الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تجيبين على أسئلة أطفالك حول الموضوعات الجنسية؟

نورا جبران

2014 / 3 / 28
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


يعتبر النمو الجنسي أحد أشكال التطور الطبيعي التي تصاحب النمو الجسدي والعقلي والنفسي، للأطفال والمراهقين، ويرافق هذا التطور سلوكيات لا يستطيع الأهل ولا الأطفال والمراهقون أنفسهم أحيانا التمييز بين المقبول منها، وغير المقبول.
وتعتبر المعلومات الجنسية الصحيحة عاملا هاما في التكوين الجنسي السليم، وعلاقة الطفل بجسده، وإشباع فضول الطفل الطبيعي بشكل صحيح، فلا يحتاج إلى طلب المعلومات من مصادر غير صحيحة، أو غير مأمونة اجتماعيا وثقافيا.
تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين لا يتلقون معلومات جنسية صحيحة، يتعلمون أفكارا منقوصة أو مشوهة عن ويعانون من مشكلات في علاقاتهم مع أنفسهم، تتمثل بالخجل من الذات، أو مشكلات في صورة الذات، واحتمالية التعرض للتحرش الجنسي، كما أن تقديرهم لذواتهم أقل من أولئك الذين يحصلون على ثقافة جنسية سوية.
ويميل الأطفال الذين لم يتلقوا ثقافة جنسية إلى الحصول عليها من أقرانهم، مما يجعلهم عرضة لانحرافات جنسية، أو معلومات مشوهة، ومتابعة مواد إباحية، فضلا عن أنهم يكونون أكثر عرضة لإقامة علاقات عاطفية في سن مبكرة، وربما الزواج في سن أقل من الآخرين، وغالبا ما تكون علاقاتهم الجنسية بعد الزواج غير مُرضية. حيث تقول الدراسات أن 9 من كل 10 أشخاص كان يمكن تأخير ممارستهم لأي نشاط جنسي، أو عدم الاندفاع للدخول في علاقات عاطفية مبكرة، أو تأخير زواجهم، وبناء علاقات زوجية أفضل، إذا تلقوا ثقافة جنسية صحية، وتبادلوا أحاديث صريحة مع والديهم حول هذا الأمر، في طفولتهم.
من غير الصحيح مطلقا الاعتقاد بأن تقديم هذه المعلومات للطفل سيلفت انتباهه إليها، أو يشجعه على ممارسة أي نشاط جنسي، فالطفل بطبيعته، وبسبب نموه، وما يلاحظه يوميا سيلتفت لهذه الأمور، حتى لو لم يلحظ الأهل ذلك، أو لم يسأل عنها الأطفال، عدا عن أن عدم سؤال الأطفال عن هذه الأمور، قد ينبئ بعلاقة غير صحية مع ذويهم، أو عن عدم شعورهم بالأمان، نتيجة خجل الأهل الزائد، أو فرضهم قوانين صارمة على التواصل مع أطفالهم، بشكل عام، والموضوعات الجنسية بشكل خاص. ولذلك فمن الخطأ الاعتقاد بأن الطفل الذي لا يسأل مطلقا هو طفل سوي، أو ربط ذلك بعلامات الأدب وغيره من قناعاتنا الاجتماعية.
لا يعني تقديم المعلومة الجنسية للطفل تقديم جميع المعلومات، وإنما يجب مراعاة سن الطفل، ونوع المعلومة، وترك بعض المعلومات لحين سؤاله عنها، كما يمكن تأجيل الإجابة إذا لم يكن لديك معلومة عنها ليوم أو يومين لحين حصولك عليها، بالقراءة أو سؤال المختصين.
يجب أن يتعلم الأطفال في مرحلة ما قبل 4 سنوات، أنّ أجساد الأولاد تختلف عن أجساد البنات، والأسماء الصحيحة لأجزاء أجسامهم، كما يحتاجون معلومات بسيطة جدا عن إنجاب الأطفال، مثل أن الأم هي من تنجبهم.
ويجب أن يتعلموا قوانين الحدود الشخصية كالأجزاء التي لا يُسمح لأحد بلمسها، والفرق بين لمسات الترحيب المقبولة، واللمسات غير المقبولة. وأنّه ليس عيبا أن يقول "لا"، بل يجب قولها لكل من يحاول لمس جسده غير الطبيب ووالديه، وإبلاغهما بكل ما يحصل من هذا القبيل، وعدم الاستماع لمن يحاول إقناعهم بأن هذا سر لا يجب إبلاغه لأحد.
وفي سن 4 – 6 سنوات، يجب أن يتعلم الأطفال أنّ هيئة جسد الأولاد والبنات تتغير عندما يتقدمون في السن، مع شرح بسيط لكيفية نمو الأطفال في أرحام الأمهات، والولادة، وقوانين الحدود الشخصية كما تم ذكرها للأطفال الأصغر سنا. كما يجب تعليمهم معنى الاعتداء الجنسي، وضرورة إبلاغ الوالدين أو الشرطة أو أي شخص موثوق (يتم تحديده بالاسم للطفل) في حال حاول أي شخص أخذه إلى مكان ما، أو طلب منه لمس جسده.
وفي سن 7 - 12 سنة، يجب أن يتعلم الأطفال التغيرات التي قد تطرأ على جسد الفتيان والفتيات، ومعنى كلمة البلوغ، ومعلومات أساسية حول الإنجاب، والحمل والولادة. وحدود التواصل الجسدي مع الآخرين من نفس الجنس أو الجنس الآخر.
ومن المهم في هذا السن تعليمهم كيفية الحفاظ على الحدود الشخصية عند التواصل مع أي أشخاص على شبكة الانترنت، أو تبادل الصور معهم، حتى لو كان الطفل يراها صورا عادية، وإبلاغ والديه بأي محاولات من قبل البعض لمشاركته في أحاديث جنسية، أو مواد إباحية.
كما يجب على الآباء والأمهات القيام بالخطوات التالية:
- لا تفترض أنّ الضوابط الاجتماعية والدينية تستطيع وحدها حماية الطفل من الوقوع في مشكلات، أو التعرض لمعلومات غير صحيحة، فإشباع الفضول المعرفي لدى الطفل يمكنه أن يحميه ويعمق قناعته بالمعتقدات الاجتماعية والدينية الصحيحة عن الموضوعات الجنسية أيضا.
- تجنب التهديد أو وصف الطفل بالخروج عن الأدب عند سؤاله عن الموضوعات الجنسية، فهذا سيجعله يتمرد أو يتجنب سؤالك، ويلجأ بالتالي لجهات أخرى للحصول على إجابات.
- لا تقم بالتلصص على الطفل، أو إلقاء القبض عليه متلبسا بمشاهدة مواد إباحية، فهذا سيجعله يشعر أنك تراقبه، وتتربص به، ويعمق الفجوة بينكما.
- تصرف بشكل طبيعي وأخبر أطفالك إن كنت تشعر بالحرج من الحديث في هذا الأمر،"هذا الحديث محرج ولكن من الضروري معرفته حتى لا تعرفه من أشخاص آخرين بشكل غير صحيح".
- إذا لم تكن متأكدا من قدرتك على تقديم المعلومات، فاطلب من شخص تثق به ويحبه أطفالك القيام بذلك، كالمعلم أو شقيقك أو شقيقتك أو أحد أصدقائك المقربين.
- آمِن بحق أطفالك في وقتك، وحاول قراءة بعض الكتب أو التواصل مع أخصائيين لمساعدتك على تقديم المعلومة الصحيحة، أو التعرف إلى أساليب التربية الصحيحة، فهذا سيجعلك تشعر بشكل أفضل، كما سيبني علاقة جيدة مع أطفالك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع