الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة فى السيرة العطرة .... ( النبى محمد ) 2/2

محمود جابر

2014 / 3 / 27
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


قراءة فى السيرة العطرة (النبى محمد ) 2/2

مدخل : عندما نشرنا الحلقة الأولى لم يفجعنى تلك الاقلام التى انطلقت للهجوم على شخص رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلى شخصى الضعيف .
ولم يكن هذ الامر يزعجنى على الاطلاق، لعدة اسباب الاول، أن سيرة النبى حتى الآن وكما قلت لم تنطلق من رؤية قرآنية ثابتة وإنما اعتمدت على حواديت العجائز، وروايات الماكرين التى مررها الحكام والسلاطين من اجل تمرير سلوكهم الاستبدادى الدموى فى عباد الله، وتبرير احتلالهم لارض الناس فى المشرق والمغرب تحت دعوى فتوحات، رغم انهم يطلقون يسمون دفاع النبى عن أهله وعرضه ودعوته " غزوات" ...
النبى لم يخرج من المدينة من اجل ان يشن حربا هجومية أو توسعية على أحد، وذلك بعكس اؤلئك الذين احتلو واستعمروا واخذوا ثروات الناس ومع هذا سموهم فاتحين !!

........
آباء النبى :
يقول الله تعالى فى كتابه العزيز (أنَّ اللَّه اِصْطَفَى آدَم وَنُوحًا وَآل إِبْرَاهِيم وَآل عِمْرَان عَلَى الْعَالَمِينَ) و.... وتضح معالم الاية الاولى فى الثانية وقوله تعالى ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرّيّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىَ وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيّا وَيَحْيَىَ وَعِيسَىَ وَإِلْيَاسَ كُلّ مّنَ الصّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاّ فَضّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ *.............................

وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرّيّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىَ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ * ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * أُوْلَـَئِكَ الّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنّبُوّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـَؤُلآءِ فَقَدْ وَكّلْنَا بِهَا قَوْماً لّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ * أُوْلَـَئِكَ الّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرَىَ لِلْعَالَمِينَ)....
فهذا الاصطفاء مستمر فى الآل من الآباء الى الأبناء ..... والاخوة ..... لانهم هم الذين اجتباهم الله وهداهم .... واؤلئك هم ورثة الكتاب / والحكم / والنبوة ....
....
ولمن لا يعرف فإن الموثوق من السير ان عبد المطلب كان موحدا معظما لشعائر الله وللكعبة ( البيت الحرام) ... كان عطوفا بالمساكين ومغيثا للمستغيث..... وهو من حفر البئر الذى يروى الحجيج حتى اليوم ....
وهناك قصة صدقها حديث النبى بأنه ابن الذبيحين " اسماعيل" و" عبدالله"، تثبت بما لا يدع مجالا للشك ان عبد المطلب كان من اصحاب الوحى ...(!!) نعم
فالوحى هو الالهام والرؤية الصادقة وما يقذفه الله فى قلوب عبده فيفتح به عين من عمى ...
الا ترى معى ان الله اوحى الى النحل ... واوحى الله الى ام موسى ... واوحى الله الى زوجة عمران ام مريم البتول ...
حينما نذرت ما فى بطنها محررا .... فتقبلها ربها (!!) من اين عرفت بهذا القبول .....
الوحى لكل من صفى مع الله وصفى قلبه ونفسه فى قضية ما ونذرها خالصة لوجه الله .
.... لم يقف أحد لا كثير ولا طويلا امام – رغبة / وحى- عبد المطلب فى عشر رجال من صلبه ... وذلك النذر العجيب ان يذبح احد منهم ...، كما انه لم يقف أحد امام مشهد ضرب السهام على اختيار الولد المذبوح والذى هو "عبد الله "... وكيف ظل عبد المطلب يحاول ان يبعد القدر المحتوم والمفجع عن الابن المقصود بعشر، ثم عشر، ثم عشر .... حتى المائة !!
الموقف يحتاج الى تامل .... الرجل يريد عشر وينذر منهم واحدا للذبح، ولكن المذبوح اسمعاعيل الاصغر ولابد من فداء او " بداء" .... هنا يكون التغيير فى معامل القدر ...

حادثة اخرى :

المؤرخون على اختلاف ميولهم وتعدد مذاهبهم قالوا فى جد النبى (ص) عبد المطلب : انه كان أندى قريشا كفا وأعظمهم حاما وأشرفهم وجها وأمدهم جسما وأطهرهم ذيلا وأعفهم أزارا، وكان يلوح على جبينه نور النبوة وتحيط به هالة من هيبة الملك وسمات العز والجلالة ، وكان أعبد هم لله، وكان كامل النفس والروح واول من طيب غار حراء بذكر الله ، فإذا استهل رمضان صعد حراء وأطعم المساكين ورفع من مائدته إلى الطير والوحوش فى رؤوس الجبال .
ويمكننا أن نتأكد من اعتقاد عبد المطلب عبر العديد من ممارساته الحياتية ومنها حلفه مع خذاعه حين كتب يقول :" باسمك اللهم هذا حلف عبدالمطلب بن هاشم لخزاعة حلف جامع غير مفرق " .... وتنتهى الوثيقة بـ " وجعلوا الله على ذلك كفيلا وكفى بالله جميلا". فالحلف كان فى النصرة والطاعة وبدأ وانتهى بذكر الله وشكره، فكيف بمن يصف اجداده العظام بالشرك والكفر ... وحاشاهم .
وكان لعبد المطلب رعاية الحجيج وسقايتهم وكان الامر يكلفه من التعب والمشقة الكثير، خاصة تدبير الماء اللازم للحجيج، وفى أحد الايام واثناء خلوده للنوم إذا بهاتف يقول له " احفر طيبة"، وكان مكان البئر بين صنمى قريش " أساف ونائلة" وحفرهم بمعوله، ولم يخيفه تهديد قريش له ولا وعيدهم اياه، حتى اذا اختصموا وذهبوا الى فى طريقهم للشام حتى يحتكموا الى "كاهن"، كما طلب آكابر قريش، واثناء سيرهم فى الصحراء نفد مائهم وانقطع السبيل بهم، حتى اشرفوا على الموت عطشان ، فاذا بناقة عبد الطلب تحفر الارض وتخرج الماء، فعجز القرشيين أمام هول القدرة ورجعوا تاركين الماء لعبد المطلب، ثم اخذهم كبرهم وتآمرهم أن يقموا بردم البئر بعد ذلك فيأتى الهاتف ويقول لعبد المطلب ، ادخل المسجد – الحرام- واذن وقل : اللهم إنى لا أحلها لمغتسل وهى للشارب حل وبل .
وعجزت قريش ورجالها أن يقتربو من البئر بشر أو ردم، وقد حاول احدهما أن يردمها فاصيب بداء عضال فى جسمه واصبح اية للعابثين .


ومن هنا ندرك كيف يكون طهر الفرع متوقف على طهر الاصل .... الموحى اليه الذى يذهب الى المكان الصحيح فى الوقت الصحيح بناء على حالة تكوينية متعلقة بالاصطفاء والتطور فى كيفية الرسالية للوصول الى الحلقة الاخيرة .

وللحديث بقية
رابط الجزء الاول : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=407081










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج