الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع على المستوى الإيديولوجي

قوقل القاعدي

2014 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


يعتبر الصراع على المستوى الإيديولوجي ما بين الجماهير الشعبية من جهة و نقيضها الطبقي النظام القائم من الجهة الأخرى، ذو أهمية بالغة، حيث تتعدد أوجهه لكن يبقى ذو مضمون واحد هو التدجين و سيادة الإستلاب و الإغتراب، عبر المناهج التعليمية و الإعلام، و عن طريق تسخير الجمعيات و الأحزاب و البيروقراطيات النقابية، و الثقافة السائدة في أوساط الشعبية، باعتبارها لا تعبر عن طموخات الطبقات الشعبيىة في التحرر و الانعتاق نت تير الاضطهاد و الاستغلال الطبقيين، و يبقى الهدف الرئيسي هو تمويه حثيثة الصراع، بما هو صراع طبقي بين من يملك و من لا يملك، بين مستغِل و مستغَل، بين الطبقات الشعبية و التحالف الطبقي المسيطر، و إعطاء الصراع تلك الصبغة على أنه صراع بين مفسد و صالح، بين مؤمن و كافر، بين عربي و أمازيغي، أو حتى بين أبيض و أسود، و قس على ذلك، حيث يصبح تقسيم المجتمع عموديا، عوض التقسيم العلمي الذي يقسم المجتمع بشكل أفقي، مما يصبح معه التصنيف الطبقي غير واضح، فتضيع إمكانية فهم الواقع و طبيعة الضراع الدائرة رخاه في قلب هذا الواقع، و استقراء معطياته و تحليلها تحليلا علميا، و إعطاء إجابات علمية تمكن من تغيير الواقع الموضوعي و الوصول إلى البديل المنشود، البديل الذي تنتفي فيه كل أشكال الاستغلال و الاضطهاد، و ينتفي فيه كذلك التناقض بين من يملك و من لا يملكك.
-دور الإعلام في تزييف الحقائق:
قد يعتقد البعض بتعدد المنابر الإعلامية و خاصة المكتوية، التي تدعي الإستقلالية و الموضوعية في تقصي الحقائق و الوقائع، أن هناك حرية الصحافة و حرية التعبير، لكن المتتبع للوضع لا يجد اختلافا بين كل هذه المنابر التي لا تكف عن تزوير الحقائق و الدعاية لسياسات النظظام القائم و الدفاع عنها، و لا تتردد في التلفيق، حتى لو وجدت بعض المقالات التي تتكلم عن وقائع معينة تعمل جاهدة على عزلها عن الياق العام الذي أنتجها، من قبيل الانتفاضات الشعبية و اعتصامات المضربين سواء عمال، فلاحين ، طلبة أو تلاميذ، كما التطرق إلى خروج مسيرات و مظاهرات هنا و هناك، فلا تعدوا مجرد خلق متنفس لأزمة النظام و وضع مساحيق تجميلية لوجهه البشع و الإجرامي، فلا تجدها تتكلم عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى حدث معين و تحليل الواقع الإقتصادي و الإجتماعي لهذه الفئة المنتفضة أو تلك، و البحث في مسبباتها، بل تعمد طمس الحقائق و اعتبار أن كل مما يجري ما هو إلا مجرد حدث عابر أو تعبير عن سخط لحظي و رفض لقرارات حكومية، و كأن هذه القرارات ما هي اجتهادات فردية و انفرادية لشخص ما أو وزير ما، و في أحسن الحالات يعتبرونها شططا في استعمال السلطة، أما المسؤولون الحقيقيون عن هذه المخططات السياسية فيبقون بعيدين كل اليعد عن دائرة و سهام النقد و المحاسبة.
أما ما يخص التقارير و المواد الأدبية الصادرة عن المؤسسات الرسمية للنظام القائم بالمغرب، فلا تخلوا من كونها لا تعبر إلا عن رغبات أصحابها في دعم مواقعهم و تثبيتها، و بذلك يتم حرمان المهتمين بالشأن السياسي من أهم المعطيات التي تساعدهم على فهم واقع الحركة العامة، أو الحركة الخاصة بكل قطاع على حدى، فعدم الإفصاح هذا ينم عن أزمة حقيقية يتخبط فيها النظام، فلا حول له و لا قوة اللهم بإخفاءها-أي الأزمة- بتضخيم المعطيات و الإحصاءات كالمتعلقة مثلا بنسبة النمو...و بالمقابل تخفيض و تقليص الأرقام و الإحصاءات المتعلقة بعجز الميزان التجاري و نسبة التضخم و نسبة البطالة...كل هذا مرفوق بخطاب ديماغوجي تفتح في وجهه كل المنابر الإعلامية المكتوبة و المسموعة و المرئية أمام جهابذة النظام في البلطجة للدفاع عن سياسات النظام الطبقية، و اعتماد خطاب شعبوي حد الابتذال حتى يتم صرف الرأي العام عن جوهر الإشكالات، و طبقية المخططات المنتهجة، و التمسك بمقاطع أو مسلكيات بعينها لهؤلاء الجهابذة البلطجية. أي تضبيب الرؤية و توجبه الرأي العام نحو ما هو شكلي جانبي لا يمت بصلة لواقع الأزمة و الإنحطاط السياسيين للنظام القائم.
ناهيك عن تخصيص حصة زمنية لا بأس بها خلال كل نشرة أخبار تبثها إحدى قنوات النظام لما يسمونه " أنشطة ملكية" لزيادة شعبية الديكتاتور، و تلميع صورته لدى عموم الجماهير الشعبية المجهلة عنوة و الغارقة في ثقافة رجعية، ثقافة الخرافة و الشعوذة، بمنظور لا علمي لسيرورة الواقع، و تخلف الفئات المثقفة في فضح و مواجهة هذه السياسات و الحرب الإعلامية التي يشنها النظام الكمبرادوري التبعي، على كل فكر حر و علمي خاصة الفكر الماركسي اللينيني، و محاولة محاصرته في مواقع معينة، و تشويه صورة المناضلين لى القاعدة المادية و الأساس الموضوعي لتحويل النظرية إلى قوة مادية.
لكن المواجهة الحقيقية و القادرة على صد الهجمات لن تتأتى إلا بفعل واع و منظم، بخطط سليمة لتوسيع القاعدة المادية المستقبلة لذات الإيديولوجية الماركسية اللينينية حتى يتمكن تحويلها من منظومة فكرية تدرس الواقع بنظرة علمية نقدية، إلى قوة مادية مبادرة و قادرة على انتاج فعل التغيير في الواقع الموضوعي.
-المناهج التعليمية و صناعة الجهل:
يعتبر التعليم من أهم المجالات التي يتلقى فيها أبناء الطبقات الشعبية المواد الأساسية في تلقين و تعلم العلوم الحقة أو العلوم الاجتماعية و الاقتصادية و الانسانية، لكن بجعل التعليم تعليما طبقيا حكرا على أبناء الطبقات المسيطرة لا يتبقى لأبناء الكداح و المقهورين غير الفتات، من أجل سد الخصاص في اليد العاملة خدمة للرساميل الأجنبية، و بهذا يصبح التعليم مدخلا لتدجين أبناء المفقرين و المهمشين و تجهيلهم، عبر سن مجموعة من القوانين التي تحرمهم من متابعة دراستهم، و الهدف من هذه المخططات السياسية الطبقية اقصاء أكبر عدد ممكن في أفق الإجهاز الكامل على الحق في التعليم المجاني نحو الخوصصة الشاملة.
و يلجأ النظام إلى ضرب محتوى و مضمون المقررات الدراسية و اعتماد مناهج بعيدة كل البعد عن واقع الفقر و التهميش الذي يعانيه الشعب المغربي، ناهيك عن غياب البنية التحتية اللازمة و الشروط الصحية للتحصيل العلمي، و اعتماد توجيهات الدوائر الإمبريالية لجعل مؤسسات التعليم مؤسسات لإنتاج أيد عاملة رخيصة في أفق استغلالها بأبخس الأثمان و في شروط لا يمكن القول عنها انسانية حتى، و بذلك يصبح حقل التعليم حقلا لإعادة إنتاج نفس علاقات الإنتاج التبعية السائدة بالمغرب، بتغليبه-أي النظام- للتعليم التقني و المهني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشييع الرئيس ابراهيم رئيسي بعد مقتله في حادث تحطم مروحية | ا


.. الضفة الغربية تشتعل.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائي




.. هل ستتمكن إيران من ملئ الفراغ الرئاسي ؟ وما هي توجهاتها بعد


.. إل جي إلكترونيكس تطلق حملة Life’s Good لتقديم أجهزة عصرية في




.. ما -إعلان نيروبي-؟ وهل يحل أزمة السودان؟