الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تكامل الكفاح الفلسطيني

سليم البيك

2005 / 7 / 7
القضية الفلسطينية


فرض الاحتلال "الإسرائيلي" على الشعب الفلسطيني, الذي اعتاد أن يعيش كمجتمع واحد تحكمه تناقضات مشتركة, في الجليل و المثلث و الضفة و القطاع و النقب, أن يتشتت على ثلاثة تجمعات. التجمع الأول يشكل اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا قسراً عام 48 و لحقهم بعد ذلك النازحون عام 67 ليشكلوا مع حالات تهجير أخرى أكثر من 5 مليون لاجئ فلسطيني. التجمع الثاني هو المنتفض في الضفة الفلسطينية و قطاع غزة و هو الذي يعاني من الاحتلال العسكري المباشر و يشكل أكثر من 3 مليون فلسطيني. من بينهم لاجئون من مدن و قرى الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 48. أما التجمع الثالث فهم الفلسطينيون الصامدون في أراضي الـ 48 و الذين اجبروا على الحصول على بطاقة هوية "إسرائيلية" و يشكلون أكثر من المليون فلسطيني, و من بين هؤلاء أيضاً مهجرين من قراهم الأصلية. هذه التجمعات الثلاثة هي مكونات الوجود المادي للشعب الفلسطيني. و هي صاحبة الوطن الواحد و الثقافة و الحضارة الواحدة و الهم و العدو الواحد.

إن تحرير فلسطين,كل فلسطين, هو الهدف الاستراتيجي و الأكثر رسوخاً الذي تشترك به هذه التجمعات الثلاثة. أما الواقع الموضوعي الذي تعيشه هذه التجمعات, و طبيعة التناقضات مع "إسرائيل" هي التي تحكم أساليب و أدوات الكفاح الملحة و المرحلية للوصول لاحقاً إلى الهدف الأسمى. و هنالك, بطبيعة الحال, جدلية تحكم التفاعل و التكامل بين أساليب الكفاح التي يتبعها كل من التجمعات الثلاثة, تفضي إلى وحدة كفاحية لهذا الشعب.

فيما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين, من الطبيعي أن تكون الحلقة المركزية في كفاحهم الملح هي العمل للعودة إلى قراهم و مدنهم, فحق العودة كفلته الشرعية الدولية و الأمم المتحدة بقرار جمعيتها العامة 194 و كذلك جميع مواثيق حقوق الإنسان. هذا عدا عن كونه حق وطني و مقدس و سياسي و شخصي و جماعي و قانوني و ممكن. و يتوافق مع تلك الحلقة الرفض القاطع لمحاولات التوطين و التذويب. و كذلك يتضمن كفاحهم الأساليب الثقافية و الإعلامية و الجماهيرية و تجميع الفلسطينيين حول قضيتهم, و ذلك كون الاشتباك الجبهوي المسلح من الخارج, كما كان سابقاً, غير عملي الآن, و هذا أبداً لا يقلل من قيمة هذه الأساليب الكفاحية. كما أنه من الضروري على الفلسطينيين خارج الوطن الانخراط النشط في التحركات العالمية المناهضة للعولمة و الليبرالية الجديدة و التحكم الجشع للشركات متعددة القوميات في مصائر الشعوب و في مقدمتها شعبنا الفلسطيني.

أما فيما يتعلق بفلسطينيي الضفة و القطاع, فالحلقة المركزية في كفاحهم تكون بالمواجهة المباشرة المسلحة مع الاحتلال "الإسرائيلي", إضافة للعمل المسلح, هنالك الطريق الجماهيري للعمل على تحرير الضفة و القطاع من الاحتلال و فضح الممارسات "الإسرائيلية" الفاشية التي يعاني منها الإنسان الفلسطيني كما الأرض الفلسطينية, و العمل على إزالة البؤر الاستيطانية و ترحيل قطعان المستوطنين و على إطلاق سراح الأسرى و الحفاظ على وحدة و عروبة القدس, و على هدم جدار الفصل العنصري و الضم التوسعي.

أما أهلنا الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48, فوضعهم أكثر حساسية من غيرهم, الحلقة المركزية في كفاحهم هي الحفاظ على هويتهم و ثقافتهم الوطنية الفلسطينية, يرتبط بذلك العمل على المطالبة بالحقوق الديمقراطية و المدنية لها و على فضح العنصرية في النظام و المجتمع "الإسرائيلي". و لا تقتصر المطالبة بحق العودة للاجئين و المهجرين على الفلسطينيين خارج الوطن, بل كذلك على أهلنا داخل الوطن المحتل ( أراضي الـ 67 و الـ 48 ).

إن الأساليب الكفاحية المتبعة في كل تجمع لا تقتصر على ذلك التجمع دون غيره,بل تكون شاملة لجميع ما ذكرت من أساليب و لكن التركيز يكون على ما ذكرت من أساليب متبعة في كل تجمع على حدا, و تحقيق أي هدف يتعلق بأحد الأساليب يفضي بالضرورة إلى الاقتراب من تحقيق أهداف أخرى. و طبيعة التنافضات مع "إسرائيل" هي التي تحكم أساليب الكفاح كما أن للظروف الموضوعية دورها في تحديد تلك الأساليب. هنا, و من خلال هذا التفاعل الجدلي بين جميع أساليب الكفاح, نصل إلى تكامل في هذه الأساليب و إلى توحد الشعب الفلسطيني بتجمعاته الثلاثة في المواجهة الملحة حتى يصل نهاية إلى الهدف الذي تصب فيه جميع أساليب كفاحنا و هو تحرير فلسطين,كل فلسطين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصائل المقاومة تكثف عملياتها في قطاع غزة.. ما الدلالات العسك


.. غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط ق




.. انتهاء تثبيت الرصيف العائم على شاطئ غزة


.. في موقف طريف.. بوتين يتحدث طويلاً وينسى أنّ المترجم الصينيّ




.. قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا