الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هذا -نوع آخر- من -المادة-؟

جواد البشيتي

2014 / 3 / 19
الطب , والعلوم


إذا ما ثبت وتأكَّد صِدْق وصواب نظرية، أو فرضية، "الجسيمات الافتراضية (المتضادة)" Virtual Particles..
وإذا ما ثبت وتأكَّد وجود "الثقب الأسود" Black Hole بما يُوافِق جوهر نظريته، أو فرضيته..
وإذا ما ثبت وتأكَّد صِدْق وصواب نظرية، أو فرضية، "تبخُّره" بما يُوافِق "إشعاع هوكينج"..
فلا بدَّ لنا، عندئذٍ، من أنْ نَفْهَم "المادة" Matter فَهْماً مختلفاً.
وفي هذا "الفَهْم المختلِف"، نقول إنَّ "المادة" على نوعين اثنين: "مادة سطحية"، تُوْجَد على "السطح" من "بحر الكون"، و"مادة عميقة"، تُوْجَد في "العُمْق" من "بحر الكون".
بعضٌ من هذه "المادة العميقة" يطفو على هذا السطح، في شكل "جسيمات افتراضية (متضادة)"؛ لكنَّه لا يبقى إلاَّ زمناً ضئيلاً جدَّاً؛ فكلا الجسيمين المتضادين يَفْني الآخر؛ وهذا "الفناء المتبادَل" يعني عودتهما إلى حيث كانا، أيْ إلى "العُمْق" من "بحر الكون".
بظهورهما (أيْ بطفوهما على "السطح") يُخْرَق (لزمن ضئيل جدَّاً) قانون "حفظ المادة"؛ لكنَّ هذا الخرق يزول سريعاً بعودتهما (بعد تبادلهما الفناء) إلى "العُمْق".
في استمرار، تَنْبَثِق "جسيمات افتراضية (متضادة)" من أيِّ مَوْضِع في "الفضاء الفارِغ (الخالي)" Empty Space؛ فهذا الفضاء يُمثِّل "خزَّاناً لا ينضب من هذا النوع من المادة (نوع "الجسيمات الافتراضية المتضادة")". وهذا يعني أنَّ "الفضاء الفارغ" هو مَوْطِن هذا النوع من المادة.
مِنْ مَوْضِعٍ في "فضاء فارغ" قريب من "ثقب أسود"، قد ينبثق "جسيمان افتراضيان متضادان (إلكترون وبوزيترون مثلاً)"؛ وقد يَحْدُث الآتي:
أحدهما (البوزيترون مثلاً) وقَبْل أنْ يتبادَل الفناء مع الآخر قد يَسْقُط في منطقة "أُفْق الحدث" Event Horizon بسبب الجاذبية الهائلة لـ "الثقب الأسود"، فيَهْرُب الآخر (الإلكترون الافتراضي) حاملاً طاقة مَصْدَرها "الثقب الأسود"؛ وبِحَمْلِه هذه الطاقة يتحوَّل إلى "جسيم حقيقي".
النَّاظر من بعيد إلى "الثقب الأسود" يَسْتَنْتِج أنَّ هذا "الثقب" يشع، في استمرار، "جسيمات حقيقية"؛ ويظل يشع حتى "يتبخَّر"، أو "يتلاشى".
"الجسيم الافتراضي" الساقِط، أو المُلْتَهَم، لا يضيف إلى "الثقب الأسود" طاقةً، أو كتلةً؛ لأنَّه ليس بجسيم حقيقي؛ لكنَّ العاقبة الحتمية لسقوطه في جوف "الثقب الأسود" هي اكتساب الجسيم الافتراضي الآخر طاقة، فيتحوَّل إلى "جسيم حقيقي"، فـ "يتبخَّر" نَزْر من مادة "الثقب الأسود".
على "السطح" من "بالوننا الكوني" يَقَع الكون كله، بفضائه، ومادته المضيئة، ومادته الداكنة، وطاقته الداكنة، وجسيمات المادة المتضادة، و"ثقوبه السوداء". وهذا "السطح" هو مكاننا الكوني بأبعاده الثلاثة (الطول والعرض والارتفاع).
وفضاؤنا الكوني (الموجود على "السطح" من "بالوننا الكوني") هو الذي يُمثِّل "بحراً"، على "سطحه" تُوْجَد المادة التي لا تَعْرِف خَرْقاً لقانون "حفظ المادة"؛ أمَّا في "العُمْق" من هذا "البحر" فيُوْجَد "النوع الآخر" من المادة، وهو "الجسيمات الافتراضية (المتضادة)" التي ما أنْ تطفو على "السطح" حتى تعود سريعاً إلى "العُمْق".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق - 1
حسن عبد اللطيف ( 2014 / 3 / 23 - 19:07 )
تحية للكاتب الفاضل
تعلمنا فى الجامعة عن وجهة نظر ديراك فى قضية الأزواج المتضادة وكيف أنه كان يرى أن الفراغ عبارة عن بحر من تلك الأزواج (على اختلاف أنواعها) وأن هذا البحر الهائل اللامرئى يشبه الذرة فى قابليته للإثارة
فالذرة المتعادلة المستقرة إذا سقط عليها فوتون بطاقة مناسبة فإنه يستطيع تحرير أحد الكتروناتها ليصبح الناتج : الكترون حر + آيون موجب
وبين ديراك من خلال حساباته قيمة الحد الأدنى اللازم لتحرير زوجين متضادين )(الكترون وبوزيترون
وفيما تلى ذلك من أعوام شوهدت تلك الأزواج المتضادة تتوالد وتتفانى وفقا لتلك الحسابات

ولكن

إن كانت الحسابات صحيحة - فهى لا تثبت صحة فكرة البحر التى ادعاها ديراك والتى تضمنها المقال. وسواء كانت صحيحة أو خاطئة ففكرة أن يظهر زوجين متضادين من عدم لوهلة ممنوع بشكل قاطع مالم تتوفر الطاقة الضرورية لعبورهما الفجوة الطاقية التى وصفها ديراك وهى تساوى مجموع كتلتى السكون للجسيمين مضروبا فى مربع سرعة الضوء
بالتالى لا معنى لبزوغهما هكذا من عدم

وحتى لو توفرت هذه الطاقة فلن يظهر الجسيمين مالم يتم التفاعل بالقرب من نواة موجبة ثقيلة


2 - تعليق - 2
حسن عبد اللطيف ( 2014 / 3 / 23 - 19:16 )
ووجود هذه النواة الثقيلة شرط رئيسى لظهور الجسيمين وذلك للحفاظ على مبدأ بقاء كمية الحركة جنبا الى جنب مع مبدأ بقاء الطاقة .. وبطبيعة الحال فوجود
مثل تلك النواة بالقرب من ثقب أسود هو المستحيل بعينه لأن جاذبية الثقب الأسود الهائلة لن تترك أى احتمال لوجود مثل تلك النواة
وفيما يتعلق بفرضية خروج طاقة من داخل الثقب الأسود يكتسبها الالكترون ويرحل مبتعدا عن الثقب الأسود (ضد جاذبيته) فإننى أتساءل كيف أمكن لأى صورة من صور الإشعاع أن تتغلب على تلك الجاذبية الهائلة وكيف يمكن لالكترون ذو كتلة محدودة مهما كانت طاقته أن يفلت من مثل ذلك المجال الرهيب

اننى أستمتع بمقالات الأستاذ جواد جدا لكن كم أتمنى أن يضمنها شيئا من الشواهد التجريبية أو النظرية بحيث يستطيع القارىء التفرقة بين ما هو حق ثابت مقرر فى المراجع وبين ما هو محض تأمل لم تتقرر صحته بعد

اخر الافلام

.. مصر تسجل 5 أرقام قياسية بموسوعة -جينيس- فى الكشف والتوعية با


.. مصر تسجل 5 أرقام قياسية بموسوعة -جينيس- فى الكشف والتوعية با




.. لقطات من الأقمار الاصطناعية للإعصار -بيريل-


.. شركة تكنولوجيا تابعة لغوغل تنسحب من -إسرائيل- وتغير وِجهتها




.. إخلاء المستشفيات والمجمعات الطبية في خان يونس وآلاف المواطني