الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرئيسُ أوباما بين المكرِ والهدر

عبدالله خليفة

2014 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


قادت سياسةُ الرئيس الأمريكي أوباما إلى تدهور الأوضاع السياسية في المنطقة تدهور خطيراً، فالنظام الدموي السوري نجا بنفسه، وواصل سياسة سحل السوريين.
لم يكن ثمة أي حزم في هذه السياسة، واستطاعت القيادة الروسية أن تكسب أوراقاً كثيرة في المنطقة، وواصلت نفس السياسة الشمولية الخطيرة، المساندة للنظام السوري.
كذلك صعد النظامُ الإيراني وحصل على مواقع جديدة، فيما تحولت سياسة الرئيس أوباما فجأة ودخلت في علاقة غامضة مع النظام الإيراني، منقلبة من العداء إلى التعاون من دون وضوح لأسس التعاون أو أسس العداء كما تبدو الأمور في الظاهر!
السياسة الأمريكية التي كانت لها استراتيجية واضحة في زمن الجمهوريين المحافظين المعبرين عن غطرسة رأس المال والشركات النفطية والعسكرية، بدوا أكثر وضوحاً وقدرة على صنع سياسة واضحة، فيما الديمقراطيون الليبراليون لم يصنعوا سياسة واضحة، يفترض أن تؤيد القوى الديمقراطية في المنطقة وتمنع تصاعد نفوذ القوى الشمولية والفاشية.
علينا رغم ذلك أن نقرأ سياسة الرئيس أوباما قراءة مختلفة، فالسياسة الأمريكية خلال العقود الأخيرة عملت على تفكيك الاقتصاديات الشمولية الشرقية وما ترتب عليها من سياسات صراعية مكلفة.
الرأسمالية الأمريكية في حالة شهية عارمة لابتلاع الاقتصاديات الأخرى، وانضمام الدول الشرقية للاقتصاد الحر هو بمثابة دخول في السوق الأمريكية والأوروبية، أكبر قوة اقتصادية في العالم.
ولهذا فإن أوباما واصل سياسة إضعاف الشمولية سواء كان في مصر أو إيران أو سوريا، لكنها سياسة احتيال ومرواغة، تبتعد عن المواجهة العسكرية المكلفة، ففي حالة سوريا يغدو البديل مجهولاً ولم يؤسس الجيش الحر أي قوة لنظام جديد ديمقراطي، فيما تفاقمت القوى المتطرفة على الجانبين الحكومي والإيراني وكذلك القوى المذهبية الأخرى.
كان ضرب للنظام السوري معناه الانفلات، رغم أن وجود لحظات سياسية سابقة كانت الأمور فيها ممكنة من النصر وإزاحة النظام، والآن تلاشت مثل هذه الفرصة.
لهذا فإن سياسته تجاه إيران هي فخٌ أكثر منها إتاحة فرص ذهبية، فالسياسة الأمريكية التي قامت بتفكيك الاتحاد السوفيتي عبر حرب أفغانستان والاستراتيجية العسكرية الاستنزافية، تُطبق الآن على إيران، فهي تُستنزف في سوريا، وترجع أكفانا كثيرة إلى العراق ولبنان وإيران نفسها وهي كفيلة بإثارة الغضب على المدى الطويل.
كذلك تعمل السياسة الأمريكية على إنعاش الفئات الوسطى والعمالية الإيرانية التي واجهت ضغوطاً سياسية ومعيشية قاسية خلال العقود السابقة.
وقد رأينا كيف ظهرت الفئات الوسطى والشعبية الأوكرانية من خلال نفس التكتيكات السياسية ومثلتْ شرخاً للسياسة الروسية بعد هيمنة طويلة.
الأمريكيون ليسوا ساذجين فأعمالهم هذه تقود لفتح الأبواب لمصالحهم ونفوذهم وكسب فئات شعبية جديدة وخلق ضغوط على الحكومات التي لا توافقهم الرأي السياسي، ويمضون في حفر طريق مصالحهم الخاصة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تدخلت أمريكا عسكريًا في عملية إسرائيل لإعادة 4 رهائن؟


.. مراسلنا: قتلى وجرحى من جراء استهداف الجيش الإسرائيلي مبنى سك




.. حزب الله يعلن استهداف مبنيين يتمركز فيهما جنود إسرائيليون في


.. الاتفاق الدفاعي بين الرياض وواشنطن يلزم السعودية بتطبيع العل




.. رئيس معهد أبحاث الأمن القومي: الضغط العسكري سيؤدي إلى مقتل ا