الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بئس الحكام و بئس الزحلاوي !!

عبدالسلام سامي محمد

2014 / 3 / 19
كتابات ساخرة


لست بحاجة ان تكون دائما سياسيا ملما مخضرما ,, او مثقفا ذكيا بارعا ,, او وطنيا فذا خارقا ,, او فيلسوفا ناضجا و ناجحا كي تعرف شيئا عن شؤون الحياة و كي تحكم على السياسة و القادة السياسيين في بلادنا ,, و كي ترى من خلالهم اوضاع بلادنا و مستقبل شعوبنا المبتلية ,, و كيف هو حاضرها ,, و الى اين ستتوجه مستقبل اجيالها القادمة ,, يكفيك فقط ان تنظر لمدة دقيقة واحدة قصيرة ,, و بقليل من الصبر و التاءني و الحفاظ نوعا ما على هدوء الاعصاب و العقل و التركيز ,, و تراقب لحظة ملاقاة حكامنا لبعضهم البعض او حين جلوسهم على مائدة الطعام ,, و لحظة البدء بالتوجه و الهجوم الصاروخي باءتجاه المائدة الرفيعة ,, و باءتجاه كل ما طاب و لذ لهم من الاطعمة و الاكلات الشهية ,, و الشحوم و اللحوم الطرية ,, مع النظر بدقة الى كروشهم المعفنة الغليظة السمينة المسمومة ,, و الوان الدهون و الزيوت المستخدمة لتلميع شعرهم المخربط و وجوههم القردية غير المنتظمة ,, مع التاءكيد على الذوق الجائف لاءحذيتهم الجلدية اللماعة و موديلات و الوان ملابسهم غير المتناسقة المختارة ,, و حركات اياديهم و اصابعهم الغريبة و اجسادهم المتذبذبة غير المستقرة غير الموثوقة من نفسها ,, ثم التركيز مرة ثانية على ملامح وجوههم الصفراء الرثة الهزيلة اثناء حضور و ملاقاة اسيادهم من الوفود الاجنبية الغربية ,, او لحظة القاء الكلمات و الاحاديث السياسية البائخة الكاذبة ,, العشوائية الفوضوية ,, العجيبة الغريبة ,, الفارغة المضمون و المحتوى ,, البعيدة كل البعد عن كل ما يتعلق بالعقل و الحكمة ,, و الرشد و الصواب ,, و التكتيك و الاستراتيجية ,, فرغم تركيزهم الحاد على المواضيع فسرعان ما يختلط عندهم التكتيك بالاهداف الاستراتيجية العامة و لحاله و من دون تدخل خارجي ,, اما الاهداف الاستراتيجية فتتدخل ايضا و لحالها و بشكل عفوي و روتيني بالقضايا الدينية ,, و الافكار و الطروحات العنصرية ,, و المصالح الشخصية و الحزبية و الطائفية و المذهبية و العائلية و العشائرية ,, و جميع تلك المسائل تتكدس عند الحاكم لترجع و تختلط ثانية مع قبح منظرهم ,, و جم حقدهم و سوء نواياهم ,, و جهل معرفتهم ,, و سعة محتويات كروشهم الدائرية المنفوخة البهيمية القبيحة ,, و مع كل ما تبقى من فضلات اللحوم و الشحوم على اياديهم الاجرامية و اصابعهم الدموية ,, و الفضلات الغالية الثمينة المتبقية من وراء افتراسهم لمحتويات المائدة المليونية المسكينة ,, و كل هذا ليعبر لك و ليعطي للمتتبع في النهاية صورة قبيحة عن مدا تخلف حكامنا الفطاحل فكريا و سلوكيا من خلال ذلك اللقاء القصير و المنظر البهيمي القردي المخربط المنقول تلفازيا ,, حيث ستتلمس فورا باءن جميع جلساتهم و اجتماعاتهم ,, و كل ما يتعلق باءحاديثم التهجمية العنفية و خطبهم الفارغة الكاذبة هي مقاطع متشابكة و متداخلة ,, فهي من طرف بهيمية قردية ,, و من طرف اخر فكاهية تراجيدية ,, و على الاكثر ماءساوية كارثية تهجمية تعسفية غير موجودة منها في قواميس الزمان و لا المكان ,, لا في قواميس الادب و التاريخ و المعرفة ,, و لا في نواميس العقل و الحكمة و الفلسفة ,, بعيدة كل البعد عن كل ما يتعلق بالفن و الموسيقى و الذوق و التناغم ,, غير مرتبطة اساسا لا بالحرص على المسؤولية و لا بالجدية و المجاملة ,, غريبة , تافهة , عقيمة عن كل ما يتعلق بتقديم الحلول للمسائل السياسية المهمة العالقة ,, او لمشاكل البلد و الناس المتراكمة العويصة ,, ثم ليرجع المراقب المتتبع لاءحداث المسرحية بعد تلك الدقيقة من المتابعة المركزة الى رشده فجاءة ,, و ليراجع نفسه على ما وقعت عليه انظاره و حواسه الخائبة من فلم رهيب ,, و مقطع مخيف و مريب ,, ليتذمر من الحياة و ما فيها ,, و من الحاضر و المستقبل و ما يتمخض عنها ,, ليكفر باءسلاف اسلافهم ,, و اسلاف اسلاف جنسهم و منبعهم ,, و لينهض و بقوة غير طبيعية ,, و بحركات غريزية لا ارادية ,, ليترك تلك المهزلة التلفازية الغريبة ,, قاصدا و بسرعة صاروخية و مستقيمة و مباشرة ,, باحثا عن قنينة الزحلاوي المركزة المخبئة الموجودة في احدى الزوايا المهملة ,, لياءتي بها من دون حس و شعور ,, و ليكرع و بجرعة واحدة نصف محتوياتها المسمومة على المعدة الخاوية التعبانة الفارغة ,, لينتقم من نفسه و صحته و عائلته شر انتقام ,, جراء تتبعه و ضياع وقته و اعصابه في مشاهدة تلك المقاطع الصغيرة من تلك المسرحية السياسية البهيمية المقرفة ,, خلال تلك الفترة الضائعة القصيرة من وقته الثمين ,, و ليعود و يكرر لعن نفسه اكثر من الجميع ,, بل و ليلعن كل من خلف اجداد حسبه و نسبه ,, و اجداد حسبهم و نسبهم ,, و على تلك البقعة الجغرافية الشاذة الوقحة اللعينة التي خلق فيها لسوء الحظ .

الكلمات الغريبة في النص
*** الزحلاوي هو عرق او مشروب الكحولي من الزبيب مركز صنع محلي او اهلي .
*** يكرع معناه يشرب بسرعة و استمرار من دون اخذ نفس يذكر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-