الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات لتصفية حسابات

محمد فريق الركابي

2014 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


كنا قد اشرنا في مقال سابق , كان بعنوان ((انتخابات ام تعديل وزاري؟!)), الى اهمية العملية الانتخابية و وصول الشخصيات الكفوءة الى المناصب العليا في الدوله , و التي تؤدي بدورها الى بناء العراق , و تقديم ما فشلت في تقديمه الاحزاب و الحكومات المتعاقبة في العراق منذ العام 2003 و لغاية يومنا هذا , و ايضاً ان لا يبقى احداً , سواء من الوزراء او الرؤساء (في السلطتين التنفيذية او التشريعية) , اذا ما ثبت فشلهم في الاعمال الدستورية التي انيطت بمناصبهم , و بالتالي بهم , علماً , ان اثبات مثل هكذا امر لم يعد صعباً , او خفياً , على احد سواء من الطبقة السياسية او الطبقة الشعبية , و ان العمل الوحيد الذي لا زال غائباً هو التغيير , الذي ربما يصبح السمة الاساسية لهذه الانتخابات , التي لم يتبقى عليها سوى ايام , و لكن , ما حدث في الايام القليلة الماضيه جعل الانتخابات , و ان لم تبدأ بعد , تبدو و كأنها ستنحرف عن مسارها الحقيقي , و تتجه الى ما يمكن ان نسميه بالتغيير الشكلي و عمليات تصفية لحسابات.


ان هذه النظره التي قد تبدو متشائمة من الانتخابات و نتائجها يمكن ان تعزى الى السببين الاتيين:_ اولاً_ ان الاحزاب التي يسعى الشعب الى تغييرها و التخلص منها , بعدما فشلت في توفير مستلزمات الحياة اليومية , و ابرزها الامن ؛ هي ذاتها التي تتصدر العملية الانتخابية , بل ابعد من ذلك فنحن نجد ان الشخصيات السياسية الحالية , سواء في الحكومة او البرلمان هي نفسها التي جددت ترشيحها في الانتخابات البرلمانية. ثانياً_ ان غاية الاحزاب (البعيدة نوعاً ما عن السلطة) التي تتصارع هذه الايام من اجل الفوز بثقة الناخب العراقي , تبتعد عن تحقيق اماني و تطلعات الشعب , فهي تسعى لتسقيط بعضها البعض , سواء من اجل ضمان بقائها او من اجل ممارسة ذات السياسة التي مارستها احزاب السلطة او الاحزاب المتنفذه عليها في الحكومتين السابقة و الحالية.


ان السبب الاول , يمكن انهائه ببساطة , من خلال الوعي الشعبي التي يبدو في تحسن مستمر , بعد اكتشافه (و ان كان متأخراً) الاعيب و ممارسات الاحزاب التي مورست ضده , و استغلته طيلة الاعوام العشرة الماضية , و يجب عدم نسيان دور الاعلام الوطني الحر , الذي سلط الضوء , على عمليات الفساد التي لا حصر لها , و وضع الصورة الحقيقية , لعملية ادارة البلد, امام الشعب , و ايضاً صوت المرجعية , الذي كان له التأثير الكبير على توجيه الشعب , و حثه على عدم اعادة انتخاب من ثبت فشلهم , و غيرها من الفتاوي التي صدرت بهذا الشأن ؛ و من خلال الاستفادة من هذه العوامل , يستطيع الشعب ان يختار الجدير بتمثيله في البرلمان القادم , سواء من الاحزاب و الشخصيات التي تحتويها , او الشخصيات المستقلة , و الى هنا ينتهي دور الشعب , في العملية الانتخابية على ان هذا الدور و ان انتهى , الا انها نهاية مؤقتة , فالشعب يستطيع في أي وقت ان يقوم بالتغيير اللازم اذا ما شعر بفشل من اوصلهم الى البرلمان في تحقيق مطالبه , و ان كان هذا الامر بعيداً , و لم يحدث بالشكل المطلوب في ظل ما عاشه العراقيين من اوضاعاً مخزية في الاعوام الماضية.


اما السبب الثاني , الذي سيكون له اثراً اكثر خطورة من الاول , هو اتجاه هذه الاحزاب نحو طريق التسقيط , او اعلان الحرب فيما بينها , عن طريق ملفات الفساد , او عن طريق استخدام احزاب الحكومة للقوات المسلحة لارهاب خصومها , و يبدو ذلك واضحاً في الحرب التي اصبحت معلنة بين الحزب الحاكم , و هو حزب الدعوه او ائتلاف دولة القانون الذي يترأسه رئيس الحكومة السيد المالكي , مع جميع الاحزاب التي سميت سابقاً بالشركاء السياسيين , دون تمييز بينها فاليوم نجد تقارباً و ان لم يكن مباشراً , بين التيارات السياسية سواء العراقية او متحدون او التيار الصدري او المجلس الاعلى او الاحزاب الكرديه لتقف بالضد من هذا الحزب و رئيسه (حزب الدعوه و المالكي) , كونها عانت من التهميش حسب وصفها , الذي استخدمه الحزب الحاكم كسياسة له , و الذي طال اقرب الاحزاب اليه , بل هم كانوا سبباً من اسباب وصول السيد المالكي للولاية الثانية , فهم في النهاية يجتمعون تحت سقف التحالف الوطني و يحسبون على المذهب الشيعي , اذا ما اردنا تسمية الامور بمسمياتها الحقيقة , فنجد ان التيار الصدري على سبيل المثال انتفض بعد تصريح السيد المالكي ضد السيد الصدر , و نجد ايضاً تهديد مبطن للسيد الحكيم اذا ما حاول البعض , المساس بالمجلس الاعلى, و الحرب المستمرة بين المالكي و متحدون , التي يترأسها النجيفي , و ايضاً الحرب , مع الاكراد , و بالتالي فأن هذه الاحزاب اصبحت في حالة استعداداً مستمر , من اجل منع السيد المالكي من الحصول على الولاية الثالثة , التي لا يعتقد احد انها ستكون افضل من السابقتين بشئ خصوصاً بعد ثمانية اعوام , لم يشهد فيها العراق , سوى الازمات من اجل ضمان الحفاظ على السلطة , و هو ما يضعنا امام نتيجة حتمية , و هي ان هذه الاحزاب و ان كانت تسعى الى التغيير, من خلال شعاراتها , الا ان هدفها الاساسي هو ابعاد المالكي عن الحكم , بعد فشل الحكومات التي ترأسها في جمع الفرقاء السياسيين على الاقل , و توفير ابسط مطالب الشعب العراقي , ناهيك , عن الفضائح السياسية و الاخلاقية في الحكومة , و التي تكشف بشكلاً مستمر , و بالرغم من ذلك تتحمل جميع الاحزاب , جزءاً من المسؤولية التي اسيئ استخدامها و دفع الشعب الكثير بسبب ذلك , كونها كانت جزءاً من الحكومة الحالية , و لكن في الوقت نفسه , نجد الحجم الكبير لمسؤولية يتحمله رئيس الوزراء كونه المسؤول التنفيذي المباشر في الدولة حسب النص الدستوري , و ان ابتعاد حتى اقرب حلفائه (التيار الصدري و المجلس الاعلى) سيؤثر بشكلا كبير جداً على خارطة التحالفات السياسيه و ربما سيبب العزله لبعض هذه الاحزابو اولها الحزب الحاكم , و يسبق هذا الابعاد او الابتعاد للاحزاب السياسيه , رأي الشعب نفسه , و تقييمه للحكومتين السابقة و الحالية و ما انجزته من مشاريعاً لخدمة المواطن.





مقال _ انتخابات ام تعديل وزاري؟!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=398592








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية