الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جموح متصابيه!! ( قصه قصيره)

عدنان سلمان النصيري

2014 / 3 / 20
الادب والفن


كانت جالسه على كرسيها تتشمس بمشراق حديقتها ، ماسكة بيدها مرآة ، وباليد الاخرى ملقط ، وكلما انتزعت زغيبه ناشزه من حول حاجبيها الشيطانيين ، صارت رموش عينيها المهاويتين ، تتراقص وتتبادل الغمزات وسط مرآتها ،بانتصار نرجسي غامر .
فجأة لفت سمعها ، صوت حفيف مريب . حرفت بنظرها نحوه ، واذا بها حية رقطاء ،ملساء ، تسعى زاحفه باستحياء قاصدة الطريق .. توقفت المتصابيه عن كل شيئ ، وبقيت ماسكه بمرآتها .. وانتقلت بجفلتها الى اعجاب جامح وانبهار ، فاستهلت معها الكلام ، باطرائها ومغازلتها ،
وقالت : الله ، الله .. ما احلاك .. ما اروعك .
ردت عليها الحيه : انا مستغربه لمجاملتك الغريبه ايتها الشقراء الجميله .. فانت اول انسان يصادفني ولم يرتاب مني ، وفوق كل هذا ، تحاولين اطرائي بالمديح ..
قالت المتصابيه : أجل ،أجل ..وما الغريب في ذلك ؟ فان شكل جلدك ادهشني ببريقه ونعومته ، وانك كلك على بعضك جميله ، وكل شيئ فيك طبيعي ، ولم تحتاجي الى استعمال اية مساحيق او كريمات او مرطبات .. وكما افعل انا ، وكل الاخريات مثلي ، للمحافظه على ما افسده لنا الزمان ..وانا احسدك مع كل بني جنسك ، حين لم يبدو على جلدكن ، اية تجعدات او تشققات او ترهلات .
ثم اردفت قائله : هل بامكانك ان ترشديني لكي اصبح مثلك واحافظ على نظارة بشرتي طول العمر . اجابت الحيه :أتريدين ان تكوني مثلي !!.. كيف يكون ذلك ؟ .. وانا بداخلي سُمٌ زعاف، وتأثيره سريع وقاتل ؟
قالت المتصابيه وهي مبتسمه : ولوووووووو ..
فهذا لايعنيني ، لان مفعول تأثيري اكثر فتكا من سُمكِ احيانا .
ردت الحيه : كيف يكون ذلك بحق السماء ..
قالت المتصابيه : ان لدغتك لا تقضي على ضحيتك تماما ، متى تم اسعافها بالوقت المناسب ، وعند توفر الجرعات المضاده ،والاسعافات الاوليه . لكن سمومي شبقيه واكثر فتكا واخطر .. لاتنفعها جرعات مضاده ، ولا اسعافات اوليه ، ولا يبرئ منها ضحيتي طول العمر ، وحتى ارتماسه بالقبر . ويبقى بتاثيرها مسقوما هائما ، وملتاعا على فراش الجمر ..
قالت الحيه : وانا انزع ثوبي الشفاف واتعرى مرتين بالسنه ..
ردت المتصابيه وهي مقهقهه بصوت عالي : ما هو الضير ..وانا يوميا انزع ثيابي الشفافه ، وغير الشفافه، واتعرى بدون اي تكلف ، ولاكثر من مره .
قالت الحيه : وانا عندي انياب اغرزها بفريستي ومتمرسة بالقتل .
ردت المتصابيه : وانا عندي شفايف جذابه متمرسه بالقبل .. كوريقات (نبتة الديونيا ) التي تصطاد الخنافس والذباب ، واستخدامها كطعم فتاك ، اخدر بها كل طرائدي المتساقطه من الرجال ، بحبائل مصيدة حبي ، لاسومهم طول العذاب ،
قالت الحيه : انا متهمه بالتواطئ مع ابليس ،عند طرد ادم من جنته الى الارض .
ردت المتصابيه : وانا متهمه مثلك .. بتوريط بعض الرجال ، وتسببي بحرمانهم وقذفهم خارج جنات سعادتهم الزوجيه.
ختمت الحيه قائله : صدق من قال ان كيد المتصابيات الجامحات لعظيم !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب