الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
دم الدمى والدم بالدم
بركات العيسى
2014 / 3 / 24اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
دم الدمى والدم بالدم
بات الحديث عن مقتل الشهيد المغدور محمد البديوي لسان حال طائفي أتخذ منه رئيس وزراء العراق نوري المالكي فرصة وبصريح العبارة والعلن للنيل من خصومه في الإنتخابات المزمع إجرائها في نهاية شهر نيسان القادم ، والحديث عن تصريحه الطائفي ومقولته الطائفية " الدم بالدم " باتت الأشهر في أيامنا هذه، بإسلوب عشائري لا يخلو من همجية الخطاب ، خاصة والمشاكل بين بغداد والإقليم في ذروتها .
المالكي لم يحرض الرأي العام العربي والعراقي على الكورد فحسب ، على الرغم من أن ذلك التحريض فتح جبهة جديدة في العراق بين الكورد والعرب على مستوى الشعبي ، إلا أنه كسح القضاء العراقي ودستوره أيضا بأسر الضابط الذي قتل محمد بديوي من جهة ، والطوق الأمني الذي فرضه على فوج حماية الرئاسة من جهة أخرى .
ليس من البديهي الحديث عن هادي المهدي ومدرب كربلاء ، والطفل عبدالرحمن خالد الذي قُتل على أيدي جنود من مكافحة الإرهاب العراقية لانها من الأوراق التي سُحلت لسان حال بعض القومجيين الهمجيين في بغداد . البديهي هو الحديث عن الشارع الذي تحوّل الى ضدين مع خطاب المالكي وجمع العراقيين العرب على مائدة واحدة ، سنة وشيعة ضد الكورد مصطلحا وشعبا بعيدا عن ذكر الشهيد محمد البديوي واستشهاده بالطريقة تلك ، وكأنما أرادوا أن يقولوا للكورد جملة وتفصيلا " كنتم أهلا للأنفلة " .
الطائفية في قضية الشهيد محمد البديوي لم تأخذ مخزى طائفي في المؤسسات العسكرية والحكومية العراقية فحسب ، بل تحولت الى ثقافة مؤسسات بالجملة ، والأكثر خطورة أن ياتي الحديث عن عضو في مرصد الحريات الصحفية في بغداد ونشره على صفحته الخاصة في الموقع الإجتماعي الفيسبوك وقوله " لابد من ثورة لسحل الأكراد في بغداد " .
ومن هنا بالإمكان تناول مدى همجية من يديرون تلك المؤسسات وخطورة إسلوبهم على بناء الإنسان في العراق .
ذلك الإنسان الذي تحوّل من ثقافة البناء والعمران الى إنسان السلاح ، وإنسان القتل ، وإنسان المذهب .
بدلا من إنسان العراق وصراعه طويل الأمد مع الإرهاب وصانعه الدخيلين والداخلين .
الإنسان هنا في العراق يبدو أنه تحوّل الى إنسان للسلطات وما أكثرها ، بدلا من روح الإنسانية التي باتت تخرج شيئا فشيئا من تلك الأشلاء المرمية رمية المغدورين في الأنبار ، والقصد هنا الشعب ، أو الدمى التي يتلاعب بها سياسيو العراق بالعقل الطفولي ذاته !.
الغريب جدا في قضية قتل صحفي أن يجتمع السنة والشيعة في بغداد على وليمة الكورد ، في وقت طزطز الجميع 480 صحافي عراقي لقوا حتفهم بأيدي مجموعات مسلحة من عناصر الأمن والإرهابيين ! ؛
ذلك ما دفع الكورد على المستوى الشعبي بمطالب الحفاظ على حياة الضابط في فوج حماية الرئيس الذي قتل محمد البديوي ، كردة فعل على الموقف الشعبي في بغداد ؛
والتهور الإعلامي العربي في بغداد لم يكن أقل خطورة من خطاب المالكي بتسميتهم " الضابط الكوردي " ، وكأنهم أرادوا أن ينقلوا ما أراده المالكي بالمعنى ذاته .
إلا أن التهدئة من الجانب الكوردي وعلى لسان وزير البيشمركة جبار ياور جاءت في الوقت المناسب كما التهدئة من نيجيرفان بارزاني في ملف النفط والميزانية ، وهذه ليست المرة الأولى التي يتنازل فيها الكورد لحكومة بغداد ليس تخوفا من التصعيد ، بقدر الحفاظ على مرحلة التحول الديموقراطي في إقليم كوردستان .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - ردود افعال انفعالية
علي ماضي
(
2014 / 3 / 26 - 09:37
)
ان تصريحات دولة رئيس الوزراء الانفعالية عبرت عن مدى تشبع عقله اللاواعي بالعنف ومبادئ القبلية التي تدعوا الى حرق الاخضر واليابس دون تروي
كما انها عبرت عن عدم وقفه على مسافة واحدة من جميع شرائح واثنيات وقوميات المجتمع العراقي
كما انها عبرت عن عدم قدرته على اتخاذ القرارات المناسبة تحت اجهاد الازمة
وان كان المراد من تصريحاته دعاية انتخابية فتلك طامة كبرى لان ذلك يكشف عن شخصية تؤمن بمقولة انا والطوفان من بعدي
.. حزب الله يكبد الجيش الإسرائيلي أكبر خسائر بشرية في هجوم واحد
.. إسرائيل تحسم قرارها بشأن الرد على إيران.. وطهران تستعد بـ10
.. هجوم مزدوج لحزب الله.. هل أصبحت مسيرات حزب الله تشكل عبئا عل
.. جيش الاحتلال يرتكب العديد من المجازر باستهداف مدارس وخيم تؤو
.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين: على نتنياهو طلب المغفرة بعدما