الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دم الشهيد والمصالحة الوطنية

طه رشيد

2014 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


اغتيل في وضح النهار الاستاذ الجامعي والصحفي ـ الاعلامي الدكتور محمد الشمري بحي الجادرية في بغداد يوم الجمعة 21 آذار،على حاجز عسكري، اثر خلاف نشب مع احد ضباط السيطرة. ذلك الضابط الذي وجه المسدس لرأس الضحية بدم بارد قبل ان يشبعوه، رجال الحماية او السيطرة، ضربا. وقد اثار مقتل الاستاذ والاعلامي الشمري حنق وغضب الاسرة التعليمية وزملائه من الصحفيين وكل المشتغلين في الحقل العلمي والاكاديمي . وقد بادرت بعض الصحف للامتناع عن الصدور في اليوم التالي لاغتيال الشمري . بينما اصدرت صحف اخرى بيانات شجبت فيها عملية الاغتيال واعتبرتها اعتداءً فاضحاً اخر على الصحفيين وارواحهم وحقوقهم الانسانية والمهنية، وطالبت باحالة الجاني الى القضاء لينال جزاءه العادل وحذرت في نفس الوقت من تسييس الحادث المفجع وشددت على ابقائه ضمن اطاره الجنائي.
اما القادة الكورد فانهم ادانوا بشدة حادثة الاعتداء كما جاء على لسان رئيس التحالف الكردستاني الدكتور فؤاد معصوم الذي اكد بان التحالف الكردستاني يستنكربشدة إطلاق النار على الصحفي د. محمد بديوي الشمري ما أدى إلى استشهاده.
وأكد ان "اطلاق النار بهذه الصورة يشكل خرقاً للقانون ولضوابط العمل العسكري، كما أنه عمل طائش لا ينبغي بأي حال من الأحوال تحويله إلى قضية تسيء إلى الأخوة العربية الكردية".
وتجمع في اليوم التالي لمقتل الدكتور محمد الشمري عدد من الصحفيين والاعلاميين والفنانين في الجادرية قرب مكان الحادث، ليعلنوا عن موقفهم الشاجب للاعتداء الصارخ ليس على الصحفيين فقط بل على اي مواطن. واصدروا بيانا طالبوا فيه بمنع المليشيات من وجودها بالسيطرات داخل الاحياء الشعبية، وتسليم تلك السيطرات للجيش او الشرطة، كما طالبوا باجراء محاكمة المتهم في بغداد وليس في مكان اخر وطالبوا باطلاع الراي العام وبشفافية عالية بكل تفاصيل المحاكمة كما اعلن البيان ادانة الجريمة باعتبارها فعلا جنائيا وطالبوا برفض استغلال بعض السياسيين لها من منطلق طائفي او قومي. وهنا بيت القصيد اذ ان دم الشهيد قرب العديد من القوى السياسية والفعاليات المدنية بخطاب موحد ومتقارب رافضا اي شكل من الاشكال بالتعامل مع هذه الحادثة على اساس عرقي او اثني . وقد رفعت بعض القوى الفاعلة في كردستان شعار" كلنا محمد الشمري" وهو تعبير واضح على الاخوة العربية الكردية التي يجب ان تكون صخرة تتكسر عليها كل المشاريع الطائفية او العرقية .
ان فقداننا للدكتور المغدور محمد الشمري هو خسارة للشارع الكردي والعربي والمسلم والمسيحي والتركماني وكل مكونات وادي الرافدين.
لا تجعلوا من خسارة العراق لمحمد خسارة للعراق الموحد والمتعدد والملون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة


.. مستقبل غزة في -جيوب إنسانية- .. ملامح -اليوم التالي- تتكشف




.. إسرائيل تعتزم بدء المرحلة الثالثة من الحرب على غزة خلال أيام