الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة التحرش الجنسي!!

امال طعمه

2018 / 3 / 8
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2018 - أسباب وخلفيات ظاهرة التحرش الجنسي، وسبل مواجهتها


سنبدأ هذا المقال بهذا السؤال:
هل التحرش الجنسي سببه بالذات لباس المرأة؟
وسأجيب:لا.
هنالك جانب أخر....

في أوطاننا التائهة بين الأمس والحاضر، لدينا ثقافة لا تظهر على السطح ثقافة تتغلغل بالخفاء!تتحكم بالمشهد دون أن تظهر !إنها ليست كالثقافة الدينية تظهر بقوة إنها ثقافة مخفية ولكن فعلها رهيب!إنها جانب أخر مخفي داخل ذواتنا تشبعناه منذ الصغر فنحن دائما نعيش بوجهين وجه يظهر بمظهر المتدين الخلوق الطيب الذي يخاف ربه والوجه الأخر الحائر الذي تهيمن عليه أحلام ورغبات جسد وسلوكيات بشعة تتوارى خلف مظاهر التقوى والأخلاق التي يحبذ المجتمع ان نتظاهر بها !

في أوطاننا ينظر للفتاة المحجبة على أنها مثال للعفة والشرف والتقوى وأن لباسها يقيها من نظرات السوء! وينظر للفتاة السافرة أنها مثال على الإنحراف نوعا ما أو أنها قابلة للإنحراف والضلال! والعيون تكون متجهة نحوها،لأن الأخلاق والشرف ارتبطا ذهنيا بالدين أو بالأحرى بمظاهر التدين!فالحكم عندنا بالمظهر وليس بالجوهر!غير أن واقع الحال اليوم ينفي تلك النظرة للفتاة .

فنحن نرى في مجتمعاتنا فتيات محجبات بشكل كامل يسرن في طريق الضلال إن صح التعبير!وذلك إخفاءً لطبيعة سيرهن المعَوج!فأصبح المظهر الديني غطاء وسترا للخطيئة التي نتبرأ منها كل يوم!

بينما نجد الكثير من السافرات لا يخفين شيئا ومع ذلك فنظرات الشك تحوم حولهن، أو على الأقل هن مطالبات بإكمال الفضائل التي يتحلين بها بالحجاب مثلا،وكمثال قد يستغرب البعض أن بعض غير المحجبات مثلا يصلين الصلوات بأوقاتها ليصبح المظهر الديني السطحي تقييما لإيمان البشر!
واختلطت الأمور فما عادت البنت المحجبة مثالا للعفة بالمطلق ،ولم تعد الفتاة السافرة تمثل حالة انحراف بالضرورة، غير أن مجتمعاتنا التي ترفض الإعتراف بواقع الأمور ولأن كل شيء يجري في الخفاء ..العلاقات المشبوهة..وغيرها من الأشياء المحظورة والرغبات المكبوتة!فما الذي سيظهر على السطح؟
سيظهر على السطح عادات سيئة ومظاهر غير أخلاقية في مجتمعات تدعي الأخلاق ،والتحرش إحدى تلك المظاهر !
فكأن أي فتاة هي مشروع تحرش جنسي بالنسبة للشاب! وصارت المسألة جرب حظك كما قال لي ذات مرة زميل لي في العمل تعليقا على هذه الأمور التي نراها !
فلربما تكون إحدى الفتيات التي تقف بانتظار أن تستقل حافلة ركاب (باص) أو سيارة أجرة من احداهن!فيركض أحدهم إليها لتحقيق بعضا من رغباته المكبوته!وتبدأ الزوامير بالإنطلاق!
لا يقتصر الأمر هذا (جرب حظك)على الفتاة الغير محجبة بل أيضا على المحجبات، فلربما يكون الحجاب مجرد رسالة تقول فيها الفتاة :أنا محجبة وملتزمة وقد تكون كذلك وقد تكون غير ملتزمة لحد بعيد! فالأمر ليس بالحجاب أو عدمه أو طريقة اللباس بشكل عام ،الأمر بداخل الإنسان نفسه .
الإلتزام الحقيقي ينبع من ذات الإنسان، ففي المجتمعات الغربية التي قد لا نتفق كلنا مع كل صور الحريات فيها ، ولكن في نفس الوقت يندهش بعضنا من أن يكون هنالك ملتزمين في مجتمعات تبيح العلاقات الجنسية بدون زواج ،والأكثر من ذلك أنها مجتمعات غير متدينة بالأغلب! إن الإلتزام الأخلاقي ليس له علاقة بطريقة اللباس أو التمسك بقشور دينية.

لكن في مجتمعاتنا حيث نلف وندور ونحاول الكذب على أنفسنا وتزييف الأمور وكأننا أحيانا نحاول خداع الله!
تتفنن الفتاة المحجبة بطريقة لف الحجاب ولبس المصوغات والمكياج المبالغ به والقمصان التي تبرز مفاتن الجسد والبناطيل الضيقة بعد كل هذا تلبس الفتاة المنديل على رأسها لتقول- في هذا المجتمع الذي يعشق الزيف- :أنا ملتزمة.. نوعا ما.. ولكني أريد أن أعيش حياتي!
وقد تبالغ في تطبيق"أريد أن أعيش حياتي" أكثر من السافرة ،الفتاة غير المحجبة!
إنها إحدى تناقضات مجتمعاتنا المتدينة ظاهريا والغارقة الى حد الثمالة في عشق الجسد!
في مجتمع يهوى تبطين الحقائق وإنكار الواقع، يتم اللجوء دائما الى الخفاء!لمعالجة الصدمات والمتناقضات التي نعيش! فيظهر على السطح ظواهر غير حضارية وغير مقبولة مثل ظاهرة التحرش ،ولست أقول ان تلك الظاهرة مقتصرة فقط على مجتمعاتنا العربية ولكنها تظهر بشكل أكبر فيها ولربما أسبابها تختلف عن أسباب التحرش في مجتمعات اكثر انفتاحا ولكن ما يهمني هو ما نعانيه في مجتمعاتنا .

كل فتاة هي مشروع ضحية ..جملة قالها الأستاذ قاسم محاجنة في احدى مداخلاته المتعلقة بما يسمى زورا جرائم الشرف، وأقتبسها منه هنا ، ولكن في مجال حالات التحرش الجنسي!
فأي فتاة تمشي في الشارع أصبحت تتوقع على الأقل أن تسمع بعض العبارات إياها وكأنها شيئا اعتياديا! وقد تسمع وترى ما هو أكثر وأعجب من تلك العبارات !فلماذا؟!

لربما هي تفريغ لشحنات عاطفية مكبوتة أو لربما هي محاولة لإصطياد فتاة تقبل تفريغ شهوة شاب مقابل حفنة من المال (جرب حظك) أو مقابل وهم عاطفي أحيانا!ولربما أصبحت عادة !فالشاب الذي يري أخاه وابن عمه وصديقه يفعل هذا دون أي ندم ودون أي رادع أو خوف فإنه من المحتمل سيكون لديه نوع من الجرأة والتشوق لفعل ماهو سائد أمامه !بالمقابل يدافع الشاب عن نفسه بقوله لباسها جعلني أفعل ذلك!

في مجتمع يلوم المرأة على كل شيء نتقبل حجته بل ونرسل إشارات خاطئة الى شبابنا بأن لا ذنب لهم في التحرش طالما المرأة تستدعيهم لذلك بلباسها!
وأي لباس الذي يتكلمون عنه!فحالات التحرش أصبحت تطال الجميع!فلا المحجبة او المحتشمة أو غيرها بمنأى عن بعض الكلمات الخارجة أو بمنأى عما هو أكثر من مجرد كلمات في بعض بلداننا!

أستذكر أيام دراستي في الجامعة وكيف كنت أعاني من تلك المواقف السخيفة ، حتى أنني وكمحاولة يائسة لدرء سماع تلك العبارات ورؤية تلك النظرات الوقحة،كنت أرتدي ماهو فضفاض وماهو غير ملفت بالمرة مع أني أصلا لا أرتدي ما قد يعتبره البعض مثيرا!ولكني وجدت نفس النتيجة ، فلربما أن تكون ملفتا للنظر والإعجاب في مجتمعنا خطأ ،لأجد النتيجة واحدة! وكانت احدى زميلاتي المحجبات تشتكي من نفس الوضع لأسألها :هل الأمر لا يختلف بالنسبة الى المحجبة؟!لترد على وأتذكر كلامها بأن بنات الحرام خربوا سمعة بنات الحلال!
كانت تزعجني تلك النظرات- وما زالت- أو بالأحرى تلك البحلقة!هي تحرش حتى لو لم يكن هناك عبارات أو اعتداء جسدي فالنظرة أياها تشعر بها وكأنها تعري أجسادنا وتستبيحها!

قد يكون لباس المرأة إيحاء لمسلكها أو طريقة نظرتها للأمور ،هذا مايقولة مجتمعنا !
ولكن ليس معناه أن فتاة تلبس بنطالا ضيقا أنها منحرفة !وليس كل فتاة محجبة رمزا للعفة!
ليس بالعري تكون المرأة متحررة ومتحضرة! وليس بتغطيتها من أعلى رأسها الى أخمص قدميها تكون ملتزمة !
طريقة اللباس بشكل عام تنبع من ثقافة المجتمع، فثقافتنا الشرقية مازالت ترفض وتستهجن ظهور النساء كما يقال، شبه عاريات! لكن مجتمعاتنا تلهث وراء مشاهدتهن على شاشات التلفاز! نشتمهن علنا ويتمنى بعضنا (الرجال)حضورهن بجانبه سرا!وتحاول النساء التمثل بهن خفية رغم نظرة الإستحقار لهن !إنه التناقض الأخلاقي الذي نعيش.

لكن نتأمل أن يكون لدينا تحرر وتحضر وبنفس الوقت التزام أخلاقي، نريد للنساء أن تتحرر من العقد والقيود التي وضعها مجتمعنا الذكوري، وأن تدرك أنه حين نهاجم من يقيد المرأة بقيود اللباس فليس معناه أننا مع ثقافة التعري لأن المرأة ليست مجرد جسد نغطيه حينا ونعريه حينا وفق أهوائنا! ونتأمل ان ينظر الشاب اليوم الى المرأة على أنها أكثر من مجرد جسد! لا تحكم علي من خلال لباسي فقط!

طريقة اللباس قد تحدد نظرة الأخرين إلينا وتبنيهم رأيا حول شخصياتنا وربما سلوكنا! قد يكون ذلك صحيحا نوعا ما ولكن بالنسبة لنا لا أظن القضية تكمن في لباس المرأة، فلو كان ذلك صحيحا لكانت حالات التحرش فقط موجهة الى شريحة من النسوة دون غيرها ولكانت نسبة التحرش في المجتمعات الغربية أكثر مما هي عليه نظرا للحرية الممنوحة للمرأة هناك في مجال اللباس!


لكن في مجتمعاتنا التي تقدس أحاديث الجنس السرية، وتحرف معنى الكلام الى غيره،فيخشى المرء أن يقول كلاما يفهمه البعض على أنه إيحاء جنسي!في مجتمعات ينظر الى المرأة التي تدعو الى التحرر وكأنها فاسقة! في مجتمعات تبارك دون أن تدري علاقات الخفاء! في مجتمعات تقدس الجسد في الخفاء وتلعن رغباته في العلن !وتحول المرأة من كائن بشري الى وسيلة للمتعة فقط، وتحمَلها كل وزر يرتكبه الرجل ...نرى ذلك طبيعيا!ونتيجة لكل الثقافة الخاطئة التي زرعت في عقول شبابنا عن المرأة وعن كينونتها!


وفي ظل التصادم بين روح العصر والقيم الدينية، و كل هذا الكم من استدعاء للغرائز الذي نراه بشكل ملفت ،بالإضافة الى اسلوب التربية الخاطئ وعدم توجيه القدرات والطاقات الى مكانها الصحيح و الفراغ الفكري الذي نعيشه ... والنظرة الدونية الى المرأة ..كل هذا ..يجعل أي امرأة – مهما كان لباسها - مشروع تحرش جنسي !إنها ثقافة التحرش!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كالعادة
قاسم حسن محاجنة ( 2014 / 3 / 24 - 15:53 )
تحياتي
كالعادة تطرحين الامور الصعبة بسهولة ويسر
لك تقديري وتحياتي
ل


2 - جذر التحرش الجنسي
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 24 - 20:40 )
أحيك ِ على وصفك ِ لهذه الأفة و أرى أن جذورها عميقة في تراثنا الفكري، فنحن أولا ً نتاج مجتمع بدوي يسعى نحو تأكيد هوية الذكر عبر قدرته على ممارسة فعل -الرجولة- بمعناه الجنسي، و الذي يعزز أناه العاجزة عن تحقيق ذاتها في أي مسار آخر.

و تتكثف المشكلة و تتضخم في ظل انعدام أي جهد حقيقي نحو تطوير الفرد ضمن أُطر الإنتاج و التنمية ليبقى أسير غرائزه الباعثة على الفعل، مع عدم قدرته على فهم عيوب منهجه الفاعل بسبب جهل ٍ تام بالأفضل الموجود و الخيار الآخر المتوفر من خلال التحضر الفكري.

أما على الضفة الأخرى حيث تعيش ُ الإناث فتتكفل الأم بزرع قيم الخنوع و الذل في بناتها لتقبل الواقع و تستعيذ بالخرافة و الجهل منه دون أن تقدم لنفسها شيئا ً يخدمها، و تتجرع مهانتها و عبوديتها باسم -الشرف- و -الفضيلة- و تصمت و هي الضحية لأن جلادها رمى حمل المسؤولية الأخلاقية عليها، في فعل ٍ وقح ٍ جدا ً لا إنسانية فيه و لا فهم و لا حتى خجل.

واقعنا مُزري جدا ً.

شكرا ً لأنك تسلكين الضوء على بقع ٍ نحتاج ُ أن نفضح نتنها.


3 - لازلنا فى أعماقنا تقاليد القبيلة !!!
عبدالله محمود أبوالنجا ( 2014 / 3 / 24 - 21:40 )
السيده / آمال طعمه
برغم أن تعيش مجتمعاتنا فى حضارة القرن الحادى والعشرين ، ويستخدم البشر عندنا كل ماجادت به قريحة الانسان من أحدث وسائل التكنولوجيا فى سائر مجالات الحياة ، الا أننا مازلنا ننظر للمرأة أو الفتاة على أنها أنثى عاجزة عن الاستقلال بشخصيتها وذاتها حتى فى أمس القرارات التى تخصها هى شخصياً ، وبالأخص فيما يتصل بملكيتها لجسدها وكيفية اشباع حاجاتها البيولوجية والتى على رأسها الغريزة الجنسية !!! المرأة فى شرقنا لا تزال ( عورة ) يتمحور حولها شرف الأب والأخ والأخت والعم والخال والعمة والخالة وابن العم وابن الخال وابن العمة وابن الخالة وسائر أفراد الأسرة والقبيلة !!! هذا مربط الفرس ياسيدتى !!!


4 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 3 / 24 - 23:52 )
أتمنى أن أجد امرأه تكتب عن رفضها لكلام علماء الطبيعه , كرفضها : أن تكون أقرب للغوريلا من قربها للرجل , أن تكون رافضه لوصمها بالإعاقه التطوريه التي حدثت للرجل؟!! .
مثال :
اقرأوا ما في هذا الرابط :
http://www.laelhad.com/index.php?p=2-1-131
لماذا لا نرى مقاله تنتقد هؤلاء العلماء؟... هل المرأه ترضى أن نوصفها بالغوريلا أو الإعاقه التطوريه؟ .

بالنسبه للحجاب , دكتوره مسلمه محجبه , سألها الصحافيون مستغربين (أن لباسها لا يعكس مدى علمها) ظناً منهم أن الحجاب رمز تخلف و رجعيه! .
فأجابتهم بكل بساطه و ذكاء قائله :
إن الإنسان في العصور الأولى كان شبه عاري , و مع تطور فكره عبر الزمن بدأ يرتدي الثياب , و ما أنا عليه اليوم و ما أرتديه هو قمة الفكر و الرقي الذي وصل إليه الإنسان عبر العصور , و ليس تخلفاً .
أما العري , فهو علامة التخلف و الرجوع بفكر الإنسان إلى العصور الأولى , و لو كان العري دليل التقدم ؛ لكانت البهائم أكثر تقدماً! .


5 - الاستاذ قاسم حسن محاجنة المحترم
امال طعمه ( 2014 / 3 / 25 - 06:50 )
كلماتك شهادة لي أعتز بها


6 - الاستاذ نضال الربضي المحترم
امال طعمه ( 2014 / 3 / 25 - 07:34 )
شكرا لك على مداخلتك القيمة حقا ، فتلك العقلية البدوية او القبلية انتجت تشوها في ثقافتنا اليوم وبالنسبة لما قلته حول التحضر الفكري يستحضرني مشهد من الذاكرة حين سئلت ذات مرة في احدى الجرائد الاسبوعية التي كانت تصدر عن سبب المعاكسات وكثرتها في الجامعات مثلا وكنت حينها مازلت على مقاعد الدراسة فقلت: ان هناك نوع من الفراغ الفكري ولكن المراسلة كتبت بدلا من ذلك فراغ فقط؟ربما ماقصدته حول التحضر الفكري هو ما جال بخاطري فالطاقات والقدرات موجهة منذ الصغر بسبب النمطية التي نعيش وعدم تواءم اسلوب التربية مع تطور العصر ..الخ موجهة الى عدم الارتقاء بها الى مستوى اخر ويبقى الوضع على ماهو عليه ثقافة ظاهرية ولكن الداخل لم يتغير؟نستورد كل مظاهر الحداثة ونتسابق فيما بيننا للحصول على الاحدث دائما لكن داخلنا لم يطرأ عليه شيء جذري فقط تناقض واضح !فنجد ان العقلية مازالت كما هي ولم يطرأ تغيير سوى بعض الرتوش عليها او بعض المظاهر الخارجية فقط حاولت تسليط الضوء على مظاهر التناقض الواضح في ثقافتنا بالاضافة الى ما يدعيه البعض عن استفزاز الشباب وكأنها دعوة الى التحرش عن طريق ثياب المرأة بالذات،لأبطل تلك الحجة


7 - الاستاذ عبدالله محمود ابو النجا المحترم
امال طعمه ( 2014 / 3 / 25 - 08:20 )
أهلا بك
ترجع اصل الموضوع الى العقلية القبلية وذلك في المجمل صحيح فتلك العقلية مازالت مسيطرة على المشهد وقد كتبت عنها سابقا فيما يتعلق بجرائم الشرف وأيضا حول تحرر المرأة، اردت يا استاذ ان اسلط الضوء على التناقض الموجود في مجتمعاتنا تناقض اخلاقي وديني فالظاهر نحن نقدس الالتزام والاخلاق ولكن بالباطن نريد لكل تلك الرغبات المكبوته ان تخرج من دواخلنا فتخرج بإيحاء من تلك العقلية مع غياب الارتقاء الفكري،ويستحضرني هنا ان اتسائل واتعحب من ان تلك المظاهر الحادة من حالات التحرش لم تكن موجودة في عقود ماضية على نفس المستوى على الاقل ! لنحاول تفسير تصاعد هذه الظاهرة وتزايدها في بعض المجتمعات دون غيرها ولنرى بعض المثقفين حتى ينجرون نحو اتهام المرأة بلباسها الذي يستدعي التحرش لنقول حتى لو انطبعت لدى احدهم فكرة سيئة عن احداهن من خلال لباسها حقا فهل هي دعوة صريحة له بالتحرش؟
انها العقلية الذكورية القبلية التي تجد في تملك جسد المرأة تحقيقا لذاتها ،مع التردي الفكري والثقافي الحاصل ،والتي تترجم نفسها الأن من خلال تلك الثقافة التي توجه الى تزايد مظاهر التحرش
تحياتي لك


8 - السيد عبدالله خلف
امال طعمه ( 2014 / 3 / 25 - 11:10 )
يعنيني فقط بهذه المقال ان اركز الضوء على الافكار السائدة في مجتمعاتنا وظاهرة التحرش لذا لو افترضنا صحة كلامك فهو ليس حاضرا بتأثيره على مجتمعاتنا وليس له علاقة بالمقال اصلا

اما قولك عن الدكتورة المحجبة فهل تعتبر غير المحجبة عارية لتقارن بين الحجاب والعري؟وهل لبس الحجاب يعكس تقدم انساني ام فقط مجرد ظاهرة دينية؟

سلامي لك


9 - سيده | امال
عبد الله خلف ( 2014 / 3 / 25 - 16:48 )
هذه النظره ستصبح نظره اجتماعيه , و السبب : أنها مبنيه على نظره علميه -حسب زعمهم- , و صدقيني ستصل للمجتمع , فهل سبق أن سمعتِ عن (الداروينيه الاجتماعيه)؟ .
نحن من يحق لنا أن نطرح سؤالنا , هل الحجاب يعتبر شيء رجعي؟... و إذا كان رجعي , أطرحِ أدلتكِ .


10 - الى عبدالله خلف
امال طعمه ( 2014 / 3 / 26 - 07:07 )
المقال كما قلت يناقش ظاهرة التحرش والتناقضات الاخلاقية التي نعيش ،أما ما تفضلت به فهو خارج الموضوع
اعتقد انني انا من سأل السؤال اولا،وقد رأيت تعليقك هذا على اكثر من مقال يناقش مواضيع تخص المرأة وعلى بعض من مقالاتي والمقال لا يناقش قضية الحجاب او عدمه على وجه الخصوص ولست أنا من يفاضل بين الحجاب والعري ؟؟

في بلداننا العربية ترتفع نسبة التحرش رغم كل هذا الكم من الاحتشام والحجاب ، مما يشير الى ان لباس المرأة ليس هو المشكلة ؟؟


11 - المجتمعات الغربية
nasha ( 2014 / 3 / 27 - 05:08 )
المجتمع الغربي كالماء الجاري كل شيئ فيه مكشوف ولا يوجد فيه نفاق.
والاعلام يكشف كل كبيرة وصغيرة بدون تحيّز.
اما المجتمعات الاسلامية فهي مثل الماء الراكد منظره السطحي نظيف ولكنه مدود في العمق.
ما رايك بالذي يقدس مقولة ـــــ اذا ابتليتم فاستترو ـــــــ
بالمناسبة ولاجل التنكيت في الغرب الناس دائماً يصنفون المجتمع الى اربعة اصناف بالعناية والاولوية والاحترام اولاً الاطفال ثانيا الحيوانات الاليفة ثالثاً السيدات ورابعاً الرجال. وياويل الذي يتحرش بالمرأة ، للمرأة تقدير خاص من الناحية الجنسية والجسدية.
بالمناسبة ست امال ايام التسعينات الاردن كان جيد في هذه الناحية ولم نكن نلاحظ هذا التصعيد . ماذا جرى؟


12 - الاستاذ ناشا
امال طعمه ( 2014 / 3 / 27 - 10:15 )
بالنسبة لتساؤلك اعتقد كانت هنالك بعض التصرفات وكنت اعاني منها شخصيا،ولم يأتي الامر من فراغ بل هو تراكمات وليس الامر بالصورة التي تحدث بشكل اكثر حدة في مصر مثلا والمقال يناقش القضية ليس فقط من ناحية الاردن بالذات بل بشكل يمس مجتمعاتنا العربية ككل مع تزايد او نقصان هذه الظاهرة ببعض البلدان ،ايضا تداعيات ما حصل في مصر مثلا بالنسبة للطالبة والاعتداء عليها محاولين تبرير ذلك فقط بلباسها
شكرا لك


13 - شكرا للحوار
قاسم حسن محاجنة ( 2018 / 3 / 8 - 08:28 )
الاعزاء في هيئة التحرير
اشكركم على اعادة نشر مقال العزيزة الغائبة منذ فترة طويلة ، الزميلة امال طعمة .
لعلها تقرأها وتعيد حساباتها لتعود الينا ، كاتبة مجيدة .
لكن ولخيبة املي ايضا فقد ظننتُ انها عاودت الكتابة ، فلن تكتمل الفرحة الّا بعودتها سالمة غانمة الى صفحات الحوار ..
اين انتِ
تحياتي للجميع

اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون