الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللعب والاستكشاف الجنسي عند الأطفال

نورا جبران

2014 / 3 / 28
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


يتعرض الكثير من الآباء والأمهات لموقف مفاجئ، يجدون فيه أطفالهم منهمكين بسلوك جنسي سواء كانوا وحدهم، وذلك باللعب بأعضائهم التناسلية، أو مع أطفال آخرين بلمس أعضائهم، أو عرضها أمامهم، أو ممارسة لعبة جنسية. ويتصرف أغلبهم تجاه الموقف بشكل انفعالي، كالصراخ والشتم والضرب أحيانا، واعتبار هذه الممارسات خارجة عن الأدب، مما يحول السلوك الجنسي الطبيعي لدى الطفل، إلى سلوك غير مقبول، بدلا من توجيهه بشكل صحيح.
يُظهر الأطفال الصغار جدا، وفي مرحلة ما قبل المدرسة (4 سنوات أو أقل) سلوكيات جنسية بشكل منفتح وطبيعي، لا يشعرون معها بالحرج، فهم يرغبون بالبقاء عراة لبعض الوقت، ويظهرون رغبة بلمس أجسادهم وأجساد الآخرين، ومشاهدة الآخرين حين يدخلون إلى الحمام.
وفي سن 4-6 سنوات، يصبح الأطفال أكثر رغبة في التعرف إلى الاختلافات بين أجساد الأولاد والبنات، واستكشاف أعضائهم الخاصة، كما يبدؤون بممارسة ألعاب تسمح لهم باستكشاف ولمس أعضاء الآخرين، واستكشاف الأدوار الجنسية كلعبة الطبيب، ولعبة البيت. ويطرحون أسئلة تتعلق بالسلوك الجنسي، وأجسادهم، وكيفية إنجاب الأطفال، والفروق الجسدية بين الأولاد والبنات.
أما في سن المدرسة (7-12) سنة، وهو سن البلوغ، ومرتبط بشكل طبيعي بالاهتمام المتزايد بالجنس، يهتم الأطفال بمشاهدة المواد الإباحية، من صور وتسجيلات، ومتابعة المحتوى الجنسي في وسائل الإعلام، ومحاولة استراق النظر إلى الآخرين. بالإضافة إلى زيادة الاهتمام بالجنس الآخر، أو بمعرفة السلوك الجنسي لدى أقرانهم من نفس الجنس.
هناك مجموعة من الخطوات التي يمكن أن تبدأ مبكرا جدا في التعامل مع هذه السلوكيات، ووقاية الأطفال من إمكانية تحولها إلى سلوكيات مشكلة، منها:
- الحرص على علاقة عاطفية متينة مع الأطفال، والتعبير عن الحب اللفظي والجسدي، بما يضمن تحقيق الإشباع العاطفي، ويحافظ على بقاء السلوك الجنسي في حدوده الطبيعية.
- الحرص على علاقة منفتحة مع الأطفال، يعبرون فيها تساؤلاتهم، ورغباتهم، ويستمع فيها الآباء باهتمام وحب وهدوء، حتى يتقبل الأطفال التوجيه، والحدود.
- الحرص على إشغال الطفل بأنشطة وأحاديث جماعية، وعدم تأنيبه على ملامسة جسده، والاكتفاء بإشغال يديه وعقله بأنشطة كالرسم واللعب والكتابة.
- تعليم الطفل الأجزاء التي يُسمح للآخرين بلمسها أو مشاهدتها من أجسادهم عدا الوالدين والطبيب، وكيف يرفض الطفل لمس أي شخص لجسده، وضرورة إبلاغ والديه في حال حدوث شيء كهذا.
- في حال كان الطفل منهمكا بسلوك جنسي مع آخرين، فيجب التعامل مع الموقف بهدوء، وذلك بأن تطلب من الأطفال بهدوء مغادرة المكان كل إلى غرفته، أو إلى مكانين مختلفين، وتحاول أخذ نفس عميق، والعدّ إلى عشرة، أو مشي خطوات قليلة، أو تأجيل الأمر حتى تناقشه مع الزوج، ثم يتم الحديث مع الأطفال حول الأمر، كل على حدا، وذلك بسؤاله:
- ماذا كنت تفعل؟
- من أين تعرفت إلى هذا السلوك؟
- لماذا تعتقد أنك فعلت ذلك؟
- بماذا تشعر وأنت تفعل ذلك؟
جميع هذه الأسئلة يجب توجيهها بهدوء وجدية للطفل، وبصوت منخفض، ودون الإيحاء بأي تخويف أو تهديد، أو تأنيب، فهذه المواقف فرصة مهمة لتربية الأطفال جنسيا، وتوضيح حدود التواصل الجسدي.
- يمكن اعتبار السلوك الجنسي طبيعيا ما دام يحدث بين أطفال يلعبون معا دائما، ويعرفون بعضهم البعض جيدا، وينتمون إلى نفس العمر، وتتناسب أحجام أجسادهم. وإذا حدث بشكل عفوي، ومتباعد جدا، ولم يكن فيه إكراه للأطفال الآخرين، أو لطفلك على هذا الفعل. ومن المهم معرفة أن السلوك "طبيعي" لا يعني إطلاقا الموافقة على هذه السلوكيات، وإنما عدم تجريمها أو تحميلها أكثر مما تحتمل.
أما السلوكيات الجنسية المثيرة للقلق فتتمثل في عدم قدرة الطفل على التوقف عن الانهماك في نشاط جنسي، وممارسة لعبة جنسية مع أطفال أكبر أو أصغر منه سنا، أو إكراهه أطفالا آخرين أي سلوك جنسي، أو رسم أشخاص في وضعيات جنسية، أو الإصرار على الحديث الجنسي بشكل يتجاوز الحدود الطبيعية، أو الخوف الشديد من مساعدة أحد له في خلع ملابسه، أو مساعدته في الاستحمام. وتشير مثل هذه الأعراض إلى إمكانية نضج جنسي مبكر لدى الأطفال، أو التعرض للتحرش الجنسي، مما يستدعي عرض مشكلة الطفل على شخص مختص، لتحديد سببها وكيفية التعامل معها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د