الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتابة عن الشعوب النائمة او // ضد الحكومة

سعدي عباس العبد

2014 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



• لشد مايؤلمني .. ويبكيني ايضا , انّ يقال عن شعب العراق , أنه شعب نائم وخامل وبليد او متبلّد الإحساس , ولا يرجى منه انّ ينهض من نومهِ الطويل . او سباتهِ في كهوف القرون والخرفات والأساطير .. حالماً بما لا يأتي .. كأنه __ في انتظار غودو __ في مسرحية بكيت الشهيرة !! ..الشعوب الحيّة والحرة لا تنام .. لاتنام على [ ضيم ] . ولا على جوع وحرمان ونقص في الحريات وشؤون الوجود والضروريات ..الشعوب الحيّة تطلق صراخها عاليا صوب السماء , صراخ مدوّي يرج عرش الطغاة , إذا ما استشعرت بالحيف او إذا مانال من كرامتها وحقوقها في الوجود. .. تلك شعوب لا تموت ولا تنام .. الشعوب الحرة هي من ينتج مقوّمات ديمومتها . هي من يصنع الحياة الحرة الكريمة التي تليق بالإنسان المتحضّر .. اما الشعوب التي ادمنت الحرمان والاستلاب والاغلال والعبودية .. الشعوب المدجّنة والمدرّبة على لعق دماء عبوديّتها .. تلك الدماء التي تعصرها اصابع الطغاة قطرة فقطرة . فهي شعوب لا تستحق الحياة بجدارة ..شعوب غير جديرة بما وهبها الله من حياة وجمال ووجود مفعم بالسحر والدهشة والمعرفة والمتعة الروحية ... والشعب العراقي او الشعوب العراقية على الضد مما يشاع عنها , فهي شعوب حية خالدة على مرّ الدهور ..وانّ تخلّل حياتها نوم او سبات . فالى حين من السنوات .. ماتلبث عقبها انّ تنهض من نومها كما حدث في تأريخها الطويل من نهضات مسلّحة بالوعي والثورة .. ولكن هذه المرة او تحديدا في هذا العقد قد طال استغراقها في النوم والاحلام والغفلة _ رغم نضوج الظروف والعوامل والاسباب الموضوعية التي تدعو للنهوض او الثورة _..تمدّد نومها وتناسل ويكاد يغدو حالة مرضّية .. نخشى جلّ مانخشى انّ تتأصل وتبات تلك الحالة او العلامة غير الفارقة مستساغة لاحقا او من طبيعة الروح .. روح الشعوب .. ولكن هذا الأمر لن يحدث ..لجملة مسوّغات لعل ادناها اهمية الشواهد المستنبطة من التأريخ القريب المتمثل بثورة العشرين وما تلاها من انتفاضات عارمة ..كلّ مااوردّنها الآن غير ذي بال ..ولا يدعو للدهشة او التساؤل , ذلك انّ ماجاء في معرض قولنا يعد من البدهيات او المسلّمات التي ماعادت تشغل مساحة من الوعي او الذهن المفكّر ..بيد انّ مايؤرقنا حقا ويدعونا للقلق هو النوم الذي استغرق الشعوب العراقية .. النوم الذي طال امده .. بالرغم من انّ منبّهات او اجراس الاستيقاظ قد قرعت وما زالت تقرع الاجراس تدعو الشعوب للنهوض .. وانّ لا خلاص إلاّ بالنهوض والنزول فورا للشوارع وتغيير وكنس كلّ الوجوه التي وفدت محفوظة في علب الرأسمالية الاميركية ..ولكن يجب علينا قبل النزول انّ نستثمر الظروف الموضوعية التي وفرها او اتاحها لنا الظلم المصنوع في غرف وصالونات الطغاة .. نستثمره في تعزيز الوحدة الشعبية او وحدة الخطاب الشعبي وذلك سوف لن يحدث إلاّ بالغاء الفوارق العرقية والمذهبية ..او تنحية الدين جانبا ونتفق على المشتركات التي يدعو اليها الدين او التعاليم والوصايا المضمرة في تضاعيف النصوص الدينية ..مالم نهدم الحواجز التي شيدّتها المذاهب واستثمرها الطغاة في التمادي واشاعة القحط والحرمان . فلن نستطيع التحرّر ..انّ اخطر ما يعيق الثورة الشعبية هو وجود الجدران العازلة الفاصلة التي تحول دون التحام الشعوب .. تلك الجدران المتمثلة بالمذاهب ..المذاهب المفرّقة بين الشعوب وبين وحدتها الوطنية .. ان الطغاة يراهنون على تلك المذاهب العازلة , ويسعون بكلّ ما اتيوا من ظلم وتفرقة وتناحر وقسوة ,من توسيع الشق وتباعد وتفرقة الشعوب ..ان التناحر المذهبي والعرقي بل حتى القبلي هو سلاحهم في تكميم افواه الثورة , ابواق الطغاة منتشره على نحو مخيف فهم يجيّرون ويوظفون الاعلام المرئي والمسموع وتحديدا الفضائيات المبرّمجة منهجا وتوجها وفكرا على بث كل مايعزز التفرقة والتباعد والتناحر بين المذاهب والاعراق .. اما فيما يتعلق بالخطر الاخر والذي من المحتمل ان يتصدى للثورة اقصد بذلك القوى الرأسمالية ..فهي بالتأكيد سوف لن تلعب دور المتفرج او الواقف على التل يرقب من بعيد تطورات الحدث ..ولكن عزاءنا في مجابهة تلك القوى الغاشمة هو عدم المساس بمصالحها لحين ريثما ينمو ويقوى عود الثورة ..بقي كيف نتلافى او نتجنب الاصطدام مع المحيط الاقليمي سيما من لديهم مصلحة في بقاء الحكومة متربعة على عرش الخراب .. تلك امور بالامكان معالجتها لاحقا عقب الثورة ..علينا ان لا ننسى ان الحكومات المجاورة . مهما كانت قوّتها تخشى وحدة الشعوب او الشعوب الموحدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أهمية معبر رفح لسكان قطاع غزة؟ I الأخبار


.. الالاف من الفلسطينيين يفرون من رفح مع تقدم الجيش الإسرائيلي




.. الشعلة الأولمبية تصل إلى مرسيليا • فرانس 24 / FRANCE 24


.. لماذا علقت واشنطن شحنة ذخائر إلى إسرائيل؟ • فرانس 24




.. الحوثيون يتوعدون بالهجوم على بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة ا