الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشت و رأيت...-شامية-!

مصطفى يونس

2014 / 3 / 24
الادب والفن


يتسرب في شارعنا الصغير الخبر..بيت "عبد الهادي السنوسي" المغلق بيع لأناس جدد و تتوارد الأخبار حول الجيران المنتظرين..كانوا يعيشون في "عزبة أبو ريحان" رب الأسرة يعمل سائقا على سيارة مملوكة له و له ولد و بنت في بداية الشباب و لكن تدور الأساطير حول الأم فتترامى الأخبار حول سطوتها في محيط الأسرة و مشاكل كبيرة و معارك اسطورية بينها و بين جيرانها في العزبة..
تنتقل الأسرة إلى المنزل الجديد ذات صباح و ما هي الا أيام حتى تقرر النسوة في شارعنا اختبار حقيقة ما روي عن "شامية". و سرعان ما تتهاوى الاسطورة مع أول احتكاك لها مع "عليا " زوجة "محمد جحا" غفير مكتب البريد بسبب ماء الغسيل حيث جرجرتها المذكورة من شعرا ماسحة يها أرض الشارع.
و تناسى أهل شارعنا أمر الأسرة الجديدة لبعض الوقت حتى حان فصل الدراسة و بدأت الأقاصيص تنسج حول "مريم" ابنة "شامية"..و تناثرت أحاديث حول لقاءات عند مدرسة التجارة و فضيحة في قلب المقابر ،غير أن تلك الروايات لم تلق صدى واسعا ،فسرعان ما خطبت البنت لواحد من الأقارب في محافظة أخرى و تم الزواج سريعا و سافرت البنت إلى حيث عائلة زوجها.
في الوقت التي كانت "شامية" تنتقل في شارعنا من بيت إلى آخر راوية الاساطير حول غنى زوج ابنتها و الفاكهة التي تملأ الثلاجة بشكل يومي و طواجن لا أول لها من آخر و معرضين كبيرين للملابس المستوردة غير أن كل ذلك تبين كذبه مع أول زيارة قام بها بعض الأقارب للعروس في بيتها الجديد..
توفي الاب بعد فترة نتيجة مرض ألم به تاركا البيت لزوجته و ابنه الوحيد "ربيع".برغم وسامته لم يتزوج و لم يكن على علاقة بأي من الجيران..يدخل من الشارع و يدخل في صمت و ثقة و لكن هو الآخر لم يعدم أن تروى القصص حول مغامراته النسائية و ليالي سكره في حانات القاهرة بين حين و آخر و برغم ما ترويه أمه عن عقله و أخلاقه غير أن الفتى لم ينجز على وجه الدنيا أثرا يذكر..حتى الخطوبة التي عقدها لاحدى فتيات الشارع سرعان ما ألغيت بسبب غموض امكانيات الخطيب و عمله و افتخار والدته بما هو ليس موجودا على أرض الواقع..
لم يزل ربيع يغيب عن الشارع ويأتي على فترات فلا يشعر به أحد قادما أو راحلا الا بالصدفة أما "شامية" فلم تزل تنتقل من بيت الى آخر في محاولة للهروب من وحدتها راوية الاساطير حول عيشة مترغة تنعم بها ابنتها و انجازات و أعمال افتتحها ولدها..لكن أحدا لم يستفسر أبدا عن صوت النشيج الذي يسمعه أهل الشارع من الحجرة المطلة على الشارع في بيتها ما بين ليلة و أخرى..لعل أهل شارعنا ينسون أو يتناسون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من


.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري




.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب


.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس




.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد