الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإدمان الالكتروني لدى الأطفال والمراهقين

نورا جبران

2014 / 3 / 29
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


منذ عقد من الزمان، كان عدد الأشخاص الذين يقضون معظم أوقات فراغهم على أجهزتهم الإلكترونية مثل الهاتف المتحرك، والألعاب الالكترونية، والكمبيوتر، والتلفزيون، محدودا.
أما اليوم فإن تصفح شبكة الإنترنت، والدردشة مع الأصدقاء، وتبادل مواد مثيرة للاهتمام معهم، كمشاهدة الفيديو على الانترنت، أو تبادل الصور والتسجيلات، بات أمرا شائعا جدا، وقلّة من الناس من لا تزال بعيدة عن هذه الأجهزة، والتعامل معها.
ومع تزايد هذه الظاهرة، وتزايد أعداد الأشخاص الذين يقضون معظم أوقاتهم في هذه الممارسات، وبعد دراسة عميقة لأشكال وفترات التواصل الالكتروني لدى الناس، فقد خرج الباحثون في مجال علم النفس بمصطلح "إدمان الالكترونيات"، وهو نوع من الإدمان يشبه إدمان الأشياء الأخرى كالكحول والتدخين ولعب القمار.
ومن الناحية العلمية فإن أولئك الأشخاص الذين يفقدون قدرتهم على السيطرة على مدة استخدامهم للإلكترونيات، والتواصل الإلكتروني، وتصبح هذه الأجهزة والمواد محور حياتهم وتفاعلاتهم، والشيء الأهم الذي من شأنه أن يمتعهم، ويملأ أوقاتهم، ويعبروا فيه عن أنفسهم، مما يحدث لهم شعورا بالمتعة، أو الرغبة الدائمة في ممارسة هذا الأمر، ويستمرون في تصفح المواقع الالكترونية أو الإمساك بالأجهزة الالكترونية، حتى وإن لم يكن هناك ما يستدعي ذلك، يوصفون بأنهم مدمنو إلكترونيات.
وكأي نوع من أنواع الإدمان، فإن للإدمان الالكتروني أشكالا مختلفة، منها الإدمان على الألعاب الالكترونية، والمواد الإباحية، ومتابعة غرف الدردشة، ومتابعة الشبكات الاجتماعية (الفيس بوك وتويتر وغيرها)، والإدمان على التسوق عبر المواقع.
نظرا لاعتماد حياتنا المعاصرة الكبير على الأجهزة الالكترونية في التعليم، وحاجة أطفالنا إلى مواكبة هذا التطور والاستفادة منه في تعليمهم، ومهنهم في المستقبل، فإنه لا يمكن منع الأطفال من استخدامها، ولكن من الضروري جدا، مراقبة وضبط هذا الاستخدام، حتى لا يصل الأطفال درجة الإدمان على هذه الالكترونيات، ويتعرضوا للآثار والنتائج السلبية التي تشير الدراسات إلى انتشارها بين الأطفال والمراهقين الذين يقضون وقتا أطول من زملائهم، أو أكثر من 3 ساعات يوميا في التعامل مع هذه الأجهزة، كمشكلات العزلة الاجتماعية، وصعوبة إدارة العلاقات، وتدني تقدير الذات، واضطرابات الأكل، وضعف النشاط البدني، ومشكلات التشتت وعدم الانتباه، والقابلية للتعرض للإساءة والتحرش بمختلف أشكالها، بدرجة أعلى من أقرانهم.
كيف أعرف أن طفلي مدمن الكترونيا:
هناك مجموعة من الأعراض والسلوكيات التي يمكن تشخيصها على أنها إدمان الكتروني، منها:
- قضاء الطفل وقتا يزيد عن ثلاثة ساعات يوميا في استخدام الأجهزة الالكترونية، كالتلفاز، وأجهزة الألعاب، والهاتف، والحواسيب، وتصفح شبكة الانترنت.
- رفض الطفل لممارسة أي نشاط آخر في الوقت الذي ينهمك فيه باستخدام الأجهزة الالكترونية، وصعوبة إقناعه بترك هذه الأجهزة، أو مشاركتها مع الآخرين.
- ظهور علامات الاستمتاع الشديد على الطفل باستخدام هذه الأجهزة، أكثر من استمتاعه بأي نشاط أو تفاعل آخر.
- ملاحظات المقربين من الطفل من الأصدقاء والمعلمين والأشقاء بأن الطفل يقضي وقتا طويلا في استخدام هذه الأجهزة.
- استمرار الطفل في استخدام هذه الأجهزة وتصفح المواقع كلما شعر بالملل، ودون وجود ما يستدعي دوام احتفاظه بهذه الأجهزة بين يديه.
- تأثير استخدام هذه الأجهزة بشكل سلبي على عدد ساعات نوم الطفل، أو مواعيد نومه، أو وجبات طعامه، وأدائه لواجباته الدراسية.
كيف أتعامل مع إدمان طفلي الالكتروني؟
حتى يتمكن الآباء والأمهات من ضبط علاقة أطفالهم، بالأجهزة والمواد الالكترونية، والتفاعل غير الصحي، عبر شبكة الانترنت، فلا بد أن يقوموا بالعديد من الخطوات، منها:
- الحرص على إنشاء علاقات قوية مع أطفالهم، وتلبية احتياجاتهم النفسية والعاطفية، بالتعبير عن الحب والاهتمام، والتواصل الجسدي، والإجابة عن التساؤلات، والاستماع المنفتح لأفكار الأطفال والمراهقين، والحوادث اليومية في حياتهم، حيث يلجأ الكثير من الأطفال والمراهقين إلى الأجهزة الالكتروني والتواصل الالكتروني، كنوع من التعبير عن احتياجاتهم النفسية والعاطفية والجسدية غير الملبّاة.
- تحديد أوقات يومية، وجلسة أسبوعية للجلوس مع الأطفال والاستماع إليهم، وعدم تركهم وحدهم طوال الوقت، أو مع أصدقائهم، حتى لا يبحثوا عن ملء أوقات فراغهم في الأجهزة والألعاب الالكترونية.
- تحديد وقت معين يقضيه الطفل أو المراهق في استخدام هذه الأجهزة، يتم تقليله أو زيادته تدريجيا، وتشجيع الابن في حال التزامه بهذه الأوقات والثناء عليه.
- مشاركة الأطفال في أنشطة بدنية واجتماعية وترفيهية تقليدية كالسباحة وكرة القدم والرياضات المختلفة، ومجموعات العمل التطوعي، وتعزيز الطفل أو المراهق عند مشاركته فيها، بالثناء والهدايا.
عدم اللجوء إلى العنف أو العقاب والحرمان في التعامل مع حالة ارتباط الطفل بهذه الأجهزة، واستبدال ذلك بالحوار الهادئ، والتعاقد السلوكي البسيط، والتحفيز والاهتمام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكسيوس: الولايات المتحدة علّقت شحنة ذخيرة موجهة لإسرائيل


.. مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين أثناء اقتحامهم بيت




.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تقوم بتجريف البنية التحتية في م


.. إدارة جامعة تورنتو الكندية تبلغ المعتصمين بأن المخيم بحرم ال




.. بطول 140.53 مترًا.. خبازون فرنسيون يعدّون أطول رغيف خبز في ا