الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التيار الديمقراطي في الحياة السياسية

جواد الديوان

2014 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


بضيافة الدكتور احمد الجلبي, مركز انهيدوانا قدم الاستاذ جاسم الحلفي (التحالف المدني الديمقراطي) في محاضرة عن دور التيار الديمقراطي في العراق. استهلها بوصف للحالة التي يعيش بها العراق. وتمثلت بانفلات الاوضاع الامنية، وعدم تمكن السلطات المسؤولة على ضبطها، وتصاعدت اعمال الخطف والتصفية بكواتم الصوت. ومنها اعلان مجاميع مسلحةعن نفسها في خروج واضح على القانون وتحد لاعلان الحكومة عزمها على حصر السلاح بيد الدولة. وفقدان الثقة بين الكتل السياسية المتحكمة بمقاليد الحكم، واتهامات متبادلة بينها.
يعيش العراق بحالة استعصاء سياسي مرهق ينطوي على صراعات ونزاعات بين الكتل الماسكة بالسلطة مع توتر وتشنج وقطيعة بينها. وهناك سوء ادارة وفوضى ضاربة وقلق اجتماعي وركود اقتصادي، وفساد ينخر بجسد الدولة (وزاراتها ومؤسساتها). ويتوضح فشل ذريع في تقديم الخدمات مع تدهور في المستوى المعاشي لفئات اجتماعية واسعة.
ومن مظاهر الازمة التصارع المكشوف بين السلطتين التنفيذية والتشريعية والشلل في عمل مجلس النواب وعجزه عن انجاز واجباته التشريعية والرقابية وتعطل اعماله. ويتواصل الحراك الشعبي كحق دستوري.
وتجد القوى الارهابية في الاجواء المشحونة بالتأزم السياسي الحاد، فرصة ثمنية لتحقيق مآربها واعادة العراق الى حافة الحرب الاهلية.
والازمة المشار اليها تعبر عن حقيقة صراع المصالح بين الاطراف الماسكة بزمام الحكم والمتعارضة المصالح والاهداف. وهي تعكس نمط تفكير الحاكمين ورهانهم على تكتيكات ورهانات لا تؤمن بالديمقراطية بل بالتعنت وعدم احترام الراي الاخر وانعدام المرونة.
والازمة ناجمة عن طبيعة النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والاثنية. وشهد العراق ومنذ 9 نيسان 2003 ديمقراطية ناقصة، مشوهة، لان طبيعة وبنية نظام الحكم والتوازنات التي تحكمه تجعل السلطة غير قابلة للتداول.
ويعرج المحاضر على الفساد الذي ينمو ويستشري بسرعة ويكاد يلف كل مفاصل الدولة ومؤسساتها، وكانت قد تدفقت على البلاد وسائل مبتكرة للمفسدين ذوي المؤهلات التكنولوجية العالية، في كيفية نهب الموارد وامتصاص الاستثمارات وافراغها من محتواها الحقيقي.
ومن الاسباب ايضا عدم وجود مناخات مناسبة للاستثمار الوطني والاجنبي، وضبابية الرؤية والمنهج الواضح للسياسات الاقتصادية الهادفة الى توظيف الموارد في بناء اقتصاد متطور ديناميكي متوازن، يؤمن التنمية المستدامة.
وللدور الاقايمي دورا في تفاقم الازمة بعد ان وفر له المتصارعون وبالذات المستقوين بالاجنبي تربة خصبة لتزايد التدخلات الاقليمية والدولية.
وفضحت الازمة محور الخطاب الطائفي الذي تستند اليه خطابات المتنفذين من الجانبين، الذي طالما حاولوا اخفاؤه والتستر عليه.
ربما مثلت المحاضرة عصفا ذهنيا للحضور، مع الامثلة التي وردت في سياقات الحديث، ووضح بعضهم بانهم لم يسمعوا للديمقراطيين قبلا. ومن النقاش كانت خطوات الحلول في ايقاف التدهور بتهدئة الاوضاع والاستجابة لنداءات وقف نزيف الدم. والامتناع عن استخدام سياسة الترضيات الجهوية في اشغال المناصب وفق المحاصصة الضيقة.
ويتمثل دور التيار الديمقراطي في التعاطي الايجابي مع المبادرات الصادقة والهادفة الى التهدئة. وتوسيع النشاطات الجماهيرية والفعاليات ذات البعد المجتمعي والوقوف ضد التخندقات الطائفية. وتعزيز الشراكة مع نشاطات المجتمع المدني، ونشر برنامج القوى الديمقراطية والعمل في اوسع اطار يجمعها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا لعار مدعي الديموقراطية!
طلال الربيعي ( 2014 / 3 / 28 - 11:03 )
سبحان مغير الاحوال, فيصبح لصا وعميلا دوليا من اساطين الديموقراطية وراعيا لمؤتمراتها. انها ملهاة وتراجيديا في آن واحدا. الا يخجل التيار الديموقراطي باستضافته من قبل من كان احد الاسباب الرئيسية التي حفزت الادارة الامريكية على احتلال العراق وقتل وجرح مئات من الالوف من الناس؟
يا لعار مدعي الديموقراطية!

اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد