الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-نماذج من الشعر الرومانسي- في كتاب -شعراء فرنسيون من القرن التاسع عشر - للكاتبة المغربية سعاد التوزاني

نجية جنة

2014 / 3 / 25
الادب والفن


شعراء فرنسيون من القرن التاسع عشر، عنوان لكتاب يضم مختارات شعرية وسير ذاتية لثلة من فطاحلة الأدب الفرنسي، قامت بإعداده وترجمته الأستاذ سعاد التوزاني، صدر عن منشورات ومضة سنة 2012، وأنت تتصفحه تلاقي ألفونس لامارتين، فيكتور هيجو، ماريولين ديبور فالمور، فرانسوا كوي، ألفريد دوفينيي، شارل بودلير، كاتول منديس، شارل كروس، ستيفان مالارمي ثم ألبير سامان ، اختيار الكاتبة ليس جزافا ، وإنما ينم ذلك على اطلاعها الواسع للغة الفرنسية وآدابها، فلكي تترجم لهؤلاء العمالقة وتقرأ لهم وتبحث عن سيرهم ، حتما سيتطلب ذلك جهدا كبيرا ومقدرة عليا في كلتا اللغتين ، لتهدي القارئ باقة رائعة ومتنوعة من الأدب الفرنسي ، خصوصا إذا كانت الفترة التي تجمع هؤلاء الأدباء هي فترة ما بعد الثورة الفرنسية التي أسهمت في تطور الأفكار وتحررها من قيود الكلاسيكية والعقلانية التي سادت في القرون الوسطى ، وأفرزت ما يسمى بالمذهب الرومانسي الذي ينتمي له أغلب هؤلاء الأدباء.1

وبما أني لا أتوفر على النصوص الأصلية بالفرنسية فلن أستطيع الجزم بأن الكاتبة قد تقيدت بحرفية النص أم تصرفت فيه حسب فهمها له كما يقول الأستاذ الناقد حسام الدين مصطفى " ما يميز ناقد الترجمة عن ناقد الأدب هو اشتراط أن يكون ناقد الترجمة ملم بثقافتي لغتي النص والهدف ، ومتمكن من لغتيهما ، إذ يتوجب عليه التنقل ما بين النص المترجم والنص الأصلي ليقارن بين النصين ، ويقف على جودة النقل ويوازن للقراءات المختلفة للنص المصدر "2 لهذا فقراءتي للنصوص زاوجتها بقراءة السير الذاتية المرفقة التي عرفتنا على ظروف الكتاب الاجتماعية والنفسية ، الشيء الذي سيقربنا من مغزى القصائد ودلالة رموزها ، ومن خلال ذلك تكون المترجمة قد تمكنت من نقل المعاني إلى لغة الهدف بأمانة ودقة رغم أنه لا يمكن ذلك بتاتا ، نظرا لإساءة فهم التعابير الاصطلاحية والمجازية في بعض الأحيان ، لهذا فقد قدمت الأستاذة التوزاني نفسها على ظهر الغلاف كمعدة ومترجمة في نفس الآن وهذا يحسب ذكاء في حقها ،
بحيث يمكن للقارئ أن يلحظ أن النصوص الشعرية جاءت كاملة كما يبدو بل موسعة وواضحة ، وكأن المترجمة شرحتها وقرأتها بطريقتها كما فهمتها من سياق النص الأصلي حسب دراستها لها.
ففي قصيدة النهر لألفونسو لا مارتين ، نجد الشاعر يتماهى مع وقع الزمن ، يتوحد مع الطبيعة ويلبسها معاني تجسيدية ، وبنبرته الحزينة شأن الشعراء الرومانسيين، يحكي عن واقع خيبته ومآسي حياته العاطفية يقول في الصفحة 13 و 14 :

فلتقل أيها الكل
ريح تتأوه، وقصب يتنهد
وعطور خفيفة في جوك المضمخ
وكل ما نسمع ونرى ونتنفس
فليقل الكل
لقد عشقا.

أما فيكتور هوجو فهو يصف البحر ويتساءل تحت ضوء القمر ليرثي ابنته التي ماتت غرقا ، وهي التيمة الأكثر تأثيرا على قصائده ، فالحزن والخيبة والأسى واندماج الشاعر مع الظواهر الطبيعية من مميزات المذهب الرومانسي يقول في قصيدته ضوء القمرالصفحة 23:
من يهيج الأمواج قرب سرايا الحريم
لا هو الطائر الأسود على الموج يتهدهد
لا أحجار السور، لا إيقاع سفينة ثقيلة تزحف
بمجاديفها فوق الماء

هي أكياس ، وازنة، ينبعث منها الشهيق
نرى، ونحن نستقصي اليم الذي يطوف بها
يندفع لجوانبها كشكل بشري
كان القمر ساكنا، يلعب فوق الأمواج...

إن الكاتبة توفقت في تقديم وتعريف ثلة من الأدباء الفرنسيين ، وتمكنت من ترجمة نصوصهم فجاء أسلوبها سهلا ، لا تعقيد فيه ولا ركاكة ، تنتقل من سطر إلى سطر بكل خفة وسلاسة ، وتوصل مضمون القصيدة بكل وضوح. ناهيك عن أن الكتاب يعتبر مرجعا وازنا للتعريف بفترة معينة من الأدب الفرنسي ومميزاته .

الهوامش:
1-الموسوعة الحرة " ويكيبيديا "
2-في نقد الترجمة للناقد حسام الدين مصطفى ، عن مجلة ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
3-كتاب شعراء فرنسيون من القرن التاسع عشر ، من إعداد وتقديم الأستاذة المغربية سعاد التوزاني ص :13-14-23











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري