الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طائر

واثق الجلبي

2014 / 3 / 19
الادب والفن


طائر
في ترنيمة الحب الخالدة تتسامى المشاعر الانسانية معبرة عن فرحتها وكأنما طائر يطير بجناحين من الخيال الضارب في خصوبة الفكر متفرعا حدود المعاناة والألم مادا كشحيه كالغمام المنتشر في السماء .. طائر الشوق يهتف بنا متماهيا مع كل الانفعالات المتجذرة في اعماقنا لمديات لا تحدها حدود .. فكل شيء يرتبط بالفرح نحسه كالطير كأنما نخاف ان يتركنا ويرحل .. هي اشكالية لم يلتفت اليها الكثير منا الفرحة والسعادة هي خوف داخل الانسان العراقي يخاف ان تذهب وتحط على شرفات الآخرين من بني البشر وهكذا كانت المخاوف تتراقص على اجنحة الطيور التي لها رمزية خاصة في آداب وادي الرافدين منذ القديم وكان الراسب الثقافي يضغط على الذاكرة الجمعية مشكلا ثقافة متنامية الجذور .. هل تطير المشاعر ؟ كيف ؟ لماذا ؟ متى ؟ أسئلة كثيرة ولكنها تتفاقم كلما مد الفرح لها كشحا وتوارت بين أسربة المعاني لتطغى المشاعر وتعم الابتسامة زتتفتح براعم الحب في زمن الكبت والخوف الذي له اجنحة تأخذ المباهج وتحولها بفتوى جاهلة الى محرم بخطوط حمر .. الطائرة والطائر والطيران مؤديات الى أشياء تبين أن البشرية بحاجة الى السمو الى مرتفعات روحية وحسية هي نرتبطة بالانسان مهما كانت طبقته وانتماءآته الفكرية والمذهبية ويبقى عليه أن يختار جناح الفرح والسمو أو جناح الخوف والظلام فلكل شيء جناح يرفعه أو يهوي به الى المجاهيل التي يبحث عنها ... التحليق معا في الزوايا يبعث على الفرح والخوف أيضا فالعراقي يخاف من الفرح لأنه سيطير ولا يعرف متى سيكون ذلك .. المشاعر دائما مرتبطة بالتحليق والسباحة في عوالم أخرى ليست لها علاقة بالماديات في سيطرة الفرح لا يستيقظ الا على اشياء طائرة أي راحلة فالرحيل قيمة ذات مداليل كثيرة عند العراقي الذي أشبع بالرحيل والفراق والسفر والبعد أي كانت الاجنحة تتلاعب به كيفما أرادت سعيا منها لتغييب قيمة إنسانية تقف على مساحة مسننة من حدود الانبهار بالجناح القادم من أعماق الغيب .. هل نختار طائرنا ؟ ام يختارنا ؟ هي معادلة ليس من السهل البت بمعطياتها وهي تشتاق كما نحن لفك رموزها بأبسط أشكال الأجنحة .. ولكن أي جناح سيحملنا وينقلنا من واد الى واد لا نعرف ملامحه وهو يعرف ما يجيش بدواخلنا بكل شهقة موت في أسربتنا المتشابكة مع قدرية الوعي وهيمنة اللاذوات المبثوثة في قواميس لغوية لم تفك شفرتها الى الآن ..
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو