الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس هذا الشباب الذي نريده ونتمناه ؟!!

شاكر كريم القيسي
كاتب وباحث , ومحلل سياسي

2014 / 3 / 26
حقوق الاطفال والشبيبة


ليس هذا الشباب الذي نريده ونتمناه ؟!!
د. شاكر كريم القيسي
مما لا يقبل الشك ان الشباب طاقة إبداع، وخلق، وتميز وانطلاق بلا خوف أو وجل نحو المستقبل حيث الشباب نبع طموح، ورؤية خيالية أو واقعية لغد أفضل تتمناه جميع الامم لانهم بناة المستقبل.
و تفرح الأمم بوجود شباب بين ظهرانيها وبدأت بعض بلدان العالم المتقدم تقلق من عدم وجود أفواج شبابية بين مواطنيها..
و يقع المجتمع أمام تحد كبير في استقطاب هؤلاء الشباب وتوفير العلم والمعرفة لهم. وإلحاقهم بالمدارس والجامعات وضمان مستقبلهم الدراسي وتحصيلهم العلمي وإيجاد الوظائف لهم وإشراكهم في بناء الدولة؛ فالأسرة تقلق، والمجتمع يقلق، والدولة بكل أجهزتها التشريعية والتنفيذية والقضائية تقلق، فذخيرة الوطن من الشباب هم عدة الحاضر، وأمل المستقبل، والأجيال التي سبقتهم من مسؤولياتها ضمان عيشهم الكريم وإدماجهم في الحياة العملية، وتحمل مسؤولية بناء الأوطان.
ولكن من المؤسف ان نرى شبابا في بلادنا اليوم في عمر الزهور يتسكعون في الشوارع والطرقات والمتنزهات وهم يرتدون ملابس دخيلة على مجتمعنا وقيمنا وتقاليدنا وقصات شعر جاءنا بها علوج المحتل الغازي اضافة الى قيام هؤلاء الشباب بوضع المساحيق على وجوههم وشفاههم
وتبديل المشي حيث يتأرجحون شمالا ويمينا وبحركات أنوثة، ولكن هؤلاء لم يعيروا للناس بالا.! والسؤال: لماذا يقدم هؤلاء على التنكر بهذه الطريقة وبهذه الاشكال الغريبة عن تقاليدنا وقيمنا؟.! هل هي موضة الديمقراطية لعراقنا "الجديد"؟.! او هو الفراغ نتيجة عدم توفير العمل، وازدياد افواج العاطلين؟ او هناك من يزين ويشجع لهم فعلهم بغض النظر عن قناعتهم او رضاهم، او احساسهم بقيم المجتمع وتقاليده الاسلامية السمحة، واقلها ستر عورة المسلم الذي يستوي في ذلك الذكر بالأنثى، ناهيك عن الاعراف والتقاليد ،والقيم التي درج عليها المجتمع ،واصبحت ميثاقا واسلوب عيش وحياة للجميع ،البعيد والقريب ،والاهل والعشيرة، وحتى من يختلف معنا في العقيدة والجنس واللون والوطن. ولكن من المؤسف جدا ان نرى هؤلاء ينتسبون الى عوائل وعشائر عراقية كريمة واصيلة لها عادات وتقاليد موروثة بالأصالة والاخلاق والحياء.!! ولكن للأسف لم نجد من يقوم بمعالجة وتصويب تصرفاتهم التي نراها خرجت عن مسارها المطلوب والمالوف.!
و رغم الظروف التي مرت على العراق من حروب وحصار جائر قبل الاحتلال الا أن الشباب كانوا متعاونين مع بعضهم البعض وكانوا كلهم حيوية ونشاط وغيره وشيمة و حياء ولايمر شهر او شهرين فتجدهم يعملون في مدنهم وقراهم كلهم كالجسد الواحد . وكانوا يشاركون فى الأفراح والاتراح . فعندما يريد احدهم الزواج يحضر اصحابه قبل شهر من الزواج لإصلاح البيت للعريس وتهيئة مستلزمات الزواج له أما فى حالة الموت فكانوا يحضرون من الصباح لاستقبال الضيوف وتجهيز الاكل والشرب وكانوا لا يأكلون الا بعد ان يتأكدوا من ان جميع الضيوف وأهل المحلة والقرية اللذين يكبرونهم سناً قد فرغوا من الأكل وكانوا ينامون فى خيمة العزاء طيلة الايام التي تبقى فيها الخيمة يواسون اهل الفقيد .فكانت تصرفاتهم وملبسهم وقصات شعرهم فيها من قيم الرجولة والشهامة الكثير الكثير.
أما اليوم فحدث ولاحرج رغم توفير كل متطلباتها من كهرباء وماء في الاعراس والاحزان، وخلافه فتجد أغلبهم لا يحضرون لبيت صديقهم أو جارهم للمساعدة فى تجهيز عرسه . واكثرهم يحضر فقط للغناء والرقص الغربي وتجهيز الحفلات والاكل فى بيت العرس ونجدهم يجلسون فى أول صينية تدخل الخيمة ولايهمهم ضيف او انسان كبير وبعد الأكل مباشرة لا ينتظرون وتجد الخيمة ليس بها أى شباب وانما الناس الكبار فقط . والشيء المؤسف ايضاً انهم فى حالة موت أي واحد من المحلة والقرية نجد كثير منهم لا يحضرون الا ساعة الأكل ( فطور غداء عشاء وتدخين السكائر المفضلة اضافة الى وضع علبة او اكثر في جيب بنطلونه) ولا يهتمون بالضيف ولا يحترمون الكبار . وبعد الاكل نلاحظ أن اللذين يوزعون فى الشاي والماء للضيوف او لأهل المحلة هم ناس كبار فى السن .
كما اننا نستمع ونقرأ اليوم لشباب اخذ من تقنية الفيس بوك والتوتير وغيرها . أسوأ ما في استغلالها للتشهير والألفاظ السوقية والصور الفاضحة والعبارات الخادشة للحياء وعلى النقيض من ذلك نجد شبابا يأخذون من التقنية الحديثة ميزاتها وحسناتها فيجودون أداءهم ويغنون معرفتهم ودراستهم نرى فيهم تألقا وتطلعا نحو المستقبل واستشرافا لغد أجمل للشباب والوطن. لان الامم لا تنهض الى بسواعد ابنائها رجالا ونساء شيب وشباب في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها ولهذا فان الوطن اليوم بحاجة الى اسهام الشباب اسهاما حضاريا وطنيا مخلصا ومتفان لبناء الغد المنشود الخالي من هذه العادات والثقافات والافكار الدخيلة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تف على شيبتك ، لماذا تصبغ شعرك كالنساء ؟
ماجد جمال الدين ( 2014 / 3 / 26 - 20:56 )
هل تعلمت هذا من تقليد علوج المحتل الكفار كما تدعي ، أم من صدام حسين ودينكم الإسلامي الوسخ ؟
تف على كل من يشتم شبيبة العراق ذكورا وإناثا المغدورة والمستعبدة بالفكر الإسلامي الدنيء الذي يمنعهم من معرفة العالم الحقيقي بتواصلهم مع كل أناس الأرض ، ويحاول أن يظهر بمظهر المعلم الشريف النظيف أمامهم وربما تاريخه الملوث يشهد بالعكس ..
هل تذكر شرطة مكافحة الأخلاق في نهاية الستينات .. ربما كنت منتسبا لها حينها ، كما يبدو من هذا المقال ..


2 - خير الله طلفاح ثاني
طلال الربيعي ( 2014 / 3 / 26 - 22:50 )
تقول:
-الملابس دخيلة على مجتمعنا وقيمنا وتقاليدنا وقصات شعر جاءنا بها علوج المحتل الغازي اضافة الى قيام هؤلاء الشباب بوضع المساحيق على وجوههم وشفاههم-
لا ادري ما شأنك انت بالناس, وهل انت خير الله طلفاح ثاني او خبير هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
عن اي مجتمع تتحدث انت؟ ومن يأذون هؤلاء؟ الا تعلم ان السبب قد يكون لاثبات ذواتهم في عمر المراهقة والشباب, والتجرية هي للحصول على متع يصعب عليك فهمها؟ فلماذا تريد اخصاءهم؟ هل السبب في انك نفسك مخصي نفسيا ولا تجيد الا التهحم والاعتداء على الضعيف؟
وهل الحجاب من تقاليدنا ام بدعة وهابية او خمينية؟ فلم لا ىتتكلم عنها وتنتقدها؟
اترك الناس وشأنها. ان اردت الكلام, فتكلم عن آفات الفساد والظلم. والا لتصمت, فليس هناك من بشر عاقل تهمه ترهاتك؟



3 - نبدأ بالملابس الدخيلة والداخلية والمتداخلة
ليندا كبرييل ( 2014 / 3 / 27 - 11:40 )
أستاذ القيسي المحترم

تأملتُ صورة حضرتك فرأيت ما يلي

أنك تلبس كرافة على طقم ، وشعرك منظم
أليس هذا دخيلا على العادات الإسلامية المعروفة؟
لماذا لم تر ملابسك دخيلة يا ترى؟
كل ملابسنا اليوم داخلية وخارجية من صنع العلوج الكفار وحتى الشيوخ يلبسونها

هل نلوم الهيبيين أنهم يطيلون شعرهم كما كان الأجداد؟
أليس اللباس الأفغاني دخيل؟

بالزمانات حرّم فقهاء مصر ثم السلطان العثماني القهوة لأنها مشروب الكفار وأصبحت الآن مشروبنا الأول لماذا؟
لا بأس.. ارجعوا إلى تقاليدعصور الأجداد حتى نعطيكم الحق في انتقاد شبابنا المسكين

أما المشاركة بالأفراح وخصوصا بالأتراح فإن الناس تشارك للسبب الرئيس الأول:
ملء البطون بالطعام
إذ أنها المناسبة الوحيدة التي يشبع فيها المواطن الجائع المسكين المهرهر

أنتم الذين تتنكرون وليس شباب اليوم الضائع الذي لم توفر له الحكومة حياة وعملا كريما

( دخيل الله) يا أستاذ، كل ما في حياتنا دخيل من صنع العلوج، من الإبرة للأنترنت

ابحثوا أرجوكم عن أسباب الانحرافات الحقيقية وليس اتهام الشباب فحسب
مع الاحترام

اخر الافلام

.. طيران الاحتلال يستهدف منزلا وسط خيام النازحين في مدينة رفح


.. منظمات حقوقية تونسية تو?سس تحالفا ضد التعذيب




.. إسرائيليون يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل مع


.. كيف تنعكس الأحداث الجارية على الوضع الإنساني في غزة؟




.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة: نسعى لتسل