الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فدرالية اليمين الانتهازي بالمغرب

تودة نآيت الدايح

2014 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


أمام استفحال وتفاقم الأزمة الذاتية للأحزاب الثلاثة (الطليعة، الموحد، المؤتمر)، التي هي أحزاب مائعة بلا خط سياسي وإديولوجي وبهياكل "تنظيمية" هشة ومنخورة، تداعت لعقد تحالف هجين سَمَّته "فدرالية اليسار". والإسم في حد ذاته كما المضمون الذي يعكسه لا علاقة له بالتحالف المبدئي في إطار جبهة للنضال، بل هو تحالف انتخابي انتهازي ينتحل صفة اليسار وهو في صميمه نسخة معدلة جينيا لـ"الكتلة الديمقراطية".

هكذا تجد الأحزاب الثلاثة مخرجا وهميا لمأزق تآكلها وعزلتها عن الجماهير كاستنجاد الغريق بغريق، لتلتف حول شعارات تضليلية: (الملكية البرلمانية، القضية الوطنية، الانتخابات)، التي ليست سوى امتداد وانعكاس للشعارات التي صاغها الديكتاتور المقبور الحسن الثاني في 1976: (السلم الاجتماعي، الاجماع الوطني، المسلسل الانتخابي). إذ لو كانت الخلفية نضالية وديمقراطية لما قام بشل وإقبار العديد من الإطارات الجماهيرية /أدوات النضال، والمثال على ذلك نقابة كـ.د.ش التي يسيطر على أجهزتها هذا التحالف وخاصة حزب المؤتمر، حيث تم تفكيك والاجهاز على مواقع كفاحية، ومن ثم تسخير النقابة لتلجيم نضالات الطبقة العاملة والمساومة بها بما يخدم مصالح الطبقة البرجوازية وتدعيم سيطرة نظام الحكم الرجعي. فالنضال من أجل الدمقراطية ليس شعارا للاستهلاك، إنما قناعة وتربية والتزام بها وعبرها، أما من يفرغها من محتواها الكفاحي، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون ديمقراطيا بَلْهَ مناضلا إنما انتهازي القلب والقالب.

بقي أن نشير إلى أن مثل هذه التحالفات غير المبدئية سرعان ما تتفكك وتنهار في أول امتحان، بحكم الطبيعة الانتهازية لمكوناتها. والمثال على ذلك "الكتلة الديمقراطية" التي تم الإعلان عن تأسيسها يوم 17 ماي 1992 التي كان ضمن أطرافها منظمة العمل (=الاشتراكي الموحد) والاتحاد الاشتراكي (=المؤتمر الاتحادي). ثم تجربة حزبي النهج الديمقراطي والطليعة من خلال صيغة وصفوها حينها بأنها "أكبر من التنسيق وأقل من الإندماج"، تكللت بمهرجان مشترك يوم 29 ماي 1999 بالرباط، قبل أن ينفرط الاثنان على خلفية مشاركة حزب الطليعة في التسجيل في اللوائح الانتخابية لـ2002 بعد مقاطعتها لأزيد من عقدين "جملة وتفصيلا" كما كان يحلو له القول، كما تعمق الصراع بين الحزبين من أجل السيطرة على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وإلحاقها ابتداء من مؤتمرها السابع. كما تم تأسيس "تجمع اليسار الديمقراطي" في 2004 يضم (اليسار الاشتراكي، النهج، الطليعة، جمعية الوفاء للدمقراطية، المؤتمر)...

الملاحظ، إذن، أن نفس الأحزاب تتحالف ثم تنفرط كحبات العقد ثم يعاد تركيبها تحت مسميات متعددة، دون أن يسبق لها أن وضحت أسباب الانهيارات المتكررة لتحالفاتها؟ وماذا أنجزت أو حققت من شعاراتها؟ فـ"الحركة هي كل شيء والنتيجة لا شيء". والخلاصة أن ما سمي بـ"فدرالية اليسار" لن يكون حالها بأحسن من شقيقاتها السابقة، وستتلاشى تلقائيا بمجرد انتهاء وظيفتها التضليلية في زرع الوهم وتغذيته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟