الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إرادة المواطن .. كحلم للتغيير .

محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)

2014 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


إرادة المواطن .. كحلم للتغيير
بقلم :محمد أبو النواعير.
تتعلق مفردة التغيير عادة بعدد من العوامل السيكولوجية البشرية, والعوامل المادية الخارجية؛ وبتلاقح هذه العوامل مع بعضها, مع وجود فكرة موحدة تجذب الإرادات الراغبة بالتغيير, يمكننا حينها أن نقول أن التغيير هو أمر ممكن.
وعادة ما يسعى الإنسان الى التغيير, بسبب إمتلاكه للقوة التشخيصية للأخطاء التي تجابهه, أو تعترضه في الحياة؛ بحيث تكون هذه الأخطاء وبمختلف أنواعها, كأدوات عرقلة, أو عوامل فناء؛ لذا نجد أن الغريزة الطبيعية عند الإنسان, تدفعه دوما لتغيير ما يشخصه سلبا سيئا في حياته, أو مشاريعه أو أفكاره.
لم يتعود المواطن العراقي, وخلال الألف سنة الأخيرة, أن يكون له حق في إبداء رأي في السياسة, أو تغيير حكم, أو إستبدال حاكم؛ بل كان وبإستمرار تأريخي عجيب, يمثل محرقة سياسية, مرتبطة وبشكل مباشر, بعوامل الطيش والغرور, التي تتمثل في النفوس المريضة والتي غالبا ما نجدها قد سيطرت على مقاليد هذا البلد.
إلا أن ما نتلمسه في السنين الأخيرة, خاصة وبعد ذلك التغيير المدوي والكبير, في الأسس التكوينية لمفهوم وتركيبة الدولة العراقية؛ نجد أن المواطن, وبشكل تطوري بطيء؛ بدأ يعي أن له حقوقا سياسية, وأن له صوتا يعلو على الحاكمين؛ بل أنه يستطيع وبإصبع واحد أن يزلزل عروشهم, في حالة تقصيرهم أو قصورهم, فما كان منه إلا أنه أصبح (يريد) .
المواطن يريد, شعارا نتأمل أن يؤتي أكله في تغيير أسس فاسدة وكثيرة, تكونت في سنين قليلة؛ ولكنها ضاربة بعمق تاريخي قديم في سيكولوجية السلطة, والتي غالبا ما تحاول أن تتطبع بها؛ المواطن يريد أن تكون السلطة خادمة للشعب, وليس العكس؛ مفهوم الخدمة هنا يجب أن يبنى على أسس حقيقية, مبنية على التواضع, والشعور بالمسؤولية من قبل الطبقة الحاكمة؛ بل والشعور بالخجل من لمواطن, لأنه هو من خلق لهم مناصبهم, ونصبهم فيها.
المواطن يريد أن يحاسب المسؤول, بل ويكون شريكا فاعلا في عقوبة المسؤول, إذا كان مفسدا؛ المواطن يريد أن يوجه سؤالا مصيريا قاصما للمسؤول لحكومي, وهو : (من أين لك هذا)! المواطن يريد أن يكون المسؤول الحكومي, كأداة خدمة تحت تصرف المواطن, وليس العكس؛ المواطن يريد أن يحاسب المسؤول الحكومي, على وعوده إذا أخلف فيها, ويحاسبه على مشاكل يعجز عن حلها, ويحاسبه إذا وجد فيه نزعة أو رغبة للإستفادة من السلطة, خارج نطاق مفهومها الخدمي.
وأخيرا : المواطن يريد؟ يريد أن تدار الدولة بأشخاص غيورين على بلدهم, وعلى شعبهم , ومصداق غيرتهم أن تكون إستقالاتهم جاهزة في حالة فشلهم؛ إذا, المواطن يريد : مسؤولا حكوميا ومعه استقالته!
محمد أبو النواعير- ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة- كاتب ومحلل سياسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح