الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام في العلم الفلسطيني كرمز سيادي .. ابو زيد حموضة

أبو زيد جموضة

2014 / 3 / 28
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


من أين جيء بألوان العلم الفلسطيني؟
يقال أن الشاعر العراقي من منطقة الحلة، يكنى بصفي الدين الحلّي،
قال :
إنا لقومٌ أبت أخلاقنا شرفاً أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
وقال:
بيضٌ صنائعنا، سودٌ وقائعنا خضرٌ مرابعنا، حمرٌ مواضينا
الألوان الأربعة التي ذكرت في بيت الشعر تمثل ألوان العلم الفلسطيني التي تعبر عن القيم العربية الأصيلة المذكورة، وهي:
الكرم، والشجاعة، والتنمية، والاستعداد لحماية الوطن.
هذا لاستهلال شبه التاريخي مهم ذكره لأن الكثير منا لا يعرف، من أين، وكيف، ولماذا، اختيرت ألوان العلم الفلسطيني. فمنذ ان وجد الشعب الفلسطيني وهو يتعرض للاذى سواء من قوى الاستعمار أو من دول اختلقت كوظيفة للاستعمار لتبديد وتنكيس العلم الفلسطيني، لتذويب هوية هذا الشعب ومرتكزات هويته الوطنية ..
فالعلم ركن أساسي وأولي للسيادة الوطنية. العلم يرفع ليرفرف قبل عزف ونشيد النشيد الوطني في كل العالم، ولا ينصب الرؤساء والملوك الا تحت ظله، ويرفع في كل الدوائر الحكومية وفي المناسبات العالمية وعند تبادل الزيارات الرسمية وفي الأعياد والأفراح، و في الجو والبحر والارض و.
للعلم قدسية، وحضور ووجود لأي شعب أو امة، هو رمز كرامة وعزة لهما، ورمز وجود وحضور، نذكر أنه عندما سمح للسفن الإسرائيلية المرور في قناة السويس فرض عليهم تنكيس العلم الإسرائيلي بحيث يرفع خارج الأراضي المصرية " الا في ظل حكومة مرسي " ولا يتم رفع العلم في دول الغير إلا في السفارات التي تعتبر جزءا من الأرض الأم.
يمكن إعداد دراسة معمقة لمختصين حول أهمية العلم كرمز سيادي، ونذكر القصص البطولية لرفع العلم في ظل الاحتلال الاسرائيلي، وكيف كان التحدي في رفعه على قمم الجبال، والاشجار واعمدة الكهرباء، لكن قمة التحدي كانت في الملاحم البطولية في تحدي الدبابات والدوريات الاسرائيلية ووضع العلم الفلسطيني عليها خلسة وببطولة نادرة.
ولنا أن نتذكر الجماهير الغاضبة التي كانت ترفع العلم في المظاهرات والمناسبات الوطنية وغيرها، وكم من الافراد اعتقلوا ، وكم منهم استشهد، وكم منهم مصاب من أجل رفع العلم.
ولكن كنا ننكس العلم وننزله عن السواري حدادا واستبداله بالاعلام السوداء وقت فقدان قيادات سياسية أو دينية او اجتماعية مهمة أو وقت ارتكاب المحتل مجزرة ما في الداخل او في المنفى كمجزرتي صبرا وشاتيلا وجنين ووقت الاجتياحات .. الخ.
وفي بعض الدول تنكس الاعلام وقت حصول كارثة طبيعية كزلزال وفيضانات او هزة أرضية او حادث قطار او طائرة او سفينة او مفاعل نووي .. الخ
اذن يمكن أن ينكس العلم في ظروف محددة فقط تقررها الحكومة التي تدير البلاد .
في فلسطين، وقت اوسلو، الذي كتب فيه ادوارد سعيد كتابا تحت عنوان " اوسلو شعب بلا أرض " سمح لنا من خلاله أن نرفع العلم الفلسطيني بحرية، لكن قيمته اخذه في التناقص والتآكل والنكوص للخلف لاعتبارات تنظيمية أو لاهداف واجندات معنية في ضرب أبجديات الهوية الوطنية الفلسطينية وخاصة في النشيد الوطني والكوفية " الحطة " والعلم.
وهذه ظاهرة تستحق الدراسة والتوقف عندها بامعان، فتشك أحيانا في أن رمزية هذه الابجديات تضرب داخليا بوعي ممنهج ومقصود، أو تضرب عن غير قصد ولامبالاة.
والدليل على أن بعض التنظيمات لا ترفع الا علم حركتها الأعم ولا تعترف بالعلم الفلسطيني الا خجلا، فترفع آلاف الأعلام التي تدل على تنظيمها وترصع ذلك بعلم أو عدة أعلام لفلسطين لرفع العتب واللوم. وهذا خطر على الرمزية السيادية لفلسطين المعروفة بعلمها وليس بعلم بعض التنظيمات التي تمثل الاكثرية في الوقت الراهن، ونذكر أن العلم ملك للشعب الفلسطيني وليس لتنظيم بعينه ولا يحق لأيا كان استبداله الا اذا كان من الخوارج عن الصف الوطني.
أما بعض التنظيمات فترفع اعلامها الخاصة لتثبيت وجودها على الساحة، لكن ليس مبررا لها أن تهمل أو تتناسى العلم الأساس، وهذا ينم عن قصور نظري، وعن تعصب تنظيمي.
في الخاتمة، الموضوع يستحق الدراسة، في المناسبات الوطنية العامة، ويجب رفع العلم الفلسطيني فقط، فهو الجامع لكل النسيج الوطني الفلسطيني، وهو الموحد للدم والسيادة وسياج لحماية الهوية الفلسطينية المعرضة للاغتصاب والذوبان والاحتواء.
أما في المناسبات الخاصة فمن حق كل فصيل رفع علمه الخاص مقرونا بالعلم الام.
بقي أن نغني اغنية من ألأغاني الشعبية:
والله اخترتك يا علمي زينة رايات الامم
وأخرى من أغاني الثورة الفلسطينية
نحن قلنا لا لإنزال البنادق ..لا لذبح الأرض .. لا لمن يطوي البيارق ..
والبيرق هو العلم رمزنا السيادي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الإسرائيلية تدفع متظاهرين خلال احتجاجات على الحكومة ف


.. في يوم العمال..توتر واشتباكات بين متظاهرين والشرطة التركية




.. اشتباكات بين الشرطة التركية ومتظاهرين احتجاجا على إغلاق ميدا


.. اشتباكات في حرم جامعة كاليفورنيا بين مؤيدين لإسرائيل ومتظاهر




.. اشتباكات بين متظاهرين مؤيدين لإسرائيل وآخرين مؤيدين لفلسطين