الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحظة

واثق الجلبي

2014 / 3 / 26
الادب والفن


لحظة
في أسوء اللحظات كانت الامور تتدهور الى الحضيض والبعض يدعو الى أن يعيش كل فرد لحظته بمجملها مهما كانت وعلى هذه الافتراضية كانت لحظة الحزن ولحظة الفرح متساويتان باللذة التي يجب ان يشعر بها الانسان في يومياته اللحظوية المتجمعة والتي تشكل هيكل اليوم برمته .. من منا لم يعش اللحظة ؟ هناك اضطراب شديد في المفهوم البشري للحظة وما هي وما هي ماهيتها وتفسيرها ؟ لكل شيء في الدنيا تفاسير عدة وهو غير ملزم للجميع بل في بعض الاحيان يمتاز بتفسير وتعريف خاص بالفرد دون المجموع .. وربما يكون التعريف الخاص بفرد ما أجود وأدق من تعريف سار بذكره الركبان وترنم به الحادي خاصة في هذا القرن الشديد التعقيد .. ومن الجائز ان تكون اللحظة مشهدا كاملا بمعنى أنها عدة لحظات متراكمة تحيل المرء الى القول : قد عشت أجمل لحظة . والمقصود أجمل مشهد في الحياة .. ولهذا تعددت اللحظات الحزينة والسعيدة حتى باتت المشاعر تضطرب في جهوزيتها للحظة وتفسيرها آنيا أو بعد مغادرتها .. هل اللحظة جزء من الزمن ؟ أو هل هي جزء من المكان ؟ هل تتحمل اللحظة وجودها في الزمكانية ؟ هل اللحظة من الاتساع بحيث تتحمل وجودها في جهتين ؟ هل الانسان الذي يعيش في مكان وزمان يستطيع ان يرتكز على اللحظة في انطلاقه نحوهما وبهما الى الحياة ؟ تلك الاسئلة المحيرة تجعل البشرية تفقد صوابها ولا تذعن الا لصوت الريح لتترك الامور على مواءمتها للجريان من غير أن تفكر أو تتفكر في قيمة اللحظة كلبنة حياتية تعد ركيزة مهمة في البناء البشري والحياتي معا .. من يعيش اللحظة بكل تفاصيلها ينتقل الى عوالم لا تنتمي الى الواقع رغم وجود الشخص فيه ولكن الحياة وفق لمعطياتها اليومية الشائكة تحتاج الى المزيد من الدراسة ( اللحظوية ) الممزوجة بالابعاد الشاردة والواردة في سياق درامي حرفي مدروس ومنهج تحقيقي موسع خاضعة لمعايير العقل المهيمن على شبكية العلائق البشرية والانسانية لتظهر نتائج جديدة وتعريفات حداثوية لمفهوم اللحظة ومداليلها التي يتم من خلالها البناء للمستقبل .. وربما جاءت اللحظة من اللحاظ وربما العكس فالمفهوم اللغوي دائما ما يلقي بظلاله على الكلمات المؤنسنة أو البشرية بفاصلة لا يراها إلا من عاش اللحظة اللغوية والفلسفية والاجتماعية التي تم من خلالها بناء المجتمعات (اللحظوية ) من غير وعي تام بما ستؤول اليه هذه اللحظات ولكن من تطابقت عنده لحظات الفرح والحزن فهو خليٌ من تراكمات اللحظة وليعش كما ينبغي له ان يعيش .

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د


.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل




.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف


.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس




.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام