الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة المركز والاقليم .. هل شاهدتم فلم ( ابن بابل )

محمد علي مزهر شعبان

2014 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية




كنت اتابع فلما تداخل فيه التوثيق ، وما اضاف فن الصنعة السينمائية من تحشيد للعواطف الصادقة ، من سيناريو توسد الارض المحروقة ، وثيمة مشدودة ببتوت القلب لوطن مفجوع ، يجمع اوصالها فتتصاعد وتيرة الارتباط بين المشاهد واحداث في غاية الاكتراث لسجل الايلام وارض اليباب حين انتشرت الاجساد جماعات وفرادى . انه مشكلة البحث عن وليد مفقود لعراقية كردية كانت ام عربية ، في لهفة شغوف في البحث عن الامل والتواصل مع الحياة من خلال الخوف على الحفيد من اجل الديمومه . واذ تفك قيود الامل وتنكسر الاحتمالات صوب الحياة وانما البحث عن الرفات. تتصاغر تتضائل الامال لتتجه صوب الالتقاء مع الرميم ، تعدم الوان الورود ، وينتهي النهار ، والشمس في خسوف .
حكاية عراقية مرهونة بزمن الطغاة في ارض محتجزة ، يبحث فيها "" ابن بابل "" ، وفي عهدتهم لا غرابة ان تموت الامال والحياة . حكاية البحث عن ابن في وطن سرقت فيه الارواح والاجساد ، وبدت دوامة البحث عند " ام ابراهيم عراقية كردية " ابراهيم يقاد كوقود لشهوة الحرب عند القائد ، وهي فريضة الهة الحروب تعم الجميع ولا تهريب ولا تسريب . انها الجنة الموعودة وفق مواصفات العتاة والدمويين ، والموت لمن لا يدخل جنة اسس قواعدها ومنافذ الدخول اليها ، أرباب الارض والبشر .
كان محمد الدراجي في فلمه ، يشد رؤوسنا من الاعناق ان لم نلتفت بما يقوم به الصبي احمد " حمه " ويفتح مناهل الدموع العصية التي جمدتها واوشلتها ، بانوراما القتل والذبح والاشلاء في عهدة الارهاب فيما بعد .
حمه وجدته ، جلدونا وكانهم يقولون : ان الاغبياء فقط ينسوا الماضي القريب وسجله الدموي . مشاهد لا تثير الحقد والاصطفافات في جهة دون اخرى ، انما هي تذكرة لمن اشعلوا كل الاضوية في ليالي الابتهاج لسقوط الطغيان ، ان هناك دهرا طويلا أكتنفه الظلام ، والموت المجاني والاعتقال على الهوية . نعم انها رسالة لمن اخذتهم الغلواء ، فنسوا تلك الوحدة التاريخية من التهميش والابادة . اولئك اللذين جعلوا تاريخ الماساة ووحدة المصير ورائهم ، وهي سمة من لم يقرأ التاريخ جيدا ، ولكنها السوط الذي يدبغ جلودنا وذاكرتنا من النسيان .
ام ابراهيم تبحث عن دعامة تؤسس لتاريخ المظلومية ، بزيها الكردي بصحبة الالوف ممن ارتدين العباءات السوداء في وحدة من التفاهم لا تندرج اللغة في معطى التفاهم بل الاحاسيس هي اللغة الام ، تتصاعد لغة الامال بنشيج يتحد فيها صفير ناي " حمه " ونواح مفجوعة من الجنوب ، في سمفونية العزاء والموت والرمام ، تحت كرم امل خافت قد يكون بيشكا ، ولكنه يبتعد رويدا رويدا . يتناغم الحس والعواطف ،ويضحى التوزيع للالم والنواح كمعزوفة أنين لا تحتاج قاموس
ليس المفاجئة ان يتحدث " حمه " العربية بطلاقة انها اللحمة ، ولا الغرابة لفاقدة جنوبية تتنهد وكأن نواح ام ابراهيم يدخل سريرتها بلغة وحدة المصير ، لغة شعب كردي ابجديتها ما خلفت حلبجة وما تركت الانفال ليمتد التوحد من اجداث لفتها الثلوج ، لصهريج النيران الذي حرق الاجساد في الجنوب، دون الاستعانة لمنطوق المفردات في التفاهم .
حين يكون البحث بذات الاتجاه عن مجهول ، وحيث يكون المجهول هو الدوار الذي تنطلق منه عواطف الفاقدين . ارتبط حمى الكردي ببائع السكائر الجنوبي " عفوا الشروكي " في وحدة من رسم المستقبل ، عندما ينهض المستقبل من الركام ويرسم افاق جديده يجريان معا للحاق مع الجذر الراسخ في الارض وهي " جدة " الاثنان في سعي التشبث والتمسك بوحدة البحث وادواتها لرسم خارطة الانبعاث من الحاضر للمستقبل ، والعجلة المنطلقة تحمل ارث المظلومين في منعرجات الحرائق وازيز الدبابات الامريكية وشياط الجثث ، انه اتحاد الانبعاثات من الالم والضياع والمظلومية .
ماتت ام ابراهيم وهي لم تمزق وحدة الاتحاد في المشاعر بين عربي وكردي، حين التفت حمى الى اسوار بابل الارض والام ، وصراخ المفجوعات من الجنوب ولسان حالهن ايها الام ... سنكمل البحث عن رفات ابراهيم في اطلالة وطن يشمخ بكل تلك الاكياس المعروفة الهوية وخلافها ، انها صرخة ، ان تلك الرميم من العظام هي سجلنا واوسمتنا ، انها ذاكرتنا وجسرنا حين نكون في موتهم نحيا، بعيدا عن الاسماء ومن يتولى السلطة .

يبقى سؤالا في مفاد النهاية ليس للفلم لانه مفتوح التسائل ، وهو ما يجلد المتكبرين ممن اسلموا على ان كاكه ابراهيم ، هو سجل متراكم من ماضي دون ان يكون دعامة للتواصل مع نزيفه حين اضحى من يطلب الانفصال عن التاريخ ، وعبد الحسين حين تسنم سلطة ، ارسل رسالة الاتهام بان ابراهيم لم يكن في المقبرة الجماعية .
سادة الاقليم علام هذه الغلواء ، ويا حكومة المركز وان قدر وشاء ، ان تلعب الاهواء ، ان تشتبك الارادات باتجاه التصعيد ... تذكروا الامس ، فان من ينصب العداء لم يفارق الادمان عليه ، وان اختلطت الاوراق ، فان الشباك لكليكما منصوبة بايدي تعرف وتجيز كل المستباحات من الغدر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الضحية والجلاد
مرتضى آل كله ( 2014 / 3 / 29 - 11:01 )
الإعجاب بقصة الفلم لاينكر لحد البكاء في بعض المشاهد المحفزة لذاكرتنا. وقد تكون الثغرة الوحيدة في القصة هي جعل موسى المتطوع للبحث مع الأم عن ابنها، من قتلة النساء والأطفال الكرد، بحجة انه كان مجبورا للقتل في الجيش ومن ثم تتسامح الأم مع القاتل في نهاية عملية البحث الفاشلة بين الرفات. إنه منطق لايستقيم مع العقل لأن القتلة عادة ما يهربون من مواقف الضحايا وليس مشاركتهم البحث عن أبنائهم. لأن الفلم بهذا الطرح يقدم المصالحة الفجة بين القاتل والضحية وهو ليس هدف اكل لعراقيين، إلا أولئك المترحمين على نظام المقابر الجماعية الذي لم يرحم النساء والأطفال والشيوخ ورماهم جميعا في الحفر التي ساوتها الشفلات في الصحراء. إذا كانت رسالة الفلم هي طمس الماضي والتصالح مع القاتل فهي رسالة أميركية وبعثية بامتياز، وأرى أنها هي هذه رسالة الفلم فعلا. ولكنها ليست رسالة العراقيين المكتوين بنار الدكتاتورية والدم وأكياس العظام. وكان يمكن للمخرج أن يشذب حوار موسى مع الأم المنكوبة ويخفف أثره بأنه تعلم الكردية في الخدمة العسكرية في كردستان أو سكنه في المدن المختلطة قوميا أو العربية المتاخمة لكردستان

اخر الافلام

.. ممر رملي قد يدهشك وجوده.. شاهد كيف عبَر إماراتي من جزيرة إلى


.. حزب الله يعلن استهداف موقع السماقة الإسرائيلي في تلال كفر شو




.. لماذا تضخ الشركات مليارات على الذكاء الاصطناعي؟! | #الصباح


.. حكومة نتنياهو تستعد لتطبيق فكرة حكم العشائر خاصة في شمال غزة




.. هل يمكن للأجداد تربية الأحفاد؟ | #الصباح