الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسواق بشرية ....اجساد تباع بالجملة ....

محمد ايت الحاج

2014 / 3 / 20
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس


بقلم : الباحث الاجتماعي محمد ايت الحاج .

بخط احمر و الدموع تنهمر على جفوني اكتب لكم هذه الاسطر لكي انقل اليكم صورة الاسواق البشرية التي تباع فيها الاجساد بأثمنة بخسة ، سوف انقل اليكم صورة العالم الحيواني الذي يسمونه عالم انساني سوف انقل لكم عالم يصبح فيه الجنس تجارة و العضو الذكري صاروخ يعبر القارات ، عالم تباع فيه الاجساد الحية فوق السراري امام العيون ، عالم يدعي التدين و المحافظة .
في احد الاحياء اسير بخطوات بطيئة و أتأمل الى وجوه الناس فيهم من ترى في قسمات وجهه الحشمة و الوقار و الاحترام و البعض الاخر تخبرك سمات وجهه بالعار و الشر ، لكن هذا لا يكفي لكي نصدر الاحكام و هذا ما جعلني اقرر البحث في الموضوع بوسائلي الخاصة ، و قررت التجول كل لية و كل صباح في جميع الاحياء القريبة من مسكني ، و بالصدفة رأيت شيخ كبير و هو يشتري جسدا في سوق عارية ، سوق لا يخجل فيه الشيوخ و لا الشباب ، في هذا السوق كل شيء مباح ، في الحقيقة لم يخجل الشيخ من نفسه حينما كان يضجع في حديقة عمومية فتاة صغيرة يمكن ان اقدر سنها بالخامسة عشر من عمرها ، في الاول استوقفني الامر و تعجبت من هذا السلوك الخارج عن منطق الاخلاق و منطق المعقولات ، و لذا قررت الدخول في بحث حول الموضوع و اعمق فيه ، اخد الامر شهرين اتردد على المكان فوجدت ان المكان الذي كان فيه الشيخ هو سوق تجارة الاجساد بالجملة ، الصدفة دائما تضعنا امام مواقف غريبة في كثير من الاحيان ، هل تعلمون بأن هذا سوق كان مكان ممارسة الدعارة .
فتيات في مقتبل العمر يبعن جسدهن من اجل لقمة العيش كما جاء على لسان احدهن ، و الغريب في الامر ان السلطة لم تقوم بأي تدخل ، مما جعلنني اتعمق في هذا البحث رغم الصعوبات التي اعترضت سبيلي ، لكنني اخدت التحدي لكي اكشف الغطاء على هذا السوق ، الذي لا يعترف بقواعد و لا يؤمن بشيء اسمة زينة و لا حرام و لا حلال و لا قانون، هو يؤمن بقاعدة واحدة و هي اللذة و الرغبة ، مما جعلني في موقف أمام موقف متشعب جدا و أتسأل عن السبب الذي دفع بهــؤلاء البشر بخلق سوق اجساد ادمية حية .
فعلا لا أنكر بأن الانسان حيوان راغب ، حيوان اجتماعي دائما يسعى الى تحقيق رغباته ، لكن هؤلاء الاجساد تحاول تحقيق هذه الرغبة المتوحشة بقانون الغاب قانون لا يعترف بالقوانين المدنية التي تهدف في اطار دولة الحق و القانون الى تحقيق نوع من التنظيم الاجتماعي و الحفاظ على الامن و الاستقرار .
لكن هؤلاء الاشخاص هما اشخاص يمكن تسميتهم بأشخاص خارجين عن القوانين المدنية التي تنظم الشأن الاجتماعي ، زد على ذلك فهذه الظاهرة المتمثلة في سوق الاجساد هي من ابسط الظواهر التي تأكل الجسد الاجتماعي و تزعزع استقراره .
ان مجتمع اليوم الذي يدعي الحرية و المساواة و العدالة و القانون هو مجتمع اصنفه ضمن المجتمعات التي تعيش و تتنفس بروح الشيطان الذي يخرب كل سلوكياتها و يحولها الى سلوكيات معقولة مقبولة في ضل براديغم الحرية ، في الواقع اتسأل على اي حرية و مساواة و عدالة يتحدثون هؤلاء في ظل واقع متردي يعيش حالة الالحاد و التمرد على الدين او ما سوف اسمه التعصب و التشدد ، و هذه قضية اخرى لا اريد الخوض فيها لا نها تحتاج الى محور لوحدها ، ما يهمنا لان هو الاسواق الجسدية التي تباع فيها اجساد فتيات صغيرات ، و الكلاب الأدمية تفترسها و تستمتع ، لكن ما يخدش الفؤاد هو ما محل الدولة و مؤسساتها من الاعراب ؟؟ و اين الدولة التي تدعي المساواة و الحرية ؟ ما مواقع الاسرة من المعادلة ؟ هل الامر يتعلق بالجهل او بفيروس الحريات الواهية ام بالرغبة في تحويل مجتمع اسلامي الى نسخة مشوهة من العالم الغربي .؟
ان المسالة دائما لا بد ارجعها الى اصلها و الى النواة الاولى المتمثلة في الاسرة ، فهذه الاخيرة تشكل العمود الفقري للمجتمع و اي خلل في بنائها يمكن ان يهدم اسوار المجتمع و يزعزعها ، و هذا ربما ما واقع للمجتمعات العربية التي تعيش مع شيطان الحرية و المساواة و العدالة ...الى اخره ، هذه المفاهيم التي استوردها العالم العربي هي مفتهم من بيئة غربية هي نتاج غربي و ليس سلعة المجتمع العربي .
و الاسرة العربية اليوم تعيش على اقاع التحولات المستمرة و التي قد تترجم في بعض الاحيان سلوكيات تكون مع المجتمع او ضد المجتمع و هذه السلوكيات تغير خريطة الهيكل العام للمجتمع و الاسرة ، البعض يجهل خطورة هذا الامر على المجتمع ، لان الملاحظ اليوم تراجع المراقبة الاسرية للأبناء بسبب انشغال الاباء في العمل و نسيان الواجب الاسري مما يجعل المشاكل تتراكم داخل الهيكل الاسري .
و هذه المشاكل ربما تتحول الى نزاع و اختلاف قد يؤدي بالآباء الى الطلق او هروب الابناء من المنزل ...الى اخيره . هذه نماذج فقط اريد تقريب المشكل من القارئ لكي يفهم الاشكال ببسطة ، لان هذا النماذج التي سلف ذكرها ممكن ان تنتج لنا اسوق بيع الاجساد في اسواق الجملة و تكون الذئاب الادمية ابطل هذه القصص و الافلام التي لازلنا نشاهدها في واقعنا المعيش ، و التي تجعل العيون تذرف دماء و القلوب تتألم .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تعلن انفتاحها على الحوار مع قيادة سوريا الجديدة


.. ترحيب دولي بسقوط نظام الأسد و-قلق وغموض- بشأن مستقبل سوريا ا




.. رئيس مجلس الشعب السوري لسكاي نيوز عربية: مستعدون لتقديم أي م


.. شبكات | هل تُرفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب؟




.. شبكات | سراديب وأنفاق وأسطول سيارات فارهة في قصور الأسد