الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


1 – قرية الحرس المصريه والبحث عن حل (1)

احمد الأسوانى

2014 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


قبل ان نتحدث عن هذه القريه يجب ان نصف حال مصر كلها فى هذا الوقت فى كلمات سريعه موجزه فنحن نتحدث عن القرن التاسع الميلادى فى عهد هارون الرشيد الخليفه العباسى الخامس وكان الأسلام قد دخل مصر منذ اكثر من 160 سنه وقد جرت احداث جسام عند دخول العرب بقيادة عمروبن العاص وخلال حكمه وحكم خلفائه من الولاه الأمويين على عرش مصر ولن نتحدث عما جرى عند دخولهم مصر ولاماجرى فى تجوالهم لمصرالا مايتصل بموضوعنا فهذا له وقت آخر ولكن لم يكن المصريون استثناءا من القاعده التى وضعها العرب عند غزوهم لأى بلد وهو ان يكون المستوطنون العرب على قمة الهرم الأجتماعى فى البلد وقاعدة الهرم هى العبيد يعلوهم الذميون وهم اهل البلد وسكانها الأصليون وهو ماتجده متكررا فى كل الدول التى غزوها مصرواسبانيا وبلاد المغرب وبلاد الشام وفارس وغيرها وكانت العلاقه متوتره وليست سمنا على عسل كما كنا نقرأفى الكتب المدرسيه فقد كانت هناك اموال كثيره يتم جبايتها من المصريين القبط تحت مسميات عده مثل الجزيه والخراج وكانت الأديره والرهبان معفاه من ذلك منذ العهد البيزنطى وحافظ العرب على ذلك التقليد بعد دخولهم مصر الى ان لاحظوا ان كثيرا من الأقباط دخلوا فى سلك الرهبنه واعتقدوا انهم يلجأون الى ذلك هربا من الجزيه وقد يكون هذا صحيحا مع البعض لكن بالطبع ليس مع الكل كما لاحظوا ان الأديره لهانشاط اقتصادى يدر عليها اموال ضخمه لذلك فى عهد والى مصر الأموى عبد العزيز ابن مروان( اخو الخليفه وقتها عبد الملك ابن مروان ووالد الخليفه فيمابعد الشهيرعمر بن عبد العزيزالمولود بمصر )الذى اعاد فرض الجزيه والخراج على الرهبان والأديره وكان العقاب غليظا وشديدا على من يتهرب من دفع ماعليه لذلك تزايدت بعدها رغبة الكثيرين فى الدخول الى الأسلام وهو ماذكره يوحنا النيقوسى وساويرس ابن المقفع من الأقباط فى كتبهم وماذكره ايضا المقريزى المسلم واعتقدوا وقتها انها وسيله للصمود فى الحياه ولكن بقيت الغالبيه على دينها الأصلى وقاومت بمقاومه سلبيه ضد العرب كانت هى الهروب من مكان لمكان وهجر اراضيهم الزراعيه خاصة فى عهد والى ملعون اسمه قره ابن شريك كان قاسى القلب جبارا دفع اسرا كامله لهجر اراضيهم وانشأ قوه مسلحه لأعادة الهاربين بعد مطاردتهم وتم عمل سجلات للأهالى بها محلات اقامتهم والزامهم بحملها عند التنقل للحد من حركة الهروب اما الذين اسلموا هربا من الجزيه والخراج واعتقدوا انهم سيكونون على قدم المساواه مع العرب وجدوا انفسهم امام حائط مسدود فقد كانت السياسه الأمويه تضع العرب كجنس نقى فوق باقى الأجناس حتى لو اسلموا وافضل ماسمحوا به للأجناس الأخرى هى ان ينتسبوا للقبائل العربيه فى صوره من التبعيه تعرف بأسم (الولاء) وهو اتباع لما كان يحدث حتى فى عهد الرسول والخلفاء الراشدين حيث نسمع عن سالم مولى بنى كذا وفلان مولى كذا وهم صحابه اجلاء لكن لأنهم ليسوا عربا فهم موالى مثل سلمان الفارسى وسالم وبلال وغيرهم وذلك بعد اسلامهم ولذلك نجد ان اهل العلم واللغه خلال تاريخ الأسلام غالبيتهم من الموالى من سيبويه والخوارزمى وابن سينا والغزالى والفارابى وطارق ابن زياد وكثيرين غيرهم كلهم من الموالى ولكن كان افظع مافعله الأمويون وتفردوا به هوابقاء الجزيه على غير العرب حتى لو اسلموا حرصا على موارد الدوله ولم يتم منعها الا سنتين مدة حكم الخليفه عمربن عبد العزيزوعادت بعد قتله وحتى الأرض التى يمتلكها المصرى الذى اسلم تظل كافره بعد اسلامه ويؤدى نفس الخراج عنها عكس العربى الذى يدفع اقل بكثير وبالمناسبه ظل نظام الخراج هذا سائدا على ارض مصر فى ظل كافة العصور الى عصر محمدعلى الذى الغى كل ذلك ووضع قواعد جديده وهكذا لم يحقق دخول الأسلام وضعا طبقيا افضل للموالى فلاهم دخلوا الطبقه العربيه الحاكمه ولاهم بقوا فى طبقتهم التى ورثوا وجودهم فيها بل اصبحوا طبقه جديده قلقه فى المجتمع اشعلت كثيرا من الثورات فى مصر ولكن قبل الثورات كانت هناك محاوله وطريقة اخرى فريده لحل هذه المشكله وهو موضوع حكايتنا عن قرية الحرس المصريه
قرية الحرس هى من قرى الأقليم الذى تشغله محافظة الشرقيه حاليا وكباقى القرى دخل عدد من اهلها فى الأسلام خلال هذه الفتره وتوالدت اجيال منهم ولكن هذه القريه تميزت بظهور عديد من المتميزين من بين ابنائها منهم فقهاء كباروروراة احاديث وتلاميذ لمشايخ كبار وكان منهم احد ابطال قصتنا وهوالمصرى زكريا بن يحيى بن صالح وكان عميد جمعية اهل الحرس فى العاصمه المصريه الفسطاط حيث كان يقيم هؤلاء الفقهاء والعلماء ويشكلون جمعيه بأسم اهل قريتهم (وهو نظام مازال موجودا لليوم)وكان زكريا يعمل كاتبا لقاضى قضاة مصر وقتها عبد الرحمن بن عبدالله العمرى (يطلق لقب العمرى على احفاد عمر بن الخطاب) ووقتها كان هذا المنصب مثل وزير العدل حاليا وكان زكريا يسمى كاتب العمرى اى بلغة عصرنا مساعدا لوزيرالعدل ووقتها كانت جمعية اهل الحرس تمارس نشاطا علميا وثقافيا راقيا جعل لهم شهرة ونجاح مشهود فى الفسطاط مما اثار حفيظة العرب الذين كانوا اهل السلطه وقتها من صعود هؤلاء المثقفين والعلماء المصريين لذلك اخذوا يتحرشون بأهل الحرس وينكرون عليهم حقهم فى التفوق الطبيعى لأنهم ليسوا عربا لكنهم اقباط ينتمون الى الجنس الأقل حتى ولو ولدوا مسلمين وكان يتزعم هذا التحرش 3 من ابرز الشخصيات العربيه وينتمون الى اكبر القبائل العربيه المقيمه بمصر وهم المؤرخ ابوالدهمج وراوى الحكايات بجامع عمرو ابو رحب الخلانى والثالث هو قائد عسكرى اسمه هاشم التجيبى وكانوا الثلاثه يتعمدون ايذاء مشاعر نوابغ اهل الحرس فى العاصمه وخاصة زكريا بن يحيى الذى كان اكثر ثراء وعلما وسلطه من هؤلاء الثلاثه العرب ولم يستطع اهل الحرس الصبر على هذا الأيذاء وتحريض الشعراء عليهم من جانب هؤلاء العرب وكان لابد من اتخاذ اجراء مضاد يحل هذه المشكله فلجأوا الى كبيرهم وعميدهم زكريا وتناقشوا معه فى حل والذى يبدو انه كان قد فكر فيه طويلا وعرض عليهم اعجب حل يمكن ان يخطر بالبال ويعتبر مستحيلا لكنه اكد لهم انه يملك الخطوات لتحقيق هذا المستحيل
فما هو هذا الحل وهل سينفعهم فعلا ام سيرتد عليهم بعدها
هذا ماسنقرأه فى الجزء القادم ان شاء الله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على السباق ذاتي القيادة الأول في العالم في أبوظبي | #سك


.. لحظة قصف الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال قطاع غزة




.. نائب رئيس حركة حماس في غزة: تسلمنا رد إسرائيل الرسمي على موق


.. لحظة اغتيال البلوغر العراقية أم فهد وسط بغداد من قبل مسلح عل




.. لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب