الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنيف2 والارادة الدولية الغائبة

محمد زهير الخطيب

2014 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


نشرت (الجزيرة نت) مقالاً للدكتور غازي التوبة في قسم المعرفة -مقالات رأي – بعنوان
جنيف2 بين تشريع النظام وتقسيم سوريا
وهذا هو رابطه:
http://www.aljazeera.net/opinions/pages/7a5faf3d-8ab7-4947-93b1-846ed69c7bd1

وأرى أن المقال ظلم الائتلاف، وهذه ملاحظات على المقال لتوضيح بعض الامور:

قال الدكتور غازي:
...لكن هذا الوضع كان طبيعيا لو أن قيادة الائتلاف تملك أمرها وتملك إرادة سياسية حرة، لكنها لما كانت غير مالكة لأمرها، وغير مالكة لهذه الإرادة السياسية، فإن ذهابها إلى جنيف2 كان إلزاميا، وكان نتيجة طبيعية لفقدان الإرادة السياسية...

أقول:
قيادة الائتلاف عليها ضغوط كثيرة، لكنها تملك أمرها، وكان يمكنها عدم الذهاب لجنيف، وقد ذهبت إليه باختيارها وبعد حوارات مطولة وقناعة، وعدم الذهاب كان خطأ كبيراً...
والغرض من الذهاب هو القدرة على إيصال النظام إلى مخالفة الارادة الدولية في تشكيل هيئة الحكم المشتركة، وقد حصل المقصود وعطل وفد النظام إمكانية تشكيل الهيئة المطلوبة غير أن المجتمع الدولي تخلى عن واجباته كما فعل ذلك مراراً وكما كان متوقعاً...
ورغم أننا نقول أن ذلك كان متوقعاً، فإن هذا التوقع لا يشفع للائتلاف في أن لا يذهب إبتداءً، بل كان عليه أن يذهب لان عدم ذهابه سيجعله رافضاً للحل السياسي الذي نادى به المجتمع الدولي وهذا أمر غير مقبول...

كما قال الدكتور غازي:
...يكمن الخطأ الثاني في أن الذهاب إلى جنيف2 أعطى الشرعية لبشار وهو المجرم الذي قتل 150 ألفا من أبناء الشعب السوري، وشرد تسعة ملايين شخص داخل سوريا وخارجها، واعتقل عشرات الآلاف، ودمر معظم مدن وقرى سوريا بالبراميل المتفجرة وغيرها من الأسلحة المدمرة.

أقول:
إعطاء الشرعية عملية متبادلة وفيها خسارة وربح لكلا الطرفين، فكلا الطرفين أعطى شرعية للطرف الآخر، ويبدو لي أن الاكثر ربحاً في هذا الامر هو الائتلاف، ولكن المشكلة أن الضعيف لا تَحلُ مشاكله مكاسب بسيطة... وبالمقابل فقد كان الموقف الادبي والاخلاقي للائتلاف ممتازا في جنيف، ليس لشطارة الائتلاف بل لسهولة تعرية وفضح النظام المجرم القاتل المستبد، ولصعوبة الدفاع عن سلوك النظام إلا بالاكاذيب التي لم تعد تنطلي على أحد...

كما قال الدكتور غازي:
...وعند التدقيق في النتائج التي انتهى إليها مؤتمر جنيف2، يتأكد لنا صحة الحكم بخطر الذهاب إليه، لأنه لم ينته إلى شيء حقيقي سوى إخراج بضع مئات من المحاصرين في حمص، وإيصال بعض المساعدات المحدودة إلى الجياع والمرضى في حمص المحاصرة والتي منع استمرارها شبيحة نظام الأسد، لأنهم يعتبرون أن المحاصرين لا يستحقون الطعام والدواء بل يستحقون الموت، فأطلقوا النار على قوافل الإغاثة، مما أدى لقتل وجرح عدد من عمال الإغاثة وغيرهم...

أقول:
بالاضافة إلى ماذكره الدكتور من خروج محاصرين... فهناك مكسب رئيسي من المستغرب تجاهله وهو المقصود أصلا من ذهاب إلى جنيف وأعيد ذكره: إيصال النظام إلى تعطيل الارادة الدولية بانشاء هيئة حكم مفوضة، وقد تخلى المجتمع الدولي عن واجباته في محاسبة النظام السوري كما فعل مراراً وكما كان متوقعاً، وهذه مشكلة خارج إرادة وفد الائتلاف، وتوقعها مسبقاً لا يعفيه من الذهاب إلى جنيف...

كما قال الدكتور غازي:
...أما على المستوى السياسي فكانت نتائج مؤتمر جنيف2 صفرا...

أقول:
هذا الكلام غير دقيق، لأنه أنهى اسطورة إمكانية الحوار السياسي مع النظام، وأوجب على المجتمع الدولي الوصول إلي حلول اخرى لحماية المدنيين ومنها الحظر الجوي والمناطق الآمنة أو تسليح المعارضة بأسلحة نوعية أو إجبار الاطراف على وقف القتال مما يعني بشكل أو بآخر إنقسام سورية إلى منطقة محتلة من قوات أسد ومنطقة محررة تسعى إلى استكمال التحرير...

وقال الدكتور غازي:
يمكن أن نقول -الآن- بكل أسف إن الائتلاف بذهابه إلى جنيف وضع اللبنة الأولى في تقسيم سوريا، لأنه أعطى نظام الأسد الشرعية التي تقوى بها في مواجهة المجتمع الدولي من أجل الذهاب إلى التقسيم...

أقول:
هذا الكلام غير دقيق، لان الاعتراف كان متبادلا، ومن الناحية الدولية، نظام أسد لازال يمثل سورية وهو عضو في الامم المتحدة، والمعارضة السورية بائتلافها غير معترف بها وليس لها تمثيل في الامم المتحدة، ورغم وجود أصدقاء كثر لها ولكنهم لا يعترفون بها ممثلا حقيقياً لسورية وخاصة في قضايا السفارات والوثائق...
التقسيم حاصل بحكم الامر الواقع ليس بسبب جنيف2، حاصل بوجود مناطق تحت سيطرة أسد ومناطق محررة، وقوات أسد تتصرف كسلطة شرعية معترف بها دولياً بينما المناطق المحررة لايعترف بسلطتها أحد ولا تنفعها الصداقات الخجولة إنما ينفعها اعتراف دولي يسمح لها بتفعيل سلطة وفتح سفارات وإصدار وثائق، وتشغيل حكومة مؤقتة تنظم الجيش الحر والشرطة ومصادر الطاقة وتوفر الامن وتفعّل مصادر الدعم من أصدقاء الثورة الكثر الذين يترددون في دعم ثوار ممزقين بينهم منظمات مصنفة بانها إرهابية، لكنهم قد يسهل عليهم دعم سلطة مسؤولة قادرة على توحيد الالوية المشرذمة إلى جيش نظامي بلباس رسمي ورواتب وسمع وطاعة يسعى إلى إنهاء الاستبداد والفساد وإلى إرساء الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية...

لاشك بأن التقسيم يرفضه الشعب السوري، ويتظاهر النظام برفضه لانه الآن يتصرف كدولة ويعتبر المناطق المحررة كعصابات متمردة متفرقة، لكنه عندما يشعر بأن الثورة قد تحولت إلى سلطة وقوة منظمة موحدة ومعترف بها، سيحاول أن يتعلق بخشبة التقسيم كي لا يغرق، وهنا سيقول الشعب السوري كلمته الاخيرة بلفظ اسرة أسد وعصابته وعودة سورية موحدة في ظلال الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة