الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع يبرود السورية... هزيمة جديدة للفاشية الاميركية في شبه جزيرة القرم الروسية

جورج حداد

2014 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لا يستطيع احد ان ينكر مدى ضخامة وفعالية آلة البروباغندا الاميركية التي اصبحت جزءا لا يتجزأ من سياسة الغزو الامبريالي الاميركي للعالم، والتي تنفق عليها مئات مليارات الدولارات، والتي تقوم بقصف "غوبلزي" (نسبة الى غوبلز وزير الدعاية الهتلرية) رهيب للوعي الجماهيري، بالاكاذيب حول "الدمقراطية" و"حقوق الانسان" و"حقوق المرأة" و"حقوق الاقليات" و"الحرية الدينية" و"حق تقرير المصير للشعوب"، وغير ذلك من القيم الحضارية التي تلوح بها الامبريالية الاميركية على طريقة "حق يراد به باطل".
وتهدف الامبريالية بهذه الحرب الاعلامية الشعواء الى تسميم وعي شعوبها اولا، ومن ثم خلق رأي عام عالمي مضلل و"محيّد" تقدم اليه الحقائق مقلوبة رأسا على عقب. وبلغ التزوير وقلب الحقائق الى درجة ان الشعار العنصري حول "يهودية دولة اسرائيل" يصبح شعارا "دمقراطيا"، بينما شعار اقامة "دولة فلسطينية دمقراطية موحدة يتعايش فيها المسلمون والمسيحيون العرب واليهود" يصبح شعارا "ارهابيا!". والى درجة ان أكلة اللحوم البشرية من عصابات "داعش" و"النصرة" و"الجيش الحر" في سوريا يصبحون روادا للاصلاح وحماة للدمقراطية!!!
وللاسف يساهم في هذه الحرب الشعواء على وعي شعوب العالم الستالينيون والنيوستالينيون واليساريون المتساقطون، من امثال يعقوب ابراهامي وفؤاد النمري وجريس الهامس وصلاح بدرالدين وفخري كريم وكريم مروة والياس عطالله وجورج صبرا وبرهان غليون والموسادي سيلوس العراقي (عراقي مزيف!)، الذين تحولوا بقدرة قادر الى عملاء جدد (وبعضهم قدماء) للامبريالية والصهيونية.
ولكن، وكما ان لكل حصان كبوة، فإن حصان الكاوبوي الاميركي قد كبا وأية كبوة في اوكرانيا، حيث ان السياسة الاميركية التي تتاجر بالشعارات الدمقراطية المزيفة لم تجد من تتعاون معه لمواجهة الجماهير الشعبية الروسية والاوكرانية سوى المجموعات الفاشستية القديمة (من تفريخات ما يسمى هناك "البانديرا") التي قاتلت في الحرب العالمية الثانية الى جانب القوات الهتلرية الغازية. وقد ردت الجماهير الشعبية في شبه جزيرة القرم (وهذا اول الغيث) بالإعلان عن ارادتها في الانضمام الى الفيديرالية الروسية.
فيوم الاحد في 16 اذار الجاري، وفي جو من التوتر الدولي المحموم الذي لا يزال يحيط بالازمة الاوكرانية، وامام العجز والفشل التام للسياسة العدوانية الاميركية، جرى في شبه جزيرة القرم استفتاء شعبي عام حول مستقبل هذه الجمهورية ذات الاستقلال الذاتي التي كانت محشورة عنوة داخل الدولة الاوكرانية، وكان يراد ان تستخدم لاثارة النزاع بين الشعبين الشقيقين الروسي والاوكراني.
وكانت فحوى الاستفتاء هي حول الموافقة على الانضمام الى الجمهورية الفيديرالية الروسية، او البقاء ضمن كيان الدولة الاوكرانية مع توسيع نطاق الحكم الذاتي القائم.
وعشية الاستفتاء كانت الولايات المتحدة قد تقدمت بمشروع قرار الى مجلس الامن الدولي، تعتبر فيه الاستفتاء بأنه "غير شرعي". وقد حاز مشروع القرار على 13 صوتا، وامتنع المندوب الصيني عن التصويت واقترح العمل على حل الازمة بالطرق الدبلوماسية. ولكن المندوب الروسي استخدم حق النقض "الفيتو"، وأفشل القرار الاميركي المعادي للدمقراطية وللارادة الحرة وحق تقرير المصير لشعب جمهورية شبه جزيرة القرم. وكان ذلك متوقعا طبعا. وصرح المندوب الروسي فيتالي تشوركين ان مبدأ الاستفتاء هو صحيح بحد ذاته وينسجم مع القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة، حول حق تقرير المصير للشعوب. وان هذا المبدأ قد طبق في اماكن مختلفة من العالم، مثل كوسوفو، وتيمور الشرقية، وجبل طارق وغيرها. فلماذا يتم استثناء شعب جمهورية القرم من هذا الحق؟ والواقع ان الدول الغربية التي صوتت ضد الاستفتاء في شبه جزيرة القرم، هي ذاتها كانت قد صوتت الى جانب قصف جمهورية صربيا والى جانب اجراء الاستفتاء في كوسوفو، علما ان كوسوفو هي تاريخيا ارض صربية توافد اليها الالبانيون، بينما ان شبه جزيرة القرم كانت ارضا روسية، وتقطنها غالبية سكانية روسية منذ مئات السنين. وقد اقتطعها نيكيتا خروشوف الزعيم السوفياتي الاسبق (الاوكراني المولد) من روسيا و"اهداها" الى اوكرانيا في الحقبة السوفياتية سنة 1954، بدون اخذ رأي "شعبها"، وبدون اخذ رأي الشعب الروسي بالاجمال.
ولكن فشل تمرير القرار الاميركي في مجلس الامن لم يمنع المندوبة الاميركية من التصريح الوقح والتعسفي ان شبه جزيرة القرم هي اوكرانية اليوم وستبقى اوكرانية غدا، وان الاستفتاء حتى يكون قانونيا ينبغي ان يجري بموجب القوانين الاوكرانية وعلى كامل الارض الاوكرانية وفي ظل السلطة الفاشستية الحاية في اوكرانيا، التي تعتبرها اميركا انها هي السلطة الشرعية.
ولكن هذا التصريح الاستفزازي المخالف لابسط مفاهيم الدمقراطية والقانون الدولي، لم يجد له اي انعكاس لدى الشعب المعني بالذات، اي شعب شبه جزيرة القرم ذاته، بل على العكس تماما، فقد ساهم هذا الاستفزاز الاميركي في تحفيز اهالي شبه جزيرة القرم على المشاركة الواسعة في الاستفتاء، حيث فاقت نسبة المشاركة كل التوقعات المسبقة، التي كانت تتوقع ان تتراوح المشاركة بين نسبة 75% و80%. ولكن نسبة المشاركة في الاستفتاء بلغت حسب الاحصاءات الرسمية 82.71%. وصوت اكثر من 96% من المشاركين في الاستفتاء لصالح الانضمام الى روسيا الاتحادية. وقد اجتمع مجلس النواب لجمهورية القرم في صباح اليوم التالي 17 اذار الجاري واتخذ قرارا بارسال وفد حكومي وبرلماني الى موسكو لتقديم الطلب الرسمي الى البرلمان الروسي والسلطات التنفيذية والرئاسة الروسية، للانضمام الى روسيا الاتحادية. وفي اتصال هاتفي بين الرئيسين الاميركي اوباما والروسي بوتين، قال بوتين ان الاستفتاء هو شرعي تماما ويعبر عن ارادة الشعب المعني. وفي 18 اذار الجاري وقع الرئيس بوتين مرسوم قبول طلب انضمام شبه جزيرة القرم الى الوطن ـ الام روسيا.
ويذكر ان الاستفتاء جرى في اجواء احتفالية حيث عبر الناس على نطاق واسع عن فرحتهم العارمة بالعودة الى الوطن ـ الام روسيا. ولم تجر يوم الاستفتاء اية حادثة مخلة بالامن، كما لم يسجل اي خرق قانوني. وهذا ما شهد به المراقبون الدوليون الذين جاؤوا من اكثر من 20 بلدا لمراقبة الاستفتاء، وكذلك اكثر من 600 صحفي اجنبي و150 وسيلة اعلامية اجنبية تولوا المتابعة الاعلامية للاستفتاء.
وقد لاحظ المراقبون المحايدون ان السلطات الانقلابية الفاشستية في كييف، التي كانت تعارض اجراء الاستفتاء وتعتبره غير شرعي، لزمت الصمت ولم تعلق الا متأخرة على نتائج الاستفتاء بعد اجرائه، وذلك بلسان رئيس البرلمان الاوكراني الانقلابي تورتشينوف، الذي كرر اقوال المندوبة الاميركية في الامم المتحدة في الادعاء بلاشرعية الاستفتاء. ولكن بعض السياسيين والاعلاميين الاوكرانيين المؤيدين للسلطة الانقلابية الفاشستية في كييف كانو اكثر "عقلانية" وصرحوا بأن السلطة الفاشستية الاوكرانية ربما تطعن بقانونية الاستفتاء امام المحكمة الدولية.
طبعا ان هذا الاحتمال لا يمكن ان يتم الا اذا حصلت السلطة الاوكرانية الحالية على تأييد الدول الغربية الكبرى وعلى رأسها اميركا، في السير في مثل هذا الاحتمال.
فهل يمكن لاميركا وحلفائها ان تقوم بمثل هذه المغامرة "الاكثر من قانونية"؟
ان ذلك مستبعد جدا، لاسباب عديدة اهمها:
ـ1ـ ان غالبية سكان شبه جزيرة القرم هم مواطنون روس. وان غالبية الناخبين في شبه جزيرة القرم، من الاصول الروسية وغير الروسية (الاوكرانيون والتتار وغيرهم) قد صوتوا لصالح الانضمام الى روسيا الاتحادية. والدول الغربية ذاتها تعترف، واعترفت تكرارا مؤخرا، بحق الدولة الروسية في الدفاع عن مصالحها القومية وعن مواطنيها في الخارج عموما وفي اوكرانيا خصوصا.
ـ2ـ ان اسطول البحر الاسود الروسي موجود في سيباستوبول في شبه جزيرة القرم، بموجب اتفاقات تأجير طويلة الاجل مع الدولة الاوكرانية ذاتها. وان الدول الغربية تعلم تماما ان الاسطول الروسي لن يخرج من شبه جزيرة القرم مهما كان الثمن.
ـ3ـ ان الكثير من الدول الغربية، ولا سيما المانيا، حتى ولو سايرت اميركا في بعض المواقف المعادية لروسيا، الا ان هذه الدول ستكون حريصة في نهاية المطاف على مصالحها القومية الخاصة، التي تقتضيها عدم المواجهة والعداء مع روسيا، بحكم الجوار الجغرافي، و"عدم سهولة" معاداة الجبار الروسي، ومصلحة تلك الدول تكمن في التعاون الاقتصادي والامني مع روسيا، لانها تدرك تماما (وهذا ما اكدته تجربة المواجهة المصيرية مع الهتلرية في الحرب العالمية الثانية) ان "اوروبا + روسيا" هي "كل شيء"، وان "اوروبا بدون روسيا" هي "لا شيء".
ـ4ـ ان فتح "الملف القانوني" فيما يخص جمهورية القرم ليس في مصلحة اميركا والدول الغربية، لان ذلك سيمثل سابقة لفتح جميع "الملفات القانونية" للدول الغربية واسرائيل وتركيا، من مذابح الارمن والاشوريين واليونانيين في تركيا خلال وفي اعقاب الحرب العالمية الاولى، الى شرعية "اتفاقية سايكس ـ بيكو" و"وعد بلفور" في 1917 واغتصاب فلسطين واحتلال الاراضي العربية، وصولا الى الحرب ضد صربيا وافغانستان والعراق مؤخرا، والى دعم فصل جنوب السودان، والعدوان الاطلسي على ليبيا، والحروب الاستعمارية لتمزيق افريقيا الخ.
ـ5ـ ان شبه جزيرة القرم الصغيرة نسبيا والمحاطة بالبحر من ثلاث جهات كان من الصعب الدفاع عنها في مستوى التسلح القديم، ولذلك لم تستقر فيها اية دولة قديمة من دول الجوار، ردحا طويلا من الزمان، فبقيت ارضا شبه مفتوحة تتعايش فيها شعوب وحضارات مختلفة، على رأسها الروس، منذ مئات السنين. وفي القرون الوسطى، ولوضع "حاجز" بين روسيا والبحار الدافئة، وبتشجيع ودعم الدول الاوروبية الغربية والفاتيكان واليهود الخزر، قام العثمانيون باحتلال القسطنطينية في 1453، وفي 1475 استولوا على شبه جزيرة القرم، بمساعدة التتار لهم ضد الروس. وهنا ينبغي الملاحظة ان خانات التتار، سعيا وراء مصالحهم الضيقة، كانوا يعتقدون، كما الكثير من الغزاة القدماء والجدد، ان روسيا هي بقرة سمينة ولكن ضعيفة ويمكن سلخ جلدها بسهولة. وهذا ما جعلهم ـ اي خانات التتار ـ يقاتلون دائما الى جانب غزاة روسيا، من المغول الى "المسلمين!" العثمانيين الى "الصليبيين" البولونيين والسويديين، اعتقادا منهم انهم سيستفيدون من الوقوف الى جانب "الطرف القوي" و"الرابح". وهذه السياسة "قصيرة النظر" تاريخيا، جعلت جماهير الشعب التتاري تدفع ثمنا غاليا مقابل السياسة "الغبية" لقيادته. وفي 1783 تغلب الروس على العثمانيين وضموا شبه جزيرة القرم الى الدولة الروسية، وفي تلك السنة أسس الروس مدينة سيباستوبول، وتزايدت اعداد المواطنين الروس في شبه الجزيرة واصبحوا يشكلون الاكثرية فيها. واصبحت شبه جزيرة القرم ارضا روسية تعترف بها بهذه الصفة جميع الدول المعنية. وفي سنة 1921، بعد انتصار الثورة البلشفية في روسيا، اعلنت شبه جزيرة القرم كجمهورية ذات استقلال ذاتي ضمن الجمهورية الاتحادية السوفياتية الروسية.
ـ6ـ وفي سنة 1954 فإن الرئيس السوفياتي الاسبق (الاوكراني المولد) نيكيتا خروشوف، وبحوافز شعبوية انتهازية، قام بفصل جمهورية شبه جزيرة القرم ذات الحكم الذاتي عن روسيا الفيديرالية و"إهدائها" الى جمهورية اوكرانيا السوفياتية حينذاك. وهذا هو "المستند القانوني" الوحيد الذي تستند اليه اميركا والسلطة الاوكرانية الانقلابية الحالية في الصفة "الاوكرانية" لشبه جزيرة القرم. ولكن جميع المؤسسات التمثيلية للشعب الروسي تطعن في شرعية "إهداء" شبه جزيرة القرم الى اوكرانيا. واما شعب شبه جزيرة القرم (وغالبيته ـ حوالى 65% ـ هي من الروس) فيعتبر ان "المرحلة الاوكرانية" من تاريخه المعاصر هي "مرحلة احتلال"، وهو يطالب، وسوف يحارب، من اجل العودة الى "الوطن الام ـ روسيا". وقد عبر شعب جمهورية شبه جزيرة القرم عن ارادته الحقيقية في الاستفتاء الشفاف الذي جرى امام انظار العالم المتحضر بأسره في 16 اذار الجاري. ولعله من المهم ان نذكر ان قيادة تتار القرم حاليا دعت مواطنيها لمقاطعة الاستفتاء، ولكن الاحصاءات تؤكد ان 40% من تتار القرم شاركوا في الاستفتاء وصوتوا الى جانب الانضمام الى روسيا الاتحادية.
ـ7ـ يكتب الكاتب التتاري راديك أميروف في نشرة "أنباء موسكو" ما يلي: "كان المسلم أوماتغيري برهانوييف آخر مدافع عن قلعة بريست (في سيباستوبول) على حدود الاتحاد السوفياتي الغربية في صيف عام 1941. وخرج برهانوييف من خندقه بعدما فقد جميع رفاقه الذين تصدوا للغزاة الألمان واستنفد ما كان بحوزته من الذخيرة، وصاح في وجه الغزاة "أنا جندي روسي" ".
والان فإن شعب شبه جزيرة القرم، بمن فيه التتار، يصوت لجانب العودة الى روسيا، بالرغم من جميع تخرصات البروباغندا الاميركية. وليس هناك قوة في العالم ستستطيع ارجاع عقارب الساعة الى الوراء، وكسر ارادة هذا الشعب، الذي هو جزء لا يتجزأ من الشعب الروسي العظيم، الذي استوعب فيما مضى النازية الهتلرية وسحقها، وهو على اتم الاستعداد اليوم لسحق اي فاشستية جديدة وان كانت اميركية تضع المساحيق "الدمقراطية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحصيل حاصل وفرصة ثمينة للغرب
محمد بن عبد الله ( 2014 / 3 / 19 - 15:50 )
ظهرت المشكلة أصلا بسبب إفلاس الشيوعية كنظام وكشف وجهها القبيح فسقطت دول شرق أوروبا غنيمة للناتو

ما حدث من بعد سقوط حائط برلين سيء الصيت واعتراف جورباتشيف بنهاية الكابوس الشيوعي جاء كتحصيل حاصل

فهم الغرب بأنه وبعد أن خرج منتصرا وانهار الاتحاد السوفيتي فإن عليه انتهاز الفرصة لملئ الفراغ واحتلال مناطق نفوذ روسيا لحصارها فكان أن تدخل بفجر في أفغانستان وفي جمهوريات آسيا الوسطى وفي جورجيا ثم في اوكرايينا

الشيوعية أدت لانهيار المعسكر الشرقي
وتدفع روسيا اليوم ثمن سنوات جنون لينين وستالين وتروتسكي ومولوتوف وبريا وبقية المجرمين أمثالهم من قهرة الجنس البشري

اليوم يعمل بوتين البطل من أجل إنقاذ أرض وشعب روسيا العظيمة الأبدية بعد أن نفضت عنها عهر الشيوعية


2 - مواجهة الامبريالية ليست نزهة
جورج حداد ( 2014 / 3 / 19 - 17:24 )
الاخ المحترم محمد بن عبدالله
ـ1ـ ان الذي سقط في روسيا ليس الشيوعية بل الانحراف او الانقلاب الستاليني على الشيوعية
ـ2ـ ان الستالينية كانت انقلابا على الشيوعية (الماركسية ـ اللينينية) تماما كما كانت الصليبية انقلابا على المسيحية، والمملوكية والعثمانية انقلابا على الاسلام، والبونابرتية انقلابا على الثورة الفرنسية. والشيوعية ستنتصر حتما على الرأسمالية والامبريالية. والا، فإن الانسانية باسرها والكرة الارضية مهددتان بالزوال حتى لاسباب ايكولوجية بحت
ـ3ـ ان مواجهة الامبريالية ليست ترفا اختياريا كمن يذهب او لا يذهب الى مباراة رياضية. بل هي قدر محتوم. وليس من الضروري تاريخيا ان يكون الشعب الطامح الى الحرية والاستقلال كبيرا وقويا وغنيا كالامبريالية، حتى يواجهها وينتصر عليها. فالشعب الفيتنامي الصغير والفقير لم يكن في قوة فرنسا واميركا. وكذلك الشعب الجزائري. واليوم فإن شعبنا الفلسطيني المظلوم ليس في قوة اسرائيل واميركا. ومع ذلك فهو سينتصر عليهما بإذن الله اذا اختار طريق المقاومة وليس طريق الخيانة واوسلو
ـ4ـ ان روسيا كانت في كل تاريخها شوكة قاتلة في حلق جميع الغزاة والطغاة وهي ستحرر شعوب العالم


3 - لا يمثلون الاسلام
محمد بن عبد الله ( 2014 / 3 / 19 - 19:24 )
أخي الأستاذ جورج حداد

جاء ردك يذكرني بردود المسلمين العقلاء المحترمين ذوي الضمائر الحية الذين يرفضون مواجهة الواقع والحقائق التاريخية الثابتة

يبررون بشاعة الاسلام التاريخي بالقاء المسئولية على الافراد...فلان لا يمثل الاسلام الحقيقي وعلان مغتصب للسلطة والرد عليهم بسيط: نظرية غير قابلة للتطبيق على الأرض هي نظرية فاشلة مفلسة

عاشت البشرية آلاف السنين بلا شيوعية وستعيش دونها لا الانسانية ستنقرض ولا الكرة الأرضية ستندثر..الغني والقوي سيظلان يظلمان ويستغلان وهذا بشع لكن تجارب الشيوعية وبول بوت وماو وثورته الثقافية والجولاج ظلم وقهر أكبر وأكثر انحطاطا

كل الثورات بما فيها ثورة الغوغاء الفرنسيين جاءت بالعنف والرعب والجرائم...دام عصر الرعب أكثر من عشر سنوات في فرنسا وارتكب شيوعيو لينين المجازر تلو الأخرى...خذ عندك مثلا تصفية اسرة القيصر وابنه وبناته مع الطبيب والمربية وغيرهم...وحوش آدمية هيجت الشيوعية فيهم أحط الغرائز

الشيوعية كالاسلام...تاريخ مخزي وواقع بشع

حسنا فعل الروس بالتخلص منها والعودة إلى طريق الانسانية


4 - الظلم مناف للفطرة الانسانية
جورج حداد ( 2014 / 3 / 20 - 04:50 )
الاخ المحترم محمد بن عبدالله
ـ1ـ هل الانسان هو مفطور على الشر والظلم والاستغلال والاستعباد والاستعمار؟ ـكلا! في رأيي المتواضع ان الانسان مفطور على الخير والعدل والمساواة والتعاون ولكن الجبرية التاريخية حتمت ظهور المجتمع الطبقي القائم على الظلم والاستغلال والاستعباد ـ ولكن مثلما ان الحتمية او الجبرية التاريخية اوجدت الاستعمار، فإنها اوجدت ايضا النضال ضد الاستعمار، ومثلما انها اوجدت الراسمالية والامبريالية فإنها ايضا اوجدت الفكر الاشتراكي العلمي والشيوعية العلمية وحتمية النضال للقضاء على النظام الراسمالي وتشكيل النظام الشيوعي
ـ2ـ ان الثورات التحررية الشعبية هي ضرورة تاريخية لا محيد عنها، وبدون الثورات فإن المجتمع البشري سيكون محكوما بأن يكون مجتمع عبيد ـ كما ان الكوكب الارضي مهدد حتما بالزوال اذا بقيت الراسمالية والامبريالية لان الراسمالية (في سعيها الاعمى نحو الربح) تهدد ليس فقط بالقضاء على العلاقات الانسانية بين الناس وبالتالي تخريب المجتمع البشري، بل تهدد ايضا بتخريب علاقات الناس بالطبيعة وبالتالي تخريب الطبيعة ذاتها
ـ3ـ يجب دراسة الاسلام والمسيحية والشيوعية بشكل علماني نقدي موضوعي

اخر الافلام

.. فوز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان في انتخابات الرئاسة


.. وفاة المستشارة الخاصة بالرئاسة السورية لونا الشبل تثير جدلا




.. وزير الخارجية المصري: يجب العمل على الوقف الفوري والمستدام ل


.. مشاهد لآليات مدمرة للاحتلال الإسرائيلي في رفح




.. لم تحصل على أي مؤهل علمي.. تعرف إلى نائبة رئيس وزراء بريطاني