الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الآلهة والخوف

لينا سعيد موللا

2014 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



(( مقال جريء أتمنى من الأصدقاء قرائته والتمعن فيه لأننا نحتاج إلى كل الوعي ))

صنع حافظ الأسد من نفسه إلها، وتبعه من وجدوا فيه مخلصاً من الفقر والتبعية والعبودية، وعندما حطمت تماثيله ومزقت صوره وديست بالأقدام ثارت ثائرتهم واعتقدوا وفق رمزية المشهد أنهم المقصودون وأنهم مهددون في وجودهم ومكتسباتهم، أن وجودهم بات في مهب الريح ، قرروا الدخول في حرب وجود ،أصموا السمع عن جميع التطمينات التي جاءتهم، لم يستوعبوا الطلب منهم بأن يكونوا شركاء في وطن خال من إله، في تغييبه حتمية لعودتهم إلى فقرهم ويأسهم .
حتى أؤلئك اللذين دفعوا ثمناً من حريتهم في سجون النظام وهم كثر، شعروا بخوف أكبر مما هو قادم، وآثروا الانكفاء والذهول .

أما شعار الله أكبر فكان لاله آخر يزرع فيهم الخوف .

التفوا حول إبنه رغم أنه كان أقل مكانة من والده بكثير، التفوا كالشاة التي تقاد إلى مسلخ، فعلوا ذلك راضخين يحركهم الخوف والحقد على أبالسة تريد تخليصهم من الأمل المقدس، من الحياة برمتها، وكأنهم أبطال ميثيولوجيا سومرية كانت حربهم ضد شر آت من العالم السفلي.

قرأ فيهم هذا الرعب، وقرر بإيعاز من الخارج، أن يلعب على وتر معقد، زرع تشكيلات تخيف أغلب السوريين، وترعب العالم، وتر ما زال يصدر صوتاً نشازاً على مسامع جميع الشعب السوري .
وتر يحمل جميع الصور الوحشية التي تطغى على وحشيته وتحيلها دفاعاً عن الحق في الحياة .

ورغم دموية المشهد السوري، وخلافه مع أحلام السوريين الذي ناشدتها حناجرهم وتضحياتهم، بات هناك شريحة واسعة يتآكلها الرعب مما هو قادم، مألومة لما يحصل وخائفة مما هو قادم .

شريحة تيبست أطرافها من الخوف والقرف .

حينما دخل الأغراب يحملون معهم أحقاد التاريخ بعدما استيقظت وأعيد تفعيلها، لتدخل أرضاً دب فيها الرعب وتبعثرت مكوناتها في فوضى عارمة .

للأسف :

إذا لم نستطع إعادة ثورتنا إلى نقائها، وتطهير أنفسنا من الطابور الخامس فأخشى أننا سنبقى نراوح في المكان حتى زمن طويل، أما التطهير فيكون بداية بالالتفاف حول قيادة منتخبة من الشعب.
حتى لو تعذر ذلك وهو أمر مؤسف، يجب أن تكون قيادة وطنية حرة من أي قيد خارجي، تجاهر بما يريده هذا الشعب، وتحقق على الأرض ما نتمناه جميعاً بشفافية واضحة، تتحلى بالعزيمة التي تستقيها من دماء شهدائنا وإخلاص من قضوا .. من آلام جميع السوريين وتعبهم وإرادتهم بأن تستبدل معاناتهم إلى استقرار وفق ما نادوا به وترجموه بنضال لم يسطر التاريخ مثيلاً له .

ليس هذا صعباً إنه يحتاج إلى وعي بأن أزمتنا بدأت من اللحظة التي غلبنا فيها عواطفنا على مبادئنا، وأننا وعن غير قصد ساهمنا في هذه الفوضى .. وأن الحل يبدأ من أولوياتنا التي تتقاطع مع أملنا الكبير في العودة إلى وطن إسمه سوريا، وهو أمل قابل للتحقيق في حال عودتنا إلى مبادئ الثورة دون أدنى شرك أو خوف .

قادمون

لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز