الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى انتفاضة 23 مارس 1965 نعتبر تيار البديل الجذري المغربي استمرارية لكفاحية منظمة -الى الأمام- ولرصيدها النضالي لإنجاز مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية

البديل الجذري

2014 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا نتوقف عند محطات وتضحيات شعبنا؟ لماذا نكرس هذا العرف؟ ألأنه طقس من طقوس "النضال" النمطية والمنسباتية؟ ألحفظ الذاكرة فقط؟ ألكشف الجماجم البشرية التي شيدت عليها ثروات مصاصي دماء العمال وعموم شعبنا وفقط؟... بالفعل، ولأن كل الأيام تضحيات وبطولات ومعارك، فلن نسمح بتلاشي الذاكرة ولن نسكت عن جرائم النظام الدموي اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي وعن الذئاب البشرية وعن طبقات جوعت وشردت أبناء شعبنا من أجل مصالح الامبرياليين وأذنابهم (الكمبرادور والملاكين العقاريين...)، وعن أحزاب وقيادات نقابية خانت وتآمرت عليه في الماضي والحاضر وفي مسار التطور.. والأعمق، القبض على المستقبل، وعلاج مكامن الضعف وتجاوز خيبات الأمل بصنع الانتصار للقضية التي دفع الشعب أرواح وحرية أبنائه ثمنا لها. ومن بين مكامن قوة أي بديل سياسي تتجلى في مدى الاستفادة من التجارب السياسية السابقة وتطويرها، وليس تحنيطها والتباهي بها بعد إفراغها من مضامينها الطبقية.
في هذا السياق، نتوقف عند ذكرى انتفاضة 23 مارس 1965، المحطة البارزة في السجل التاريخي لنضال شعبنا والمليئة بالدروس والعبر، وذات الأثر القوي في توجه وتقدم مسؤولية خيرة ما أفرزته تضحيات الشعب المغربي من مناضلين شرفاء.
فإن كان قرار وزير التعليم بلعباس، الحافز المباشر لاشعال شرارة الانتفاضة، فأسبابها الرئيسية لا يمكن فصلها عن السياق العام لتطور الصراع الطبقي ببلادنا بعد معاهدة الخيانة ب"إيكس-ليبان" التي أفضت الى التقاء قيادة ما يسمى بالحركة الوطنية والقصر والاستعمار حول بناء نظام "الاستعمار الجديد" وانخراط كل حسب دوره في المؤامرة والصراع، لتصفية الرافضين لتسليم السلاح بين صفوف جيش التحرير والمقاومة المسلحة، ولحماية مصالح المستعمر وسلطة الخونة. وسجلات التاريخ تحمل بصمات الوحشية من اغتيالات ومخافر سرية ومقابر جماعية معلومة ومجهولة لمن دفنوا أحياء أو أموات. وبعد تصفية ما تبقى من التنظيمات المسلحة انتقل الهجوم الى الإجهاز على مكتسبات الجماهير الشعبية، لإحكام القبضة على جل خيرات البلاد ومنابعها ورهنها بمصالح الامبريالية.. وكانت الحصيلة بروز أوضاع سياسية واجتماعية واقتصادية خطيرة، فضحت حقيقة "الاستقلال" وحقيقة ورثة نظام الاستعمار.
ومع المساس الذي ألحقه قرار بلعباس بالتعليم، القطاع الذي شكل بريق أمل للكادحين لإنقاذ مستقبل أبنائهم، بحكم طلبات الوظيفة العمومية مع الفراغ الناجم عن انسحاب الأطر الأجنبية، انفجر السخط والغضب من العمق الشعبي في المدينة العمالية الدار البيضاء، وساهم في تأجيجه المنظمات الشبابية "النقابة الوطنية للتلاميذ" و"الاتحاد الوطني لطلبة المغرب". وكان صمود الجماهير الشعبية (شبابا وشيوخا، نساء ورجالا) جوابا كفاحيا وتاريخيا في وجه الأسلحة النارية الفتاكة التي حول بها النظام الملكي المدينة الى وديان من الدماء. وتعرت ادعاءات حزبي "الاتحاد الوطني للقوات الشعبية" و"التحرر والاشتراكية" بالانتماء الى الصف الوطني والتحرري وانكشف عجزها التاريخي عن قيادة وتأطير نضالات الجماهير الشعبية المضطهدة وافتضحت شعاراتها وبرامجها. وتأكد بالملموس للمناضلين الشرفاء الفراغ السياسي القاتل، وأهمية التنظيم السياسي الثوري في مسار ومسيرة الصراع الطبقي.
وإن كان النظام بعد الفتك بالمنتفضين قد أعلن انه سيد الساحة السياسية بدون منازع ولا يقبل بغير السلطة المطلقة وفي أحسن الأحوال بمؤسسات شكلية لمسرحياته يسمح فيها للكراكيز السياسية للعب أدوار الكومبارس، فإن المناضلين الثوريين لم يكن أمامهم أي خيار سوى بناء التنظيم تحت نيرانه وفي وجه أساليبه الجهنمية، كضرورة موضوعية وتاريخية لا محيد عنها، احتضنها وتفاعل معها مناضلو الحركات الشبابية التقدمية مثل الحركة الطلابية والحركة التلاميذية. وكانت النتيجة هي ميلاد الحركة الماركسية اللينينية المغربية، وخصوصا منظمة "الى الأمام" التي تفاعل مع تصوراتها وتضحياتها أجيال عديدة من أبناء شعبنا. ونعتبر تيار البديل الجذري المغربي استمرارية لكفاحيتها ولرصيدها النضالي لانجاز مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية.
وها نحن الآن على مسافة سنة عن نصف قرن من الانتفاضة التي خصبت الأرضية لولادة المشروع الثوري، والتي من خلالها قدمت تضحيات على عدة مستويات وميادين، وأسماء الشهداء وسجون النظام والانتفاضات شاهدة على ذلك. والمهمات التاريخية وفي مقدمتها مهمة بناء التنظيم الثوري الأكثر وضوحا في الساحة السياسية والنضالية، لا زالت تحظى بالإهمال واللامسؤولية. وأي محاولة في هذا الاتجاه تقاوم بالتشويش والطعن من الخلف..
وكذلك، وعلى نفس المسافة، لا زالت مكتسبات أبناء شعبنا في التعليم هدفا لمخططات النظام لتدميرها والإجهاز عليها وإفراغ القطاع من أي مضمون علمي وتحويله الى آلة للعطالة والأيادي الرخيصة في سوق الشغل، والى شعارات في الرفوف وفي حملات الدعاية السياسية الرخيصة للأحزاب الرجعية والإصلاحية ومرتزقتها. وتبقى الحركة الطلابية والحركة التلاميذية عاريتين لوحدهما وجها لوجه مع النظام وفي صراع غير متكافئ نيابة عن الشعب بكل قواه من اجل تعليم شعبي ديمقراطي علماني موحد. وقد صنعت الحركتان أروع صور البطولة والصمود والتحدي، وقدمتا أمثلة ساطعة عن مدى قدرة قوة صغيرة على أن تلهب الشعب وحركاته المناضلة، وأثبتتا أنهما على الطريق الشاق والصعب الذي سالت من اجله دماء من قاتلوا ببسالة في 23 مارس 1965، وأنهما لن يسمحا بالارتزاق والمساومة بتضحياتهما وتوظيفها في المهرجانات المنسباتية والدعائية..
تيار البديل الجذري المغربي
C.A.RA.M








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب