الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجمع الثقافي الحديث في البصرة يضّيف الكاتب جاسم العايف

جاسم العايف

2014 / 3 / 20
الادب والفن


ضّيف التجمع الثقافي الحديث بمقره في مقهى أدباء البصرة، الكاتب جاسم العايف لمناسبة صدور كتابه(مقاربات في الشعر والسرد) في جلسة الجمعة الثقافية بتاريخ 14 /3 /2014 . أدار الجلسة الفنان التشكيلي هاشم تايه وساهم فيها الزملاء: الناقد عبد الغفار العطوي والناقد جميل الشبيبي والقاص والروائي ياسين شامل والشاعر جبار الوائلي والشاعر سالم محسن والشاعر محسن ثامر ورئيس التجمع الثقافي الشاعر والكاتب سعيد المظفر. وقد بدأ الجلسة الفنان التشكيلي (هاشم تايه) بالكلمة التالية:
لا يَسعُ المرء إلاّ أن يضمّ اسم الكاتب جاسم العايف إلى طاقم الكُتّاب شديدي الاهتمام برصد الحراك الثقافيّ وملاحقة أحداثه، وما يُنتجه من آثار بالمتابعة، والإضاءة، والتقييم، كما لو أنّه ونظراءه يعملون في مرصدٍ للشأن الثقافي، يتابعون، بأعينٍ مفتّحة، حركتَه، ويُعرِّفون بما تُلقي به للتداول الثقافيّ. وهو عملٌ له أهميّة كبيرة بنصبِهِ شاشةً للتعرّف الأوليّ الذي يُطلع المثقفَ المهتمّ، والقارئ الشغوف على ما تُطلقه الرّحمُ الثقافية من ولادات، ويوفّر عليهما الوقت لوضع اليد على ما يرغبان فيه، فضلاً عن خدمته أرباب الكتب الذين يهمهم كثيراً أن يكون هناك من يتولّى ترويج أعمالهم في فضاء الثقافة. منذ سبعينات القرن الماضي، حيث رأيت جاسم العايف على منصّة نادي الفنون في البصرة، يُلقي بانطباعاته عن الأغنية السياسيّة على جمهور غفير - يا لتلكَ الأيّام! - وهو يضيف الكثير إلى رصيده من الاهتمام بشؤون الثقافة الحيّة وشجونها ومتابعتها راصداً، ومستعرضاً، ومُعرّفاً.قد تسمح لي طبيعةُ العمل الذي يقوم به الأستاذ العايف بوصفه بالمُستطلع الثقافيّ ذي القلب السّاخن الذي اختزنت ذاكرته وقائع الثقافة في مدينته البصرة، بفواعلها، والأجواء التي عاشت فيها، وغدا، بسببها، مؤهّلاً لكتابة التاريخ الثقافي لهذه المدينة بألقه وخيباته.يمتلك العايف ثقافة عريضة، وبصيرة ناقدة، ووعياً سياسياً واجتماعياً يمكن التعرّف على مصادره بقراءة أيٍ من مقالاته المنشورة في مواضيع وقضايا متعددة، وفيها، كلِّها، موقفٌ صريح واضح لمثقفٍ لا يهمّه غير الدفاع عن رِفعة الحياة. كتابه (مقاربات في الشعر والسّرد) سياحةٌ حرّة في حقول الإبداع بأجناسه الفنيّة المعروفة التي عبَّرت، بغير قليل من العناء، مطبات التاريخ الوطني وقلاقله، وفي هذا الكتاب يتجاوز الكاتب العرض التقليديّ البارد لما انطوت عليه صفحات الكتب التي استعرضها إلى إطلاق رؤية ناقدة تفحص، وتفكّك، وتحلّل بوعي جمالي، وتُنشئ انطباعات، وتنتهي إلى تقييم.والكتاب أخيراً احتفاء بما أنجزه أصدقاء الكاتب، وإشهار لما تنتجه ثقافة هذه المدينة العظيمة.
وفي ختام الجلسة قرأ الكاتب(جاسم العايف) الكلمة التالية:
تحياتي
القراءة والكتابة بالنسبة لي فعل وجودي- اجتماعي ،يبعث الحياة والأمل في الأشياء الصغيرة ويستنهض الروح في الحيوات المهملة و المهمشة لترتقيَ بإنسانيتها وتستعيد دورها الفعال في هذه الدنيا التي لا تعاش إلا مرة واحدة. ما دفعني إلى الانغمار المتواصل في محاولة، بسيطة ومتواضعة من جانبي، للمساهمة في محاولة تغيير الواقع، على وفق ما أتمكن وبطرق مختلفة مشتركاً مع جميع الناس الذين يؤمنون بالتقدم والتنوير كون هذه الحياة ليست عادلة اجتماعياً. منذ فتوتي، أشياء عامة كثيرة شغلتني جداً. في بداية شبابي تَمَكَنَتْ مني ،وما زالت تشعل روحي وضميري، هذه العبارة:" كيف يمكن لنا أن نواجه الواقع الضاري بالدبابيس... وهو يهوي على رؤوسنا بالهراوات"- كارل ماركس.بالنسبة لكتابي وكل ما كتبته وسأكتبه في المستقبل، أحاول أن اعمل على قدر ما أتمكن، في ضوء ما ذكره المفكر والناقد (لوسيان غولدمان) في كتابه (الإله الخفي): "لا يمكننا أن نفهم فكر كاتبٍ ما وأعماله من خلال الكتابات فقط ، أو حتى على مستوى القراءات والتأثيرات، إلا كمظهر جزئي لواقع أقل تجرداً هو الإنسان الحي الكامل، وهذا ليس بدوره سوى عنصر من الكل الذي هو المجموعة الاجتماعية". لعلني ساهمت وعلى قدر ما استطع ،من نشاط في الواقع الاجتماعي والثقافي.و ما يبعث اعتزازي في سيرتي الشخصية والثقافية ، إنني لم أتقرب إطلاقاً نحو أيـّة سلطة ما ولا حتى مسئول واحد مهما كان مركزه ضمن سدة القرار الرسمي، سابقاً وحالياً وأؤكد بثقةٍ مستقبلاً. افخر حقاً بأني أٌنتخبت وبالإجماع لرئاسة المؤتمر الثاني لاتحاد أدباء وكتاب البصرة وكذلك المؤتمر الرابع، وقد وقفت على مسافة واحدة تجاه جميع الزملاء ،وبالذات ممن ترشح لعضوية الهيئة الإدارية، فعمدت بحيادية تامة، على إلقاء ورقتي الانتخابية بيضاء ، دون تفضيل أي مرشح على آخر. بعد سقوط النظام الفاشي تطوعت للعمل في هيئة تحرير جريدة(الحقيقة) الأسبوعية التي أصدرتها محلية الحزب الشيوعي العراقي في البصرة و ترأس تحريرها الأستاذ عباس الجوراني، وتوقفت عن الصدور، بعد أكثر من ثلاثين عدداً، لأسباب مادية. منذ بداية عام 2005 ولغاية نهاية عام 2009 عملت في صحيفة (المنارة) البصرية نصف الأسبوعية، والتي توزع في كل المدن العراقية وبعض دول الخليج العربي، وقد أسسها ومَولها وترأس تحريرها الراحل الدكتور خلف المنشدي، وكنت مسئولاً عن قسم المحليات فيها ، وكتبت خلال عملي في صحيفة( المنارة) آلاف العبارات وصنعت مئات الأخبار لغيري..ولست نادماً على ما فعلت نهائياً. أعترف أن صحيفة (المنارة) الكريمة ، قد وضعتني في قلب العالم، وأتقنت فيها أشياء كثيرة، ومنها كتابة العمود الصحفي السياسي ، وقوم مسيرتي الصحفية فيها أخي نائب رئيس التحرير الأستاذ (موفق الرفاعي)، وجميع الزملاء الكرام الذين عملت معهم، والزميلات الفاضلات كذلك، وقد تركت العمل فيها لأسباب صحية بحتة، وليس كما ادعى أحد الكتاب. تاج الفخار الذي احمله دائماً وأعتز به أبداً إنني لم تتلوث أفكاري وروحي وسلوكي و يدي نهائياً بمغانم ومكارم النظام الفاشي المنهار. انحني إجلالاً لقوى التقدم والتنوير والتغيير المدني واليسار الماركسي العراقي بالذات، و بكل القوى والجهود و وجهات النظر التي تعمل وتسعى دون كللٍ من أجل عراقٍ مسالمٍ مدنيٍ خالٍ من التعصب والعنف والمحاصصة والطائفية ، خاصةً في هذه المرحلة الحساسة والحرجة في حياة شعبنا ووطننا. أشكر أخواني الكرام على ما قدموه في هذه الجلسة. ارفع يدي أكراماً للصداقات القديمة الغالية عليَّ والتي قدمت ليّ الكثير جداً.. ومرحباً وباسطاً يدي للقادم من الصداقات الأخوية.. كتابي هذا طبع ضمن منشورات مجلة (الشرارة)، التي تصدر عن محلية الحزب الشيوعي العراقي في النجف، وبمساعدة كريمة من قبل رئيس تحريرها الكاتب والفنان التشكيلي والشاعر والمناضل (كاظم السيد علي/ أبو حجاز). شكراً له وللمجلة التي طبعت منه(1000 ) نسخة وتحملت توزيعه مجاناً في كل مدن العراق و خارجه، وقد اشرف على تنقيحه أخي الفاضل الأستاذ الناقد جميل الشبيبي، وكذلك الأخ الفنان التشكيلي هاشم تايه،وعمل على تنسيقه الصديق القاص عبد الكريم السامر فشكراً لهم. أهديت كتابي إلى زوجتي الراحلة التي احتفت بالعديد من الأصدقاء..مثلما لم تعترض إطلاقاً على إيواء بعضهم في بيِتنا المؤجر في محنة نهاية سبعينات القرن المنصرم، وممن كان مطارداً أو مهدداً بالإعدام..و بعضهم تمكن من مغادرة العراق بمشقة بالغة والبعض الآخر وقع في قبضة السلطة المنهارة وقتل تعذيباً، ولا زال مجهول المصير حتى اللحظة، ولم يقل حرفاً واحداً عن المكان الذي اختبأ فيه.. خالص الاحترام والتقدير لحضرتكم وللتجمع الثقافي الحديث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري