الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوبيا العسكريين

شريف عشري

2014 / 3 / 25
السياسة والعلاقات الدولية


انتشرت في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك بين الناس البسطاء على ارض الواقع ظاهرة -غريبة عن الشعب المصري - مفادها الخوف من الجيش أو من رئيس قادم من خلفية عسكرية ..ولعل الإخوان والجماعات الإرهابية هم من وراء الترويج لانتشار هذه الظاهرة والأسباب معروفة مقدما خصوصا أن لهم سابق خبرة في الترويج لشعار " يسقط يسقط حكم العسكر " .
والحقيقة أن واقع الشعب المصري يصرخ قائلا :" أنه يوجد فرق بين الجيش والشعب" ..لأننا لو دققنا النظر لوجدنا أنه لا يوجد منزل فى مصر يخلو من مجند أو ضابط جيش بما يدعو بالقول : " أننا جيش خلق له شعب وليس شعب يمتلك جيش" ...فلو نظرنا لتاريخ مصر على امتداده منذ أيام الفراعنة وحتى تاريخه لوصلنا لتلك الحقيقة !! ينبغي أن يعلم الجميع أن البلد الآن -في تلك المرحلة الصعبة - لا يمكن أن تستوعب مزيد من الفوضى لأن الفوضى التي كنا جميعا نظنها فوضى خلاقة بدت بالفعل وكأنها فوضى هدامة ...نحن جميعا فى حاجة ماسة لهدنة نعيد فيها حساباتنا ونلتقط أنفاسنا ونرسى أولي دعائم البناء خصوصا ونحن بصدد اقتصاد يتآكل بمرور الزمن ... إذن ينبغي تدارك هذا الوضع المؤسف بإصلاح الاقتصاد وعلاج القصور فى جميع المراحل السابقة ومنح الاستثمار والإنتاج دفعة قوية في الاتجاه الصحيح ، وهذا لن يتأتى لمصر دونما أن يكون هناك أسلوب للإدارة قائم على رؤية سديدة وأوامر راشدة وتنفيذ فوري لتلك الأوامر ...والحق يقال أن هذا الأسلوب لن تجده إلا في المؤسسة العسكرية ..لذلك يمكن القول بأن أسلوب إدارة الجيش –بالحقيقة - هو الأكفأ والأمثل لإدارة مصر فى لتلك المرحلة الحرجة . ووجب التنبيه على أن كون البلد خاضعة لرئيس من خلفية عسكرية لا يعنى بالضرورة وقف الاحتجاجات وقمع الناس ..فهذا الإدعاء محض افتراء ومعروف من ورائه .. إنما القول الأدق أننا جميعا نبتغي وقف الفوضى فهناك فرق بين الفوضى والاحتجاج .. الفوضى هدفها هدم الدولة أما الاحتجاج فهو تعبير عن الرأي خصوصا لو كان هذا الرأي مستندا الى مطالب مشروعة ! إذن الاحتجاجات مازالت قائمة لكن ينبغي أن توضع في إطارها الشرعي والقانوني من خلال أحزاب سياسية منظمة ومن خلال قنوات الرأي العام ..ومن خلال المدونات ...لكن خروج للشارع ونشر للفوضى وتكسير وتفجير هذا الأمر مرفوض تماما من قبل قطاعات الشعب قبل رفضه من السلطة القادمة . وقد أثبتت التجربة أن هناك العديد والعديد من الرؤساء ذوى الخلفية العسكرية ومع ذلك ليس كلهم فاشلون إنما هناك نماذج ناجحة وناجحة جدا ... من أول مينا موحد القطرين وأحمس وغيرهم في عصور الفراعنة مرورا بقطز وبيبرس و طومان باي فى عصر المماليك ثم بمحمد على باشا الكبير ( وكان جندي ألباني !!) ثم جمال عبد الناصر وأنور السادات.. وبالتأكيد كل حقبة لها مميزاتها وعليها مآخذها وعيوبها .. لكن بلا شك كل فترة حفرت فى تاريخ مصر ولا يمكن إسقاطها أو إغفالها !! وتجدر الإشارة إلى معظم رؤساء الدول المتقدمة كانوا من خلفيات عسكرية وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل وروسيا وفرنسا وكوريا والعديد من دول أوربا الغربية ...الخ ولاسيما أن البعض من تلك الدول تتبني النظام الديمقراطي في الحكم إلا انه لا يضيرها أن يأتي إليها رئيس من خلفية عسكرية ..فالعبرة بفريق العمل وبالرؤية المطروحة والخطط المرسومة ومدى تنفيذ تلك الخطط وليست العبرة بخلفية الرئيس ... العبرة بقدرة الرئيس على قيادة وإدارة مؤسسات الدولة وليست العبرة بالكاريزما السياسية للرئيس ...فقد انتهى عصر الكاريزما السياسية فى مصر بوفاة الزعيم جمال عبد الناصر .. لكل ما سبق نقول أن الرئيس حال قيادته يخضع لمعايير كثيرة في اتخاذ قرارات إدارة الدولة بمؤسساتها وأبرز تلك المعايير الرقابة من الشعب نفسه وأعتقد ان انتفاضة 25 يناير وثورة التصحيح فى 30/6 قد أدخلتا الشعب في المعادلة السياسية كرقيب على رئيس الجمهورية والجهاز الوزاري بالدولة .
وجملة القول : أننا لو نظرنا للشعب والجيش في مصر لتلمسنا علاقة ارتباط حتمي أشبه بعلاقة زواج مسيحي لا تبطل سوي بالموت لأي طرف من الطرفين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم