الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين بغداد وأربيل أكبر من الرجوع الى الوراء

بركات العيسى

2014 / 3 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ما بين بغداد وأربيل أكبر من الرجوع الى الوراء

لم يعد البحث عن أوراق ماضي العراق القريب حلا للمشاكل ، ولم تعد تلك الاوراق ،والاتفاقات ،والضمانات ، والعهود ، ضمانا لحل الأزمة بين بغداد واربيل ، حيث أن الأيمان بالعملية السياسية ومبدأ التوافق ، والشراكة الوطنية الحقيقية ،كما سمعنا عنها قبيل سنوات مضت ،لم تعد طريقا آمنا من بغداد الى أربيل .
تصعيد الخطاب السياسي وكما أراد لها المالكي خلال الاشهر القليلة الماضية ، وعلى الرغم من الزيارات المكثفة لرئيس حكومة إقليم كوردستان الى بغداد لإنهاء الأزمة والتصعيد اصطدمت جميعها بخيوط الأزمة المتفرعة على شاكلة هرم .
الهرم المعقد هذا ، والذي أخذ على عاتقه إعطاء الفرصة لأربيل للتفكير بالعودة الى الشعب كما جاء على لسان رئيس الإقليم في 21 آذار من العام الماضي ، ربما يريد لها المالكي أن تحدث في ظل تلكؤ علاقات الإقليم مع أمريكا ، بإعتبارها "فرصة عدم انتظار" ضارة لإقليم كوردستان العراق ؛ في الوقت الذي يشهد فيه هذا الإقليم جبهات عديدة لم يشهدها في ماضيه القريب .
وربما أيضا تفكر بغداد كحكومة طرفية وطائفية ،كما تقول سياستها اليومية على أكثر من جبهة مفتوحة مع إقليم كوردستان ، أن حكومة الإقليم لم تكن بوسعها الاستمرار في صراعها مع بغداد ،خاصة وهي تصارع في تحسين وتقوية علاقاتها مع تركيا من جهة على صعيد إبرام العقود النفطية ، والتي تعتبره بغداد تنازلا مقابل الإنفتاح على الإقليم بعد توتر استمر لسنوات ، إلا أن ذلك التوتروالذي سبق توتر بغداد مع أنقرة يراد به المالكي أن لا يتحول الى انفتاح فردي ؛ وكذلك انشغال حكومة الإقليم باتفاقية أربيل مع الأحزاب الكوردية في غرب كوردستان والتي اصطدمت
ايضا ببعض العوائق مع ال ب ي د .
كل ذلك برؤية بغداد أوراق ضغط قصيرة الأمد ضد اقليم كوردستان ، والتي تمتعت بها ببعض الخطوات في المجال ذاته ،بقطع رواتب موظفي الاقليم ، والطعن في العقود النفطية مع شركات عالمية ، ومحاولة منع استئناف إرسال نفط الاقليم عبر الانابيب التي تربطها وميناه جيهان التركي .
الكلام هنا عن عودة علاقات الإقليم مع حكومة المالكي في بغداد
باعتبارها حكومة داعمة من إيران مباشرة والتي لم تهمل القوى الكوردية والسنية فحسب ، بل أيضا شمل الإهمال المجلس الأعلى الاسلامي والصدريين ومن كان داعما لحكومة المالكي قبل سنوات مضت ، إلا أن صمت المجلس الأعلى والصدريين في ظل ممارسات المالكي الفردية يخلل التفكير بحسابات وحسابات ، وهذا ما يتناول الغموض باعتباره صنف جديد مما يراد لها إيران بتحول العراق الى حليف ستراتيجي في مواجهتها المستقبلية مع ما ينتظرها من حروب .
إلا أن حكومة الإقليم والتي غضت الطرف عن دول الخليج العربي وتحسن علاقاتها مع تلك الدول ربما أهملت بعض مفاتيح الحل ، وعليها بالرجوع للبحث عن تلك المفاتيح إذا ما أرادت أن تكسب رضا أمريكا بالاستقلال ، خاصة وروسيا لم تعد تنفع في الوقت الحالي كحليف لكوردستان في ظل انفتاحها مع إيران وسوريا من جهة ، ومشاكلها مع أمريكا من جهة أخرى .
وهنا الحلول التي تمتلكها حكومة اقليم كوردستان ، ربما لا تعتمد على تركيا كثيرا بقدر ما هي جرعة مهدئة في ظل عملية السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكوردستاني ، والتي يمكن الاستفادة منها في الوصول الى جزء من مبتغاه ، والتخلص من ضغط بغداد الذي لا يقبل الرجوع الى الوراء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مع توسيع إسرائيل عمليتها البرية في لبنان.. هل يمتلك حزب الله


.. سقوط صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه الجليل وإخماد حرائق مندلعة




.. هغاري: نحقق في كيفية تمكن طائرة مسيرة من اختراق حدودنا وإصاب


.. العربية من داخل الطائرة الإغاثية الثانية لمساعدة لبنان




.. غوتيريش يحذر من إمكانية -جريمة حرب- بعد استهدافات إسرائيلية