الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابناء المسؤولون

جواد كاظم البياتي

2014 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


يقول مونتسكيو ( 1689 ــ 1755 ) وهو أحد دعاة فكر التنوير الفرنسي : السلطة مفسدة ... ومع ثبوت صحة هذه المقولة تاريخيا فهي ليست مفسدة لمن يمارسها من المسؤولين حسب وانما اصبحت مفسدة حتى لأبناء المسؤولين واقاربهم ايضاً، ولسنا في معرض الحديث عن ابناء المسؤولين اللذين سببوا احراجاً لآبائهم لننا لانعرف الكثير تاريخياً عن هذه العلاقات بأستثناء الخيانات والتآمر الذي يحفل بها التاريخ وخاصة التاريخ العربي الاسلامي ، لكن نعتمد المذكرات الشخصية احيانا ، فقد روى لي المرحوم محمد طه السعيد بأنه كان يدرس في جامعة شيكاغو عام 1935 وتصادف ان يكون احد طلابها ابن الرئيس الامريكي فرانكلين روزفلت وقليلون جدا ً من يعرفون علاقة هذا الطالب بالرئيس الامريكي وكان هذا يجالس احدى زميلاته في نادي الكلية فتعرض لها احد الطلبة المشاكسين محاولاً احراجه وابدى ابن الرئيس صبراً عجيباً نهض في نهايته واعلن بأنه سيدافع عن زميلته بعيداً عن صفته كأبن للرئيس .
كما ان تصرفات صباح نوري السعيد كانت تسبب الكثير من الحرج لرئيس الوزراء ــ ابيه ــ خاصة في الملاهي الليلية وتوبيخ الباشا له هي من الروايات التي كان يتداولها اهل بغداد ، وقصة تحديه لمدرب الطيران الامريكي ومروره بطائرته من تحت جسر الاحرار مشهورة تلك الحادثة التي اغضبت والده ومنعه على أثرها من الطيران وبأستثناء هذه القصة لم يسجل التاريخ العراقي منذ تلك الحادثة ان اساء ابن مسؤول الأدب الاّ عندما تنحى احمد حسن البكر عن السلطة لحساب نائبه في العام 1979 المثير للجدل . ففي تلك الفترة لم يترك الحبل على الغارب لأبناء الرئيس فقط بل انسحب ذلك على ابناء المسؤولين جميعاً ، بل ابناء حماياتهم وحاشيتهم واقاربهم أيضاً وخلال السنوات العشر الاخيرة لم نسمع كثيرا عن فضائح لأبناء المسؤولين بأستثناء ما أشيع عن ابن رئيس الوزراء وعن ابن نائبن رئيس الجمهورية في شبكات التواصل الاجتماعي وربما كانت هناك فضائح اخرى لأبناء مسؤولين لكنها ليست بمستوى الضجة التي كان يثيرها ابناء المسؤولين في النظام السابق .
الاّ ان حادثة نجل وزير النقل تشكل احدى السلوكيات السلبية التي تسببت بمشكلة حاولت بعض الاجهزة الاعلامية المقربة تحريفها لكنها افتضحت من خلال التدخل الشخصي للسيد الوزير الذي امر بأتخاذ اجراءات صارمة للأشخاص اللذين منعوا طائرة تابعة لطيران الشرق الاوسط الخميس 4 / 3 / 2014 من الهبوط في مطار بغداد الدولي واعادتها الى بيروت لأنها لم تنتظر ابن السيد هادي العامري وهذا طبعا تسبب في خسائر مادية تشغيلية وارباكا في رحلات الشركة . وليس من المعلوم اذا ماكان سلوك نجل السيد الوزير سببه استهتارا متعمدا بعد سهرة بيروتية ، او ادركة الوقت في جولة تبضع صباحية بين حوانيت شارع الحمرا . ومهما كان الامر فإن ماكان يحصل في العهد الزيتوني هو الأتعس .
لكن مع ذلك فإن الاخبار التي تتسرب عن بعض المسؤولين منعوا ابناؤهم ابناؤهم من الحضور الى دوائرهم الاّ بعد علم والده امر يثلج القلب . كما يحصل مع محافظ العمارة .
ا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة