مقبول بنظره، ومن ثمة مناورة الانتخابات قبل الأوان.
هل تدل نتائج حزب البديل من اجل العمل والعدالة الاجتماعية Wasg والحزب الديمقراطي الاشتراكي PDS على تقدمهما؟
لم يعد بإمكان الحزب الديمقراطي الاشتراكي ترقب الفوز بنسبة مهمة من أصوات ناخبي القسم الغربي من ألمانيا. وقد سجل حزب البديل من اجل العمل والعدالة الاجتماعية نتيجة أولية، لكنها بعيدة عن الهدف المعلن عند تأسيسه، أي ان يصبح قوة اليسار التي تمتص من أداروا الظهر للحزب الاشتراكي-الديمقراطي. ولن يقدر على تخطي عتبة 5% بقواه وحدها عام 2006. يبدو انه لا غنى عن تقديم قائمة انتخابية مشتركة مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي . و ما زال ثمة في قيادة حزب البديل عصبوية إزاء الحزب الاشتراكي-الديمقراطي، وهو أمر غير مبرر من وجهة النظر البرنامجية: يوجد حزب البديل أحيانا، على الورق، على يمين الحزب الاشتراكي-الديمقراطي . ان ما يبرز بجلاء هو ان كل مشروع يقتصر على الساحة الانتخابية وحدها مآله الفشل حتما.

من فرانكفورت : انجيلا كلاين
أسبوعية روج عدد 2013
27 مايو 2005
تعريب جريدة المناضل-ة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عزة.. ماذا بعد؟ | المعارضة الإسرائيلية تمنح نتنياهو -الأمان-


.. فيضانات في الهند توقع أضراراً طالت ملايين الأشخاص




.. مواجهة مرتقبة بين إسبانيا وفرنسا في نصف نهائي يورو 2024


.. الاستقرار المالي يثير هلع الفرنسيين




.. تفاعلكم | مذيعة أميركية تخسر وظيفتها بسبب مقابلة مع بايدن!