الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاطر إفرازات الصراع في الخندق الاحتلالي الواحد

رجا زعاترة

2005 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


لا شك في ان المشهد الاسرائيلي الراهن، أي الصراع بين اليمين البرغماتي الحاكم بقيادة شارون من جهة، واليمين المتطرف والمستوطنين من جهة أخرى، هو مشهد قد يثير التسلية، خاصة لمن يدرك حقيقة ان هذا الصراع يجري داخل خندق احتلالي واحد.
ولكن قد تكون لهذا الصراع إفرازات غير مسلية بالنسبة لقضية التحرر الوطني الفلسطيني ولقضايا الجماهير العربية الفلسطينية داخل إسرائيل. وسأحاول الوقوف عند اثنين منها.
أولا – تستخدم حكومة شارون في صراعها الآني مع المستوطنين آليات قمعية غالبا مع كانت توجه إلى المواطنين العرب والتقدميين اليهود، والمثال الأبرز هو الإعتقالات الإدارية ضد ناشطي اليمين المتطرف.
وكي لا يساء فهمي فليست في قلبي ذرة واحدة من الرحمة أو الشفقة تجاه اولئك الفاشيين الكاهانيين الذين نموا على هامش مستنقع الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي. إن ما أدعيه هو ان السلطات تملك ما يكفي من آليات وقوى وموارد للجم سوائب المستوطنين واليمين المتطرف دون ابتكار آليات جديدة. ولا أقول هذا كوني خبيرا عسكريا بل لأن الفطرة الواعية المجبولة بالتجربة التاريخية تؤكد إن الجماهير العربية والقوى الدمقراطية اليهودية ستكون الضحية الأساسية لأي مساس بالحريات الدمقراطية، مثلما رأينا في حالة الشيخ رائد صلاح (رئيس الحركة الإسلامية المسجون بسبب عمله في مجال رعاية أبناء شهداء الانتفاضة) وكذلك في حالة الناشطة اليهودية التقدمية طالي فحيمه (التي سجنت في أعقاب نشاطها السياسي والانساني في مخيم جنين وعلاقتها بقائد كتائب شهداء الأقى في المخيم زكريا الزبيدي).
ثانيا – السجال السياسي الأساسي مقصور اليوم على قطبين يمينيين (حكومة شارون واليمين المتطرف) لا يختلفان جوهريا في شيء اللهم إلا ان شارون مستعد للتضحية بمستوطنات غزة لضمان استيطان الضفة وتهويد القدس والجليل والنقب. فيما يكاد يكون معدوما أي قطب ثالث أو رابع يضع الأمور في سياق عدم شرعية الاحتلال والاستيطان ككل وبالمقابل شرعية نضال الشعب العربي الفلسطيني وقوى السلام الحقيقية في إسرائيل حتى كنس آخر ثكنة عسكرية وآخر مستوطنة من المناطق التي احتلت عام 1967.
خطورة النقطة الأولى تكمن في ان السلطات ستتخذ من هذا المشهد سابقة لتصعيد سياستها القمعية ضد المواطنين العرب والقوى التقدمية اليهودية مستقبلا عند الحاجة. أما النقطة الثانية فستؤدي الى خلق مناخ سياسي يميني فاشي معادي لتقدم العملية السياسية ولحق المواطنين العرب في التأثير على القرار السياسي في إسرائيل، وفي سياق الانتخابات المتوقعة بعد تنفيذ خطة الفصل فسيؤدي هذا المناخ الى تركيبة برلمانية لا تقل يمينية عن تركيبة الكنيست الحالية.
ما المطلوب اذا؟ أولا علينا عدم الوقوع في الفخ، بل إبداء موقف مبدئي حازم ضد ابتكار آليات سلطوية قمعية جديدة والتأكيد على ان المشكلة هي في ارادة السلطات وليس قلة حيلتها أو آلياتها. وثانيا على القوى السياسية العربية واليهودية المناضلة من أجل السلام أن تخرج الى الشوارع وعدم ابقائها لسوائب اليمين والمستوطنين، يجب طرح بدائل أمام المجتمع اليهودي كي لا يكون شارون أو شريكه "العمل" أقصى الخيارات يسارية.

* كاتب وصحافي فلسطيني من مدينة حيفا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة