الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إصلاحات النظام الدموية

فيلاد كرمو

2014 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


في وقت ينزح فيه السورييون هرباً من إصلاحات النظام الدموية من مكان إلى آخر داخل سوريا وخارجها بعشرات الألوف ومئاتها. وفي وقت تُحذّر فيه دول العالم رعاياها من السفر إلى سوريا بل وتُجليها، فإن إيران خلافاً عن السوريين والخلق أجمعين نجدها غير معنيةٍ بذلك، بل تُرسل رعاياها خبراء ومستشارين بحجة الحج وزيارة الأماكن المقدسة في ظروف

وملابسات مريبة هدفها الراجح أعمال أمنية ولوجستية عسكرية لدعم النظام المتهاوي والمهتريء. ورغم كل التحذيرات التي قيلت في هذا الخصوص فإن الإيرانيين لسبب أو آخر مصرّون إصراراً على دعم نظام عُتل في الإجرام رجالاً وعتاداً وسلاحاً. ولقد جاء احتجاز باص فيه ثمانية وأربعون إيرانياً السبت الماضي 4 آب/أغسطس 2012 من قبل المعارضة في دمشق، ومعه التصريحات المتضاربة من النظام السوري والإيراني وجماعة حزب الله عن ركاب الباص، ليؤكد أن هناك تمويهاً وتعمية، وتُقيا وتغطية على أمرٍ يراد له أن يبقى مخبوءاً وقد كشفه الله. فكلام القنصل الإيراني في دمشق أفاد أنهم زوّار كانوا متجهين إلى المطار في طريق سفرهم، وكلام الإعلام السوري أفاد بأنهم اختُطفوا عندما كانت حافلتهم قادمة من المطار، أما تلفزيون المنار فأعلمنا أنهم اختطفوا بعدما انطلقت حافلتهم من الفندق باتجاه حرم السيدة زينب. أما كلام الجهة المعارضِة المحتجِزة، فهم من عناصر الحرس الثوري والجيش والأمن ممن يقفون في الصف الخلفي مع النظام يشاركون بطريقة ما في قتل السوريين المعارضين والثائرين على نظام بشار بتدريب شبّيحته، وتخريج القنّاصين، وعمل دورات لوجستية معلوماتية لمراقبة الثوار ومتابعتهم في التواصل والاتصالات، وهو كلام اضطر وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي منذ يومين للاعتراف ببعضه ولكنه ذكّرنا أنهم من المتقاعدين. ثم جاء ماذكره الموقع الايراني اليساري بيك نت من خبرٍ على أن المجموعة كانت في مهمة تدريب قوات بشار الأسد على حرب الشوارع ممّا يستوجب التوقف عنده، إضافة إلى أن الحرس الثوري الإيراني بعد بث فيديو المختطِفين الإيرانيين، منع أسر المختطَفين من إجراء أي اتصال بوسائل إعلام إيرانية أو أجنبية أو التعاطي معها خشية احتمال كشف هويتهم والخفيّ القبيح من أمرهم، مما يُستبعد معه أن يكونوا مسافرين إيرانيين عاديين بل هم في مهمة مستترة، وقمعية قذرة تستهدف بنتائجها الثورة السورية وناسها.

ولكن إذا علمنا أن الثورة السورية منذ اندلاعها كانت مقتصرة على شأن سوري داخلي مُطالبٍ بحرية مسروقة وكرامة مسلوبة ضد قمع وفساد امتد لأكثر من أربعين عاماً من نظام فاشي بات مقاوماً عصياً وممانعاً مستعصياً على الإصلاح، ولم تكن بتاتاً تستهدف الإيراني، ولا العلاقات السورية الإيرانية أو التحالف القائم بينهما، ولكن ماظهر مع الأشهر الأولى للثورة من الاختيار الشيطاني للنظام الإيراني المتنكّر لثورة الحسين عليه السلام وشعاراتها، بما كان من وقوفه إلى جانب النظام القاتل ضد السوريين الثائرين وهتافهم لحريتهم: الموت ولا المذلّة، غيّر في الحقيقة من نظرة السوريين للنظام الإيراني الذي بات في صف نظام الإجرام. وعليه، فإن نداء وزير الخارجية الإيراني الذي جاء فيه: إننا في شهر رمضان المبارك وكلا الطرفين، الخاطفين والمخطوفين مسلمين، فقد أرسلنا نداءً عبر قنوات مختلفة طالبين إطلاق سراح الإيرانيين، انطلاقاً من مبادئ الأخوة الإسلامية، يُنظر إليه عند السوريين للأسف على أنه ليس إلا شكلاً من أشكال النفاق والخداع الذي يريد أن يدغدع عواطف السوريين بأخوة إسلامية، يَعمل في حقيقته على محاربتها واستئصالها بدعمه ونظام جمهوريته، لقاتلهم وقامعهم وسفّاكهم وظهيراً لإجرامه وجرائمه.

إن وجود الإيرانيين في سوريا ليس بريئاً، وليس مصادفة أن يوجد متقاعدون إيرانييون عسكرييون وثورييون فيها والنظام يواجه شعبه بحرب ماحقة ساحقة انعدمت فيها الإنسانية وتلاشى فيها الضمير على طريقة التتار والمغول، والنظام الإيراني لايتردد كل يوم في تأكيده بالوقوف إلى جانب بشار الأسد وأنهم لن يسمحوا بسقوطه، ولهم في ذلك حجج ضلالية مختلفة ماعادت تنطلي على أحد من العالمين.

إن المعارضين السوريين بالتأكيد لم ولن يذهبوا إلى طهران أو غيرها لاعتقال إيرانيين من مثل الجنرال عابدين خرم قائد الحرس الثوري لإقليم أذربيحان الإيراني، والعقيد أكبري مسؤول شؤون الأمن لجيش الشهداء وغيرهم أيضاً، وإنما هم الذي قدِموا إلى دمشق دعماً للقاتل ونصرةً لفظائعه ووقفةً مع توحشه. وعليه، فإن موقفاً إيجابياً إيرانياً، يبرأ فيه من نظام الإجرام، ويسحب فيه كامل عناصره المتواجدين على الأرض السورية من الحرس الثوري وغيرهم المتقاعدين وغير المتقاعدين، ويُوقف كل أشكال دعمه لهذا النظام القميء، يغدو أمراً يستوجب على الجهة المعارِضة إطلاق سراح الثمانية والأربعين، لتنتهي مشكلتهم وينقلبوا إلى أهلهم آمنين، وإلا فانتظار قرار القضاء السوري فيهم بعد سقوط النظام إن كُتبت لهم الحياة، ولم يُقتلوا على يد شبيحة الأسد وقوات أمنه عشوائياً الذين يَقتلون بمساعدة الإيرانيين أنفسهم توجيهاً وتدريباً، وخبرةً وعتاداً، وعدداً وسلاحاً كل يوم مئات السوريين.

http://www.youtube.com/watch?v=tu6hPZLFk2g&feature=player_detailpage
http://www.youtube.com/watch?v=7wZyET8nRGQ&feature=player_detailpage
http://www.youtube.com/watch?v=qkW__HF3w8I&feature=player_embedded








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما مدى أهمية تأثير أصوات أصحاب البشرة السمراء في نتائج الانت


.. سعيد زياد: إسرائيل خلقت نمطا جديدا في علم الحروب والمجازر وا




.. ماذا لو تعادلت الأصوات في المجمع الانتخابي بين دونالد ترمب و


.. الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعترض 3 مسيّرات في سماء إيلات جن




.. فوضى عارمة وسيارات مكدسة بعد فيضانات كارثية في منطقة فالنسيا