الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نحارب التطرف والتخلف الفكرى

داود روفائيل خشبة

2014 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


كيف نحارب التطرف والتخلف الفكرى؟
داود روفائيل خشبة

جاء خطاب الرئيس عدلى منصور فى قمة الكويت، كما كان لنا أن نتوقع، إيجابيا، رصينا، متوازنا، وأنا هنا لا أريد الحديث عن الخطاب أو التعليق على مختلف جوانبه، فلست مؤهلا لذلك، إنما أود التعقيب على فقرة واحدة فيه، فقد دعا الرئيس لاجتماع أو مؤتمر للمفكرين والمبدعين والمسئولين عن الثقافة فى البلاد العربية يُعقد قى مكتبة الإسكندرية. هذه فكرة لا يمكن لمثقف أو مهتم بالفكر والإبداع إلا أن يرحب بها، وليس هناك مكان أصلح لانعقاد مثل هذا المؤتمر من مكتبة الإسكتدرية بكل ما ترمز له من الإصرار على حرية الفكر والإبداع كركيزة أساسية لكل تقدّم حضارى.
ما الذى يمكن أن ننتظره من المؤتمر المقترح؟ أولا، إن مجرد التقاء المفكرين والمبدعين من مختلف البلاد العربية على صعيد واحد هو فى حد ذاته قيمة إيجابية لا يستهان بها. ثم إن المؤتمر سيطرح بالتأكيد العدبد من الاقتراحات والتوصيات القيّمة. لكن ما لا يجب أن يغيب عنا هو أن مشكلاتنا مع التطرف والتخلف الفكرى عميقة، متجذّرة، متشعبة، لا يمكن حلها بإجراء ناجز أو بجهد تقوم به جهة معيّنة سواء كانت من سلطات الدولة أو من الجماعات أو الجمعيات الخاصة.
مشاكلنا مع التطرف والتخلف الفكرى تتطلب ثورة فى أساليب تربيتنا، فى مناهج ووسائل تعليمنا، فى المنظومة الفكرية التى تقوم عليها تفاليدنا ومعتقداتنا، وبالطبع فإن هذه الثورة لن يقوم بها من هم أسرى تلك التفاليد والمععقائد ومن هم نتاج تلك التربية وتلك المناهج والأساليب التعليمية السقيمة. تغيير كل ذلك لن يأتى دفعة واحدة ولن يأتى سريعا ولن يأتى بإجراء تنظيمى أو فانونى.
التغيير لا بد أن يأتى – وعلينا أن نوثن بأنه سوف يأتى – من الينابيع والجذور، والقوّة الوحيدة القادرة على تحقيق ذلك هى قوة الفكر الحر والإبداع. هذه هى القوة الوحيدة التى تملك أن تغيّرنا من الداخل.
لهذا فإنى أرى أن أوجب ما يجب على المؤتمر المقترح، وأجدى ما يمكنه القيام به، هو الإصرار على أن تلتزم كل الأنظمة العربية بحرية الفكر والتعبير وحرية الإبداع، والتمسك بالنضال فى سبيل ذلك، والعمل على تحقيق ذلك، لا بالدعوة إليه فقط وإنما وقبل ذلك بممارسة حرية التفكبر والتعبير والإبداع مهما كلـّفنا ذلك.
إن أول ما يجب علينا أن نعمل على إسقاطه من قوانيننا هو تجريم ما يسمى بازدراء الأديان، ذلك التجريم الفانونى هو فى حد ذاته جريمة ضد حقوق الإنسان وضد إنسانية الإنسان,
لا يجب أن تكون هناك قيود أو شروط أو حدود لحربة الفكر والإبداع. الجريمة هى الفعل الذى ينتقص من حقوق الغير أو يعتدى على حريات الغير. أما الفكر كفكر فلا يمكن أن يشكل جريمة.
حرية الفكر والتعبير والإبداع ضرورة حياة للإنسان وأول دعائم الحضارة. فليكن لبّ ميثاق شرف المنفكرين والمبدعين أنهم يتمسكون بخقهم فى حرية التفكير والتعبير مهما كلفهم ذلك من تضحيات.
القاهرة، 26 مارس 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابن السعودية
محمد بن عبد الله ( 2014 / 3 / 26 - 12:11 )
يا سيدي وكأنك صدقت ما يأتي في خطاب رسمي !
الرئيس منصور نفسه عاش في السعودية سنوات عديدة و(لحم كتافه من خيرها) فهل تتوقع أن يقود إلى حرية أوابداع ؟

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -