الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طفل يتيم أنا

صليبا جبرا طويل

2014 / 3 / 19
الادب والفن


في الحادي والعشرون من شهر آذار، شهر المحبة وبداية فصل الربيع، يحتفل العالم بعيد الأم:" كل عام وجميع الأمهات بألف خير"
.......

في هذه السنة.....

يجذبني شوق، لأقدم باقة نثرية إلى كل أطفال العرب الذين فقدوا
أمهاتهم بالمرض، بالجوع، بالقتل، بالتشرد، بالمعارك.........
أقدم لكل واحد/ة منهم/ هن محبة صادقة من أعماق قلبي...
أتمنى من كل زعيم، ومسئول في عالمنا العربي أن
ينصفكم، أن يتذكركم، أن يساهم في شفاء جروحكم
النفسية، أن يبني لكم عالم ومستقبل أفضل، لا مكان
فيه للأحقاد، والتمييز، والعنصرية، عالم تحكمه الضمائر
الحية فيه العدل والحرية والمساواة مكفولة للجميع.
... في زحمة وذروة الاحتفالات يبقى الطفل اليتيم خارجا
من دائرة الاحتفال، ألا من شعوري وشعوركم معه.



طفل يتيم أنا
رحلت أمي قبل حين
عن الديار
تركتني ضائعا، هائما
بين الإحزان، والاصطبار
لا اعرف
متى ترجع من رحلتها ؟
وهل سيطول الانتظار؟

أماه
منذ رحلتي عن بيتنا
لم تغلق الأبواب
أكثرهم أنا حرقة
أقف لاستقبالك
على كل باب
لا ساعة في معصمي
لكني... افرق ...
بين شروق الشمس والغياب
لا ادري كم يوما مضى
جلسا أنا على عتبة دارنا
لم أمل… لكن
مل مني الانتظار
لم تعودي...
ما أقسى طول الغياب
دفء بيتنا رحل
منذ غادرتنا أماه

كل يوما
اسأل أرجعت أماه؟
انتظرها قالوا...
وفي عيونهم دموع
تعمى الإبصار
هي في السماء
تعانق الملائكة، والإبرار
... أيهم أحق أماه
طفلك؟ أم الغرباء؟
الست أنا طفلك حبيبك
من فلذات الأكباد .

أماه...
كم هن جميلات
في روضتنا المعلمات
تكسو وجوههن البسمات
يغمرننا بالمحبة والفرحات
تعلوا بيننا الصيحات والضحكات
لم المس منهن واحدة مثلك
لها عذوبة صوتك
أو رائحة عطرك
ولمست يديك
وبسمة فمك
وسحر عينيك
وحلاوة شفتيك
ونعومة وجنتيك
ولون شعرك
ورائحة ثوبك
أصارحك أماه
قلبي لم يحبب واحدة منهن
رغم كل ما بذلن من حنان
فلا طعم للحب
ولا لون للحياة
دونك أماه


بصوت خافت
بهمس
تتمتم شفتاي كلمات حب
أصابع يدي الصغيرة
تتحرك ترتعش تناديك
وعيناي محدقتين
تطيلا النظر في صورتك
المعلقة على جدار صالتنا
عسى أن تقفزي
من الإطار أماه
وتضميني لصدرك
وتقبلني كمطر
يهطل لأول مرة
على ارض
عطشى جرداء

أماه.. أتدرين
كم إليك أنا مشتاق
غصة ولوعة في القلب
حرقة في الحنجرة
صمت رهيب في اللسان
أجيبيني بحق السماء
لو لمرة واحدة
أنا حبيبك
أنسيتني؟ أم أذنيك
كالجدار الذي يحمل صورتك
صماء؟

كمشرد بحثت عنك
في كل غرفة، وفناء
قالوا ، ماذا أضعت؟
أجبت: أمي يا أغبياء
أعادوا قولتهم
هي في السماء
نكست راسي ...مشيت
غيوم قلبي شتاء
جلست على سريرك
استرق النظر
عبر نافذة غرفتك
نحو السماء
عسى أن أراك
تلوحين بيدك تبتسمي
تهمسي في إذني
كيف أنت يا صغيري
حبيب القلب والفؤاد
أعاهدك أن رجعت
أكون مطيعا أماه
خلصني من وحدتي
احمني من غدر الزمان

البارحة في الحلم
كان لنا لقاء
بعد الإفطار
ألبستني ... على ظهري
حملتني شنطة الغذاء
ضممتني قبلتني
من جانب السرير
يد برفق هزتني
صوت جاء بنداء
يا صغيري انهض
توقف عن الشهق والبكاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل