الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذاكرة رملية

فرحات فرحات

2014 / 3 / 27
الادب والفن


ذاكرةٌ رمليةٌ

أعندَكَ ما يُسعِفُ الذاكرةْ؟
لا. وماذا يُفيدُكَ نبشُ القبورِ
وعَدُّ الرّمالِ في هذهِ اللّيلةِ الماطرةْ؟
عُدْ إلى مرايا الخيالِ, إلى الصمّتِ
دعّكَ من مسارِ الفُراتِ والنيلِ
ودجلى, دعّكَ منْ بردى,
أليسَ أجدَرَ أنْ تبدأَ من النّاصرةْ؟

" جئتُ لا أعلمُ منْ أينَ "
وُلِدتُ على رملِ القوافي
تَحتَ فيئِ النخيلِ,
في الجزيرةِ, في الشّامِ, رُبما في السّامرةْ
لا بأسَ
لا يَذكُرُ التاريخُ أينَ
ولمْ يَشأْ توثيقَ ميلادي,
قالَ إنّي لحظةٌ عابِرةْ

هامِشٌ لا يَصلحُ الترّسيمُ فيهِ
فلا تُدوّنُ كنيتي أو بُنيتي
وأسيرُ من يافا إلى بغدادَ ثُمَّ الشّامِ
دونَ بطاقَةٍ
وأهيمُ لا أدري فيوصِلُني الرّبيعُ
لأرضِ مصّرَ
ويأخُذُني العساكِرُ دونَ شَرّطٍ, قيّدَ قيّدٍ
ثُمَّ أُحْكَمُ ميتَتةً
شَنقاً بِأرضِ القاهِرةْ

قالت الأقدارُ: حُكمُكَ جائِرٌ,
عادَتْ إليكَ الرّوحُ هيّا فانطلقْ
أعدو,
فيأخُذُني المكانُ إلى زمانٍ
كالِحٍ, لا وجهَ فيهِ ولا طعامْ
أحتارُ
يأخُذُني الزّمانُ إلى مكانٍ غابِرٍ
لا ماءَ فيهِ ولا غُبارْ
أشكو,
فتَلمَسُني أصابِعُ عاهرةْ


أبكي وأرحَلُ كالطّريدِ تَجُرُني
أصقاعُ مملَكَتي لِرَحمِ عشيرَتي
يتساءَلُ الرّحمُ الرّخيمُ
لِمَ الهُروبُ
أدَرتُ وجهي لا أُجيبُ
فأنا حِزامٌ ناسِفٌ في الخاصِرةْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??


.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??




.. فيلم -لا غزة تعيش بالأمل- رشيد مشهراوي مع منى الشاذلي


.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط




.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش