الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الذي يشرعن التدخل الخارجي؟

مناف الحمد

2014 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية




يطلق على التذّرع بسيادة الدولة من قبل بعض القانونيين في المنظمات الدولية وصف " الملاذ الأخير للأوغاد " لأنها الشمّاعة التي تعلق عليها كل الجرائم التي ترتكبها الأنظمة المستبدة ، وهي الأنظمة التي خلطت مفهوم سيادة الدولة بالسلطة المطلقة للنظام الحاكم ، هذه السلطة التي اخترقت كل الفضاءات الاجتماعية وسدّت الطريق أمام قيام مجتمع مدني يحدّ من تغوّلها وحربها على المجتمع .
تشويه مفهوم السيادة الذي لا يأخذ شكله الناجز إلا إذا قام على أساس العدالة أولاً ، ورضا المحكومين ثانياً يجعل التذّرع به بشكله المشوّه هذا لرفض التدخلات الخارجية لحماية الشعوب من جرائم الأنظمة غير ذي موضوع .
في المقابل يمثّل الاستقواء بالخارج من قبل معارضة استبطنت منطق السلطة لأن جسماً كبيراً منها يشكّله المهمّشون في المجتمع الحكومي الذي أسّسته السلطة وجعلته سيداً بمميزات لا يحلم بها مهمّشو ا هذا المجتمع وكم بالأولى أفراد المجتمع التقليدي المنبوذون أصلاً من قبل أفرادالمجتمع الحكومي المحظوظين والمهمشين على السواء يمثّل عجزاً عن الانسلاخ عن منطق السلطة هذا وإعادة إنتاج لتناقضاتها .
حاجات الناس المستبعدين عن مكاسب السلطة المستبدة والذين يمثّلون المجتمع الموازي للمجتمع الحكومي ، والمهيمن عليه من قبل الأخير لا تلقي بالاً للمعرفة التي تنتجها النخب اذا لم تقم بتلبيتها .
فهي غير معنية بشعارات رفض التدخل الخارجي ، ولا بغيره من الشعارات التي ترفع على أنها ثوابت لا يطالها التغيير ، وإنما معنيّة فقط بما يلبّي حاجاتها المتغيرة بوتيرة أسرع بكثير من قدرة هذه المعرفة التي تنتجها النخب وتنتج هي النخب على مجاراتها .
لأجل هذا واذا كنا نريد أن نعرف شرعية التدخل العسكري في سورية من قبل قوات غربية
فإن علينا أن نتوجه بالسؤال لا إلى الأوغاد الذين مسخوا مفهوم السيادة ، ولا إلى المعارضة التي ترفع العقيرة ليل نهار مطالبة به ، هذا أولاً ، وثانياً أن نكفّ عن استعلائنا على عموم الناس الذين يمثّلون المجتمع التقليدي _غير الحكومي - من غير منتجي المعرفة محاولين فرض التغيير عليهم عن طريق ثوابت معرفة قديمة من الواضح أنها تسير خلف حاجات الناس بسرعة السلحفاة .
حاجات الناس هي روافع التغيير وخصوصاَ عند العجز عن إنتاج معرفة جديدة من قبل النخب ، ولأجل هذا يصبح من الاختزال المخلّ تصنيف الموافقين على التدخل في أحد صنفين أغبياء أو عملاء .
فإذا كان جواب أفراد هذا المجتمع التقليدي بالموافقة وكان ثمّة إصرار على تصنيفهم في إحدى هاتين الخانتين فلنعترف اذن أن الناس أغبياء ولنبحث عن طرق لرفع مستوى ذكائهم ، واذا اعتبرناهم عملاء فلنسأل ما الذي أوصل عموم الناس _ الذين يفترض في الحالة الطبيعية أنهم بعيدون جداً عن العمالة على اعتبار أن الأخيرة ليست حالة طبيعية _ ما الذي أوصلهم إلى هذه المرحلة وما الذي مسخ وطنيتهم ولنطالب عندها بإزالة المتسبّب في مسخها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب