الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعاية االأمريكية وأحتلال العراق: ( الذكرى السنوية لاحتلال العراق).

عبد السميع ياسين الهيتي

2014 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


إن للدعاية أهمية كبيرة في حياة الشعوب والأمم منذ القدم، ولقد ازدادت أهميتها وقدرتها في عصرنا هذا، إذ أصبحت حلقة مهمة، بل هي أداة أساسية في إدارة الصراع الدولي. وإذا ماأتيحت لهاالإمكانيات المادية والبشرية،فإنها قادرة على العمل بما هو أقوى من المدافع والرصاص. فالدعاية لها الثقل الكبير، وهي حجر الزاوية لأية معركة سياسية أو عسكرية؛ إذ تمهد لإسقاط الخصوم السياسيين، وأعتى الأنظمة في العالم من خلال استخدام أساليب الدعاية والحرب النفسية وبث الشائعات.
ومع تطور وسائل الإعلام والاتصال، والتقنيات الحديثة، وسطوة هذه الوسائل، وتأثيرها على الشعوب ومستقبلهم واستقلالهم، أصبحت الحرب الإعلامية والنفسية صفحة من صفحات الحرب الحديثة، ولعل الأحداث التي مرت على العراق، وما استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية من حملة دعائية تشير إلى أن الدعاية الأمريكية تمتلك من الإمكانيات والمؤسسات التي تستطيع من خلالها تنسيق جهودها وفق سياستها ومصالحها. وهي على قدر كبير من التنظيم والفعالية، لحشد الرأي العام وكسب المؤيدين والمحايدين، وتحييد المعارضين، بوسائل وأساليب متنوعة، تساعد على إيصال رسائلها عبر استخدام وسائل وتقنيات متطورة ومضامين لغوية تؤثر في الجمهور.
لقد استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية في حربها ضد العراق حملة دعائية عالية التخطيط والتنسيق، وبذلت دبلوماسيتها جهداً جباراً في سبيل إنجاح حملتها الدعائية، والتي تعتبر أكبر حملة دعائية وجهت إلى بلد من البلدان في عصرنا الراهن، حيث استخدمت المال السياسي لشراء المواقف من بعض الدول العربية والأجنبية، واستخدمت أسلوب الجزرة والعصا أحياناً والتهديد أحياناً أخرى، كل ذلك في سبيل تمريروتبرير مخططاتها لحملتها، وكثيراً ما ربحت معاركها عن طريق الحملات الدعائية والإعلامية. ومما يزيدها حصانة موقعها الجغرافي، الذي يعتبر عامل قوة ساعدها في أن تساهم في كثير من الحروب خارج نطاق حدودها، مما ولد شعوراً لدى الأمريكيين أنهم في مأمن من تداعيات الحروب وويلاتها.
وإن المتتبع لتاريخ أمريكا منذ دخولها حلبة الصراع الدولي- وبالذات منذ عام 1890 حتى يومنا هذا – يلاحظ أنها قد خاضت كثيراً من الحروب والنزاعات التي تجاوزت مئتين وستة عشر نزاعاً وتدخلاً في شؤون الدول، وأوجدت كثيراً من الأزمات؛ وكل هذا لبسطالسيطرة والاستحواذ على مقدرات الأمم والشعوب.
ومع مجيء الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش محاطا باليمين المتطرف، وتداعيات أحداث 11 أيلول 2001 رفع مفكرو اليمين المتطرف بعد الأحداث شعار: لماذا يكرهوننا؟ وبالتالي شرعت دوائر ومراكز البحوث المحيطة بالسياسة الأمريكية في تنفيذ سياستها التوسعية، "ونقل الحرب إلى أراضي أعدائهم"، فبدأت في تنفيذ مشروعها "التوتاليتاري"، وفرض منطقها على العالم بعد ثقتها بإمكانياتها وقدرتها العسكرية الهائلة، مجللة بالثورة العملاقة من التطور التقني والمعلوماتي، وجعل هذا القرن "قرناً أمريكياً" بامتياز على أقل تقدير، لبسط سطوتها ونفوذها على مقدرات العالم، وللاستحواذ على عصب هذا التقدم وطاقته، وهو النفط، في مكمنه كي تتحكم بسياسات الدول المناوئة لها والحليفة على حد سواء.
وتطبيقاً لشعار رئيسها:" من ليس معنا فهو ضدنا"، ولمحاولة أمركة العالم، حسب رؤيتها وفلسفتها ومنطقها؛ وعلى ذلك تعتبر حرب أفغانستان وما تلاها من احتلال العراق مقدمة لهذا المشروع. وما يهمنا في كل ذلك معرفة تلك الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة في سبيل تمرير وإنجاح مشروعها في العراق، وجعل العراق "النموذج الديمقراطي" في المنطقة. والمتتبع لتاريخ هذه الدولة يرى أنها هي التي أوجدت الحماية الشرعية للأنظمة الدكتاتورية خلال فترة الحرب الباردة؛ وذلك في سبيل مصلحتها، وعلى أن يكون هذا النظام أو ذاك ضد سياسة الاتحاد السوفييتي والتطلعات الوطنية للدول. وقد استخدمت كل الوسائل المادية والمعنوية، لكي تعضد دعايتها ورسائلها الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة، والوسائل التقنية الأخرى من شبكة المعلوماتية، ومواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية، كون هذه الشبكة تسللت إلى كل بيت ومؤسسة، مما دفع الإدارة الأمريكية إلى نشر خطابات وبيانات الحكومة الأمريكية كلها على هذه الشبكة.
ولكي نتعرف على المضامين الدعائية التي تحتويها خطابات الرئيس الأمريكي والتي تزخر بأساليب متنوعة، وضعت بحنكة وضمن أجندة محددة لتحقيق أهداف الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب على العراق، حيث تلعب الدعاية دوراً مهماً في كسر وتحطيم معنويات العدو، وإفقاد الثقة وشل قدراته على الصمود، وبث الرعب واليأس في نفوس أفراده، عبر استراتيجية وفلسفة دعائية متكاملة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة


.. كيف يمكن تفسير إمكانية تخلي الدوحة عن قيادات حركة حماس في ال




.. حماس: الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار ال


.. النيجر تقترب عسكريا من روسيا وتطلب من القوات الأمريكية مغادر




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لمسجد نوح في