الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بؤساء النظام لا يصلحون لجسر الهوة

مناف الحمد

2014 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


بتحديث حالاتهم.


في مقهى الروضة في دمشق حيث كان ملتقانا أنا وأصدقائي لسنوات ، تمكنّا من رؤية نماذج عديدة بعضها بقصد التعرف والأخرى بمحض الصدفة .
نموذج المعارضة الوطنية الصادقة المهجوسة بالهمّ الوطني والتي دفع أفرادها أثماناً كبيرة من أعمارهم وحرياتهم وعلى حساب عوائلهم كانوا ينخرطون في أحاديث عميقة وجادة ، ولم يكونوا يتبنّون طرح إسقاط النظام ، وإنما يرفعون العقيرة ليل نهار مطالبينه بالإصلاح والبدء بإجراءات التحول الديمقراطي وهو يصمّ أذنيه عن هذه الدعوات .
النموذج الثاني كان مجموعة من الصحفيين العاملين في الصحافة السورية والمرتبطين بدرجات متفاوتة بالأجهزة الأمنية .
كانت قد فتحت لهم كوى صغير للانتقادات التي تطال السياسات الاقتصادية للنظام ومظاهر فساد لمسؤولين من غير الدائرة الضيقة للنظام .
كانوا مشغولين بترقب العثرات لأشخاص المعارضة ولم يكونوا يتورعون عن شتمها بمفردات بذيئة واتهامها بالعمالة والغباء .
أحد هؤلاء صرّح لي مرة في إحدى تجليات إحساسه العالي بالكرامة والكبرياء أنه يفضّل تقسم سورية إلى دولة طوائف على التدخل الخارجي !!!.
النموذج الثالث الأكثر ظرفاً هو مجموعة من حملة الشهادات العليا من المحسوبين على المجتمع الحكومي - وهو المجتمع المستفيد من ميزات السلطة والمقسوم إلى مقرّبين ومهمّشين - هؤلاء كانوا من مهمّشي المجتمع الحكومي القانعين بفتاته ، و العاملين في إدارة بعض الدوائر ذات الصلة بقطاعي الإعلام والثقافة .
في الجلسة الوحيدة التي جمعتني بهم دار الحديث لمدة ساعة عن طريقة ربط " الكرافيت " وقد أعطوني درساً في الأنواع المختلفة لطريقة ربط "الكرافيت ".
أي بؤس يمثله النموذجان السابقان ؟
بالنسبة للنظام كان قد تكرّم بتقديم هذين النموذجين على أنهما حالتان لمجتمع مدني تعبران عن " ديمقراطيته" المفترضة .
نموذج قوامه حثالة الصحافة السورية _ وهذا وصف موضوعي وليس شتماً _ ونموذج قوامه باحثون عن لقمة العيش مع قدر من الرفاهية تجلّت في انشغالهم المقيت بالطرق المختلفة لربط "الكرافيت" .
هذان النموذجان هما من اللذين يزاودون على الناس اليوم في موضوع السيادة ورفض التدخل الخارجي ، ويستخدمون أدوات صدئة عفا عليها الزمن في النقاش السياسي حشيت بها رؤوسهم من قبل مثقفي السلطة ورجالات أجهزتها الأمنية .
الحديث عن عسكرة الثورة - وأنا شخصياً ضدها- وعن رفض الضربة الأمريكية بحجج مختلفة وعن متطرفين تسللوا إلى الثورة مسائل قابلة للنقاش ولكن مع إدراك حقيقة أن المعركة مع النظام لم تبدأ مع انطلاقة الثورة ، وإنما بدأت منذ عقود عندما صادر النظام الدولة والمجتمع ، وجعل البلاد نهباً مستباحاً لزبانيته ، وأصمّ أذنيه عن كل دعوات الإصلاح ، وقد سرّب لنا مرة قبل الثورة عن طريق أحدهم أنه لا يصيخ السمع لمطالب الإصلاح ما دام غير مضطر لذلك .
ابتلاع الدولة والمجتمع ومحاولة ملء الهوة بينه وبين الشعب عن طريق نماذج كالتي ذكرناها هما أس الصراع مع النظام وتطورات الأحداث اللاحقة يجب أن تناقش انطلاقاً من هذا المنطلق .
لقد جعل النظام من نفسه عدواً للشعب لا يقل عن العدو الخارجي ضراوة إن لم يكن أكثر .
والمعالجة السياسية للأحداث وعقابيلها لا تصلح بدون الانطلاق من هذه الحقيقة ، وباستخدام أدوات نقاش سياسي صالحة للتطورات ومتوافقة مع حاجات السوريين الحالية بعد ما ارتكبه النظام من جرائم بحقهم كانت نتيجة طبيعية لعقليته وللبناء المتداعي الذي بناه ، وليس برفع شعارات ومزاودات خارج السياق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إصلاح
ماجدة منصور ( 2014 / 3 / 22 - 03:29 )
كم من المليارات خسر النظام في حربه على الإرهابيين -كما يدعي-0
ألم يكن من الأجدى أن ينفق هذه المليارات على الإصلاح والذي كان المطلب الأساسي و الرئيسي للشعب!!0
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو ..لماذا لم يتجاوب النظام مع مطالب الشعب المشروعة منذ البداية و وفر على الشعب وعلى نفسه أيضا هذا الدمار الكبير الذي اصاب سوريا في مقتل و فتح جروحا نازفة في الجسد السوري و على طول البلاد و عرضها..0
النظام يعلم جيدا بأن بنيته الداخلية و الخارجية لا تحتمل أي إصلاح لأنه في اللحظة التي سيبدأ فيها إصلاحات حقيقية فإن بنيته المتآكلة سوف تنهار على رأسه!!0
أشبه النظام في سوريا كالبيت القديم المتآكل و الذي ضرب فيه العت و السوس حيث لم يعد ينفع فيه أي إصلاح لأنه سينهار عند أول ضربة مطرقة.0
إن النظام قد أعلن نفسه -عدوا للشعب --منذ البداية و على لسان الرئيس فكيف سيستجيب لمطالب مشروعة؟؟0
لقد أفرغ سوريا من مفكريها و مثقفيها إذ لا يلزمه إلا عبيد يهتفون بإسمه و يمجدونه ليلا نهارا و لا يسمع سوى صوته هو..وكل صوت مخالف هو عميل و مارق و زنديق الى إلى آخر منظومته في إلغاء الآخر و التي حفظناها منذ طفولتنا.0
لك احترامي


2 - سيدة ماجدة
مناف الحمد ( 2014 / 3 / 22 - 16:10 )
عزيزتي :هذا النظام أسس على الفساد ولهذا فلا سبيل إلى إصلاحه لأن إصلاحه سينشب الأظفار في جسده ولهذا فإن هذه البنية لا يمكن أن يصدر عنها إلا هذا الفعل.

اخر الافلام

.. معركة السيارات الكهربائية الصينية | عالم السرعة


.. الشرطة الألمانية تطلق النار على مهاجم يحمل فأسا داخل تجمع لم




.. سلسلة جرائم مروعة.. قصة قتل غامضة وسلسلة من الألغاز تقود إلى


.. مسلسل -هاوس أوف ذو دراغن- : متى تعلن الحرب بين الملكتين تارغ




.. -يلوّح بفأس وعبوة حارقة بين المشجعين في #هامبورغ.. - والشرطة