الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب نظرية البنائية في النقد الادبي

علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)

2014 / 3 / 20
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


من الكتب المهمة التي جابت مناطق البنيوية الادبية مقتصرةً على الجانب النقدي كتاب الدكتور صلاح فضل (نظرية البنائية في النقد الادبي) لكن ما يؤخذ على الكتاب اقتصاره على الجانب النظري للبنيوية .
يذكر الدكتور صلاح فضل انه عدل عن التسمية (البنيوية) الى (البنائية) لأنه بحسب قوله (( يجرح النسيج الصوتي للكلمة بوقوع الواو بين ضرتيها بما يترتب على ذلك من تشدق حنكي عند النطق )) , وهو تعليل غريب لان مصطلح البنيوية اصبح سائدا الان , ولم يمنعه من الانتشار ذلك (التشدق الحنكي) الذي وجده الدكتور فضل .
وحينما يذكر الدكتور اصول البنيوية وهي عنده اربع مدارس : (مدرسة جنيف و الشكليون الروس وحركة براغ اللغوية ، وعلم اللغة الحديث) , فانه يهمل مصدرين مهمين من مصادر البنيوية وهما : النقد الجديد والاعلام الرواد للبنيوية مثل : شتراوس ولاكان والتوسير وفوكو , ويمكن دمج مدرسة جنيف وحركة براغ وعلم اللغة الحديث بمصدر واحد وهو الالسنية , ثم ان مؤلف الكتاب قد خلط بين مصادر البنيوية وبين البنيوية ذاتها , فقد جعل شومسكي من مصادر البنيوية , في حين ان اعمال الرجل تقع في صميم المنهج البنيوي , ويمكن تسجيل ملاحظة اخرى على كتاب الدكتور صلاح فضل تتمثل في اهماله لاتجاهي البنيوية (الشكلي، والتكويني) فلم نجد لهما اثرا في كتابه ، كذلك فان المؤلف اغفل التعريف برواد المنهج البنيوي والتعريف بمصطلحاته , مما كان القارئ بحاجة اليه لا سيما وان كتابه يعد من الكتب الرائدة في النقد البنيوي ، ومن الأمور التي حشرها المؤلف في كتابه : مناقشته موضوع الصورة الشعرية , الذي لايمثل أي قيمة في مقولات البنيوية التي طالما اكدت على البنى والعلاقات التي تربطها ، وكلام المؤلف عن الصورة يأتي ضمن فصل (لغة الشعر) , والقارئ لهذا الفصل يرى انه من صميم (الشعرية) التي كتب فيها المؤلف كتابا مستقلا, ولو ان المؤلف جعل كلامه عن لغة الشعر ضمن اتجاه البنيوية الشعرية لكان ادق منهجية .
وفضلا على ما تقدم فان المؤلف ادرج في كتابه موضوعات لا صلة لها بالبنيوية الادبية استغرقت من الكتاب حوالي سبعين صفحة ناقش فيها : التطبيقات البنيوية في العلوم الانسانية ( الرياضيات ، الانثريولوجيا ، علم الاجتماع ، علم النفس) والصراع بين البنيوية والماركسية وحوارها مع الوجودية , وهو امر يتنافى مع عنوان كتابه .
ومن الامور الغريبة في الكتاب ان المؤلف جعل كتاب (قضايا الشعر المعاصر) لنازك الملائكة من المؤلفات البنيوية في اللغة العربية , ويمكن القول ان بروز الجانب النظري في الكتاب وطغيانه على تفكير المؤلف كان سببا في عدم اهتمامه بالكتابات البنيوية العربية التي كتبت قبله على الرغم من اشارته بصفحات قليله لتلك المؤلفات .
مما تقدم يمكن ان يكون مؤشرا على ان النقد العربي يبدو وكأنه عرض للمناهج النقدية الاوروامريكية فقط , حتى ان الناقد العربي لا يكلف نفسه بعمل مقاربات بين تلك المناهج ومقولات النقد العربي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث