الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلنسمع و لنشاهد ماذا يحدث داخل أسوار مدراسنا

مليكة محافظي

2005 / 7 / 6
حقوق الاطفال والشبيبة


ن المدرسة قطعة من المجتمع باعتبار المدرسة مجتمع تربوي قائم على أسس علمية و بيداغوجية حديثة . ولهذا ينظر المجتمع إلى المدرسة على أنها البيئة المخصصة في عملية التربية والتعليم ، ولذا يحملها المسؤولية الكاملة في تنشئة طفلها فوجب على المعلم أن يتصف بالحلم والأناة والأعصاب الهادئة ، ذلك لأن الاحترام القائم على أسلوب الخوف والضرب ليس باحترام .
ومن ثمة تعتبر قضية العقاب البدني في المدارس اليوم من أكثر القضايا التربوية إشكالية وانتشارا ، لأن جل التعليمات الوزارية تمنع الضر ب في
مختلف الأطوار التعليمية إلا أن معظم المعلمون اليوم يخرجون عن هذه التعليمات الوزارية نظريا وعمليا . ومن حق الأولياء إنكار الطريقة التي يعنف أو يعاقب بها أبناءهم .

وقد يتساءل أخي القارئ عن الدافع الذي دفعني لكتابة هذا الموضوع ؟ إن ما دعاني لأن أكتب هذا المقال هو موقف مؤلم وقع في إحدى المدارس بالغرب الجزائري هزني وأصابني بحالة من الهلع والغبن لما سمعته من إحدى الزملاء التي اعتدي
على ابنتها بعصا خشبية من طرف معلمتها التي لم تجد سوى وجه التلميذة فكان أن أسقطت لها أسنانها .لقد بكيت بحرقة لما آل إليه المعلم اليوم فالتعليم يا إخواني في خطر ...........فكيف بطفلة لم تبلغ السابعة من العمر بعد تضرب بهذه الوحشية من طرف المثل والقدوة التي يقتدي به كل جيل .الذي زرع في قلب الطفل الحب والأمل في الحياة .
يا من أنارا الطريق أمام براعم الغد لمواجهة كل الصعوبات فمجد الأمة أنت الذي تصنعه فأنت الذي تبني وأنت الذي تهدم في نظر أطفالنا وفي نظر المجتمع .
وعلى قول أمير الشعراء أحمد شوقي :

إ ذا ساء المعلم لحظ بصيرة جاءت على يده البصائر حولا

فأنت من تغرس في نفسية التلميذ سلوكك وأخلاقك باعتبارك القدوة والأسوة للعلم بأسره . فلا تكن كما قال أبو الأسود الدؤولي :
يا أيها المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذى السقام وذى الضنى كما يصح به وأنت سقيم
وأراك تصلح بالرشاد عقولنا وبدا وأنت من الرشاد عديم

واعلم أخي المعلم / أختي المعلمة أن الضرب كما يقال وسيلة المعلم الفاشل فعندما يعجز المعلم على فرض السيطرة النفسية على التلميذ وتوصيل له المعلومات والمعارف فإنه يحاول أن يعوض ذلك العجز بالضرب برغم من وجود وسائل تربوية تغنيه عن استعمال أو اللجوء للضرب . أضف إلى ذلك قد يقع في حوادث لا يحمد عقباها . والحقيقة أن الدراسات النفسية أثبتت أن الثواب أقوى أبقى أثرا على جسم الطفل ونفسيته ورغبته في مواصلة مشواره الدراسي و التعليمي .والعكس صحيح أن العقاب يبعد وينفر التلميذ من المدرسة ونتائجه وخيمة ، وهذا ما حصل مع أحد الأولياء أخبرني أن ابنه أصبح ينفر من المدرسة بعد ضرب المعلمة لزميلته وإسقاطها لأسنانها من جراء الضربة.
إن الغاية الجيدة أختي المعلمة لا تبرر الوسيلة السيئة وما تحققه من نتائج سرعان ما تزول بمجرد توقيف أسلوب التخويف والعصا والمعلم الناجح هو الذي يعمل على غرس آليات اكتساب المعرفة في نفسية الطفل ورعايتها لتنمو مع الحياة لأن المدرسة لا تستطيع أن تقدم كل المعرفة التي يتوصل إليها العلم أو التي يحتاجها الإنسان في حياته بل تقدم له المفتاح ليبحث ويكتشف ويتوصل إلى المعرفة بنفسه.
فكوني القدوة الصالحة لكي يقتدي بك التلميذ . فرفقا بأبنائنا أخي المعلم أختي المعلمة
وصفوة القول قول النبي صلى الله عليه وسلم :{ ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما كان العنف في شيء إلا شانه }.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية