الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 17

ثامر ابراهيم الجهماني

2014 / 3 / 22
دراسات وابحاث قانونية


أما بخصوص تعريف الإرهاب الفردي ومنفذيه فنجد أننا لو نظرنا للتشريعات الوطنية لأقطار ودول بعيدة عن مجرى الصراع الدائر فنجد مثلاً مكتب جمهورية ألمانيا الاتحادية لحماية الدستور /1985/ يعرّف الإرهاب الفردي بأنه : > (22). اما (لاسول ) فيقول :>(23).
أما الأستاذ قرحالي يضيف بعض الأسباب للإرهاب الفردي : << التغيير السياسي والاجتماعي – الديني مثلاً تعتبر عملية اغتيال الرئيس الأمريكي (إبراهام لنكولن ) عام 1865 عملية إرهابية قام بها عميل لأصحاب مزارع امتلاك العبيد في الجنوبي الأمريكي >>(24).
لكن في عصرنا الحديث يذكر الدكتور عبد الله سليمان سليمان أن الإرهاب الفردي :<< يشمل الأعمال التي يقوم بها الأفراد والعصابات والمجموعات الأخرى لحسابهم الخاص دون أن يكونوا مدعومين من قبل دولة ما >> . ونجد هنا أن الدكتور سليمان قد خلط بين عمليات السطو والسرقات وبين الأعمال الإرهابية حيث نفى أن يكونوا مدعومين من قبل دولة ما .
لقد عرفنا أن صور الإرهاب الفردي كثيرة ، ومتنوعة ومتغيرة تبعاً للزمان والمكان والأسباب وحتى للشخصية القائمة بها . لذلك لا يمكن حصرها في صورة معينة . فاقتصرنا تبعاً لذلك ذكر ثلاث صور لأهميتها ولكثرة حدوثها في الواقع العالمي وهي : الاغتيال وسوف نتناوله في الفرع الأول ، أما الفرع الثاني فنتناول
فيه اختطاف الطائرات . والفرع الثالث فنتركه لموضوع احتجاز الرهائن .
الفرع الأول : الاغتيال.
يتبادر إلى الذهن لأول وهلة سؤال حول الفرق بين القتل العادي والاغتيال ؟ والسلاح المستعمل هو نفسه والشخص الفاعل هو نفسه أيضاً ، ولكن الفرق يقع في اصطباغ وترابط فكرة الاغتيال بالعامل أو الدافع السياسي .
أما قديما ً فقد عرفت المجتمعات هذا النوع من الجرائم منذ القدم ، وكانت الاغتيالات لسباب دينية هي الأسبق في تلك المجتمعات ويعود ذلك حسب رأي علماء النفس والاجتماع إلى أن العاطفة الدينية تلعب دوراً مهماً (25).
لكن في العصر الحديث كان موضوع الاغتيال وحق الإنسان في الحياة من المواضيع التي أخذت نصيباً هاماً من أعمال الأمم المتحدة . ففي قرار الجمعية العامة 260/أ / (د .3) المؤرخ في 6/12 من سنة 1948 أعلنت في مادتها الثانية :<< أن الإبادة الجماعية تعني أياً من الأفعال الآتية عن قصد :....
أ – قتل أعضاء من الجماعة .
ب – إلحاق اذى جسدي أو روحي خطير ...إلخ >> (26) .
تعتبر جريمة الاغتيالات السياسية من أبشع الجرائم على الإطلاق وخاصة إذا كانت ترتبط بالاختلاف الأيديولوجي ، أو الاختلاف بالرأي كما سنورد أمثلة لذلك لاحقاً .
أما الاتفاقيات الدولية ، فإن أشهرها في هذا الشأن "اتفاقية عام 1937" بشأن قمع الإرهاب والمعاقبة عليه . والتي كانت كرد فعل " على اغتيال الاسكندر الأول " ملك يوغسلافيا ، و (لويس بارثون ) رئيس مجلس الدولة الفرنسي في مرسيليا على أيدي اشخاص يمكن للمرء أن يصفهم اليوم لإما بأنهم مناضلون يوغسلافيون من أجل الحرية ، أو ارهابيون (27) .
لكن هذه الاتفاقية لم تجد بداً من الاندثار لعدم حصولها على المصداقية الدولية الحقيقية ، رغم توقيعها من طرف مندوبي أربع وعشرين دولة ، وهناك اتفاقية أخرى بشأن منع ومعاقبة الجرائم المرتكبة ضد الشخصيات المحمية دولياً ،وأطلق عليها ( اتفاقية نيويورك ) ، وقد أقرت بتاريخ 14/ كانون الأول / ديسمبر/ 1973 ، وأصبحت سارية المفعول بتاريخ 20/ شباط / فبراير /1977 (28) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية


.. طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة




.. نقاش | اليمن يصعد عملياته للمرحلة الرابعة إسناداً لغزة ... و


.. لحظة اعتقال قوات الاحتلال حارس القنصل اليوناني داخل كنيسة ال




.. حملة أمنية تسفر عن اعتقال 600 متهم من عصابات الجريمة المنظمة