الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أم الدنيا

سامح محمد

2014 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الدنيا هى الشىء المتدنى فى المستوى الساكن فى القاع ، و لقب العالم الذى نحياه بالدنيا لتهافته و تهافت سكانه و كثرة صراعهم على شىء زائل ، فهى عن الله لا تساوى جناح بعوضة ؛ فتخيل أن يتم وصف شىء من المفترض أن يكون ذو مكانة بأنه فى أسفل سافلين " أم الدنيا " .

و لكن الوصف سليم فلا يمكن أن يتدنى شىء لهذا الحد إلا إذا أصبح دون المستوى المرجو منه ، و لكن هناك من يرى فى ذلك قمة التعظيم و التبجيل فمن يمكنه تبجيل الشىء المتدنى و تعظيمه هو بالضرورة فاسد لا إصلاح له ، فتخيل أن يكون المدعو للانتماء له وطن و تم وصفه بأنه " أم الدنيا " حينها يتحقق وصف المفكر الامريكى " أوسكار وايلد " الوطنية فضيلة الفاسدين .

أربع سنوات كانت كفيلة لإظهار حقيقة المجتمع الذى نعيشه و تصديقاً بأن صلاح الحاكم من صلاح الرعية و فساده من فساد الرعية ، فلا يمكنك طرح نبته صالحة فى تربة تملئها الآفات .

و بعرض لبعض الملفات الأجتماعية و ليكن أهمها عندى التعامل اليومى ، و المرأة ، و الحريات و لاسيما حرية الرأى و العقيدة .

فبطبيعة عملى كمحام أجبر يومياً على التعامل مع عشرات الناس من مختلف الطوائف الاجتماعية و الفكرية و الدينية داخل هذا المجتمع ، قد يظن الأمر فى ظاهره أننا أمام مجتمع متعدد الفكر و الهوية و أن ذلك يحقق التقدمية و يحقق المكسب الشخصى بالنسبة لعملى الحر ، و لكن هيهات هيهات الأمر على غير الواقع الأمر مصدم ، فمجتمعنا ليس متعدد الفكر و الهوية فشرط تحقق السلام هو قبول الآخر و هذا غير حقيقى ، فنحن أمة لا يقبل بعضها البعض ينتشر النفاق بيننا كأن نكون ولدنا به ، فالتعامل مع موظف بالمحاكم قد يكون أشبه أحياناً بالتعامل مع طفل بالروضة من حيث التدليل و الابتسامة الكاذبة ثم إعطائه "مصاصة و كيس شبسى" متمثلاً ذلك فى عشرة جنيهات ، هذا مع تجنب الكلام فى السياسة و الفكر حتى لا يتذكر العجوز الموظف انه حمار و ضرب على قفاه لمدة 60 عاماً منذ 23 يوليو حتى الآن ، قس على ذلك التعامل مع الموكل و محاولتك المستميدة لنزع الأتعاب منه و إفهامه ما فى مصلحته و ما ليس فى مصلحته و أنك لست لصاً أو نصاب يخطط للاستيلاء على أمواله ، و كذا الأمر مع سائق المكروباص و الركاب و التى كان مجرد بدأ الحوار بالسياسة يترتب عليه بالضرورة "خناقة" تنتهى بالكره و صب اللعنات .

من إغتصاب طفلة للتحرش الجماعى بطالبة جامعية يا قلبى لا تحزن ، لم يكفى المجتمع جريمته فى حق الطفلة " زينة " بل اتجه إلى مدرجات الجامعة و ساحاتها لم يكتفى بتنجيس المساجد و الكنائس بخطاب الكراهية فأتجة لتنجيس ساحات العلم بأساليبه العنصرية القذرة و حيوانيته المفرطة و طريقته فى إزلال الانثى ، لم أصدق نفسى حين رأيت ما حدث لطالبة جامعية داخل حرم جامعة القاهرة من تحرش جماعى من طلاب كلية القانون تخيل ان يكون حاميها حراميها مهزلة بكل المقاييس ، يتبع ذلك تبرير لرئيس الجامعة للمتحرش و إيقاع الخطأ على الضحية و مهزلة إعلامية بجانب التطبيل للجيش و السيسى تصدر من الاعلامى " تامر أمين " من تبرير للجانى و تعنيف للضحية ، قد تكون غير موافق على تصرف الفتاه و لكن هذا لا يعطيك الحق فى النيل منها جسدياً ، عزيزى المواطن إن رأيت خطأ فتعامل مع المؤسسة الرسمية للدولة فكان الادهى الذهاب للأمن الجامعى لاخباره بأنها تخالف التقاليد الجامعية و للأمن حرية التصرف .

بالطبع لا يمكننا أن ننسى ملف الحريات ، فالحرية الحقيقية هى منحة من الخالق و مسئولية الدولة حماية هذه الحرية ، نحن أمة و شعب متفنن فى كبت الأخر و قتل روح الابداع فيه مع سلب حريته بقفص ذو قشرة نحاسية لامعة يخيل لك انها ذهباً تحت مسميات كثيرة منها " العادات و التقاليد " ، العادة و التقليد إذا كان سيترتب عليهما تأخر المجتمع و إنحسار فكر الفرد و مصادرة حريته ففى هذه الحالة يجب أن يسقط النظام المجتمعى المعمول به ، قتل الفرد معنوياً يبدا عندنا بالأسرة (RL) ثم المدرسة و الجامعة فالعمل و الحياه الواقعية ليصل شاباً يافعاً فى العشرينات ليس هدفه سوى " الجنس و المال " ، أتذكر عالمنا الجليل و المستشار العلمى للرئيس المؤقت ، الدكتور " عصام حجى " حين قال فى مقابلته مع الاعلامى باسم يوسف (RL) كيف يمكنك أن تنتظر إنتاجاً من شاب ملأت عقله و حدت هدفه بالزواج و لوازمه ، غير ذلك من كبت الرأى سواء من عجوز أحمق فى المواصلات أو من السلطة بدعوى "مش وقته عايزين الاستقرار" فأى إستقرار يتحدث الحمقى فالاستقرار الحقيقى يعنى السلام الاجتماعى و إصدا عقداً إجتماعياً يحدد العلاقة بين الفرد و الجماعة .

إذاً الخلاصة ، أن أم الدنيا هو لقب مستحق و عن جدارة فالانحطاط لا يأتى بمن ينأى عن نفسه ليصبح مميزاً عن بقية القطيع حوله ، لإاما أن تكونوا رعاه مسئولون أو غنم يقدوهم "خروف" إلى فم الذئب الجائع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ثلاث نساء يقدن أوروبا نحو أقصى اليمين.. ما الذي يفرق بينهن؟


.. -أوبن إيه آي- تعيّن مسؤولا استخباراتيا سابقا وتدرس التحول إل




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ضارية في منطقة رفح وسط تعتيم إعلامي


.. نشرة إيجاز - الجيش الإسرائيلي يؤكد مقتل 8 عسكريين في غزة




.. دعوات وتلبية الحجيج على جبل الرحمة يوم عرفة