الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمنيون.. وحل القضية الجنوبية على أساس عادل

فوزي أمين العزي

2014 / 3 / 29
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


ظهرت في السنوات الأخيرة دعوات تطالب بحقوقها المشروعة من قبل بعض أبناء الجنوب (في اليمن)، وعندما لم تتجاوب معها السلطة الحاكمة آنذاك؛ تَوَلَّدَ ما يسمى بـ"الحراك الجنوبي"، وأصبح الحامل السياسي لما يسمى بـ"القضية الجنوبية"، علماً أنها تحولت من مطالب حقوقية إلى مطالب سياسية، ومن ثَم تطورت الأمور حتى وصلت إلى المطالبة بفك الارتباط بين جنوب الوطن و شماله والاستقلال الكامل للجنوب عن الشمال.
وقد حاولت تقصي الأسباب التي أدت إلى نشوء ما يسمى بـ"القضية الجنوبية" في اليمن، من خلال العديد من اللقاءات التي أجريتها مع بعض المواطنين في بلادنا على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وتعدد انتماءاتهم الفكرية والسياسية، التي اتسمت بالشفافية والمصداقية، واختلطت بنظرات التفاؤل والأمل والطموح، خصوصاً ونحن نعيش الآن في بداية مرحلة جديدة، بعد ثورة الشباب الشعبية السلمية، وهاكم الحصيلة:

عهد التشطير
في البداية، تحدث إلينا المهندس جمال محمد محمد قايد- عضو في المجلس المحلي بمحافظة تعز، حيث قال: عانى أبناء بلادنا قبل 22مايو1990م من عهد التشطير المقيت؛ من حيث انعدام الأمن، والخوف من المخربين والألغام المزروعة في الطرقات؛ لاستهداف المشايخ والشخصيات الاجتماعية المؤثرة، إضافة إلى صعوبة زيارة الأهل والأقارب بين الشطرين، وانتشار النقاط العسكرية في المناطق الحدودية بينهما... إلخ.

أهمية الوحدة
أما الأخ يحيى علي الشويع– عاقل حارة، يصف الأهمية الكبيرة للوحدة الوطنية بطريقته، فيقول: تحققت الوحدة الوطنية في22مايو1990م بعد جهود كبيرة بذلت من قبل قيادة الشطرين سابقاً، التي جمعت شمل الأسرة اليمنية الواحدة، مؤكداً أن بلادنا شهدت بعدها قفزات نوعية في كافة المجالات (التعليم، الصحة، الأمن، الطرقات، الاتصالات، الشباب والرياضة، الزراعة، وغيرها).

من المتسبب الرئيسي في التشويه بالوحدة؟
حول ذلك؛ يتحدث بلغة شديد اللهجة الأخ سمير يحيى عامر- شخصية تربوية، فيقول: هناك ثلة في النظام الحاكم السابق عملوا على التشويه بالوحدة الوطنية؛ من خلال ما قاموا به من أعمال سلبية؛ كالاستحواذ على خيرات الوحدة، ونهب ثروات ومقدرات البلاد في الشمال والجنوب، وتحويلها إلى ممتلكات خاصة بهم، وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

حرب صيف1994م
من ناحيته، يقول العقيد الركن عبد الوهاب العري- ضابط في وزارة الداخلية، وهو أحد الضباط السابقين الذين شاركوا في تلك الحرب: بسبب اختلاف شريكي الوحدة (حزب المؤتمر الشعبي العام، والحزب الاشتراكي اليمني) نشبت بينهما أزمة سياسية، التي أدت إلى حدوث حرب شاملة اندلعت نارها في 24 من ذي القعدة 1414هـ الموافق 5 من مايو 1994م، واستمرت لمدة شهرين، وقد انتهت بانتصار الشريك الأول على الشريك الثاني، منوهاً إلى أنها خلفت ما بين 1000- 7000 قتيل، إلى جانب خسائر مادية تقدر بنحو 12 مليار دولار.

الفتاوى الدينية في حرب صيف 1994 م
فيما تحدث الأخ فراس أحمد الشرجبي- ناشط حقوقي، قائلاً: لقد لعب علماء حزب الإصلاح دوراً كبيراً في تهيئة الأرضية الدينية التي شرعت للحرب، خاصة بعد صدور فتوى "التكفير الشهيرة" من قبل الشيخ عبد الوهاب الديلمي، التي أباحت دماء وأموال وأعراض الجنوبيين، إضافة إلى أن هناك تسجيلات متداولة للشيخ عبد المجيد الزنداني فيما يخص إصدار فتاوى التكفير بحق الحزب الاشتراكي اليمني، وبحق أبناء الجنوب؛ لافتاً إلى أن تلك الفتاوى تركت آثارا سيئة على نفوس أهالي الجنوب، ومُشدِّداً على ضرورة أن يقوم أصحابها بتكذيب محتواها وفحواها على الأقل حتى نصدقهم.

المعارضة الجنوبية في الخارج
بدوره، قال الأخ عبد الكريم محمد العرومه- باحث اجتماعي، حول معارضة الخارج: المعارضة الجنوبية في خارج الوطن نشأت عقب الحرب الأهلية عام 1994م، لا سيما بعد هروب قيادات من الحزب الاشتراكي اليمني إلى خارج الوطن، وقيام بعضهم بتشكيل حركات سياسية جنوبية معارضة لنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، منها الجبهة الوطنية للمعارضة الجنوبية (موج)، والتجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج)، مشيراً إلى أبرز قياداتها مثل علي سالم البيض، وحيدر أبوبكر العطاس، وعلي ناصر محمد، ومحمد علي احمد، وصالح عبيد، والصحفي لطفي شطارة، وغيرهم.

قصة الحراك الجنوبي
بينما يحدثنا عن نشأة الحراك الجنوبي، الأخ سمير أحمد المقبلي– ناشط سياسي، قائلاً: قامت بعض الجمعيات والقوى والشخصيات من أبناء الجنوب بتكوين حراك جنوبي عام 2007م؛ من أجل المطالبة بحقوقهم الشرعية والقانونية، خصوصاً بعدما تعرضوا له من تهميش ومصادرة حرياتهم ونهب أراضيهم من قبل نافذين، في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح ونظام حكمه الفاسد، بل امتد الأمر إلى المطالبة بفك الارتباط والانفصال من قبل بعض فصائل الحراك، مشيراً إلى أبرز قياداته: صلاح الشنفرة، ود.ناصر الخبجي، والعميد ناصر النوبة، وحسن باعوم، ود.محمد حيدره مسدوس، وغيرهم.

كيف نشأت القضية الجنوبية؟
وفي هذا الصعيد، يلخص الشيخ محمد عبد الله الأسود- أمين شرعي، أسباب نشوء القضية الجنوبية بالقول: هناك بعض السلبيات التي تراكمت بعد قيام الوحدة الوطنية، وأدت إلى نشوء ما يسمى بـ"القضية الجنوبية"، منها نهب أراضي المواطنين في عدن وبعض المناطق الجنوبية من قبل أناس متنفذين، وإقصاء الكادر العسكري من أبناء المحافظات الجنوبية من ذوي الكفاءة والخبرة.

أمور تؤجج القضية الجنوبية
من جهته، الأخ أبو الغيث محمد القديمي- شخصية اجتماعية، قال: هناك الكثير من الأمور الخطيرة التي تؤجج القضية الجنوبية بشكل أكبر، مثل مطالبة بعض الأشخاص في بلادنا بانفصال جنوبها عن شمالها، وظهور ثقافة الكراهية والبغضاء والمناطقية وعدم القبول بالآخر بين أبناء الوطن الواحد، إضافة إلى التدخلات الأجنبية (الإقليمية، والدولية).

ما علاقة الثورة الشبابية بالقضية الجنوبية؟
وفي هذا الإطار، قال الشيخ محمد إبراهيم الثور، قيادي في اتحاد القيادات الإدارية والدبلوماسية (ساحة التغيير بجامعة صنعاء): إن الثورة الشبابية قامت في بلادنا من أجل المطالبة بالحقوق المشروعة التي ضيعها النظام السابق؛ كالحفاظ على الوحدة الوطنية، موضحاً أن الاتحاد يعمل على إعداد الدراسات التشخيصية لأهم القضايا الوطنية، التي منها مناقشة القضية الجنوبية وإيجاد الحلول العادلة لها.

الحل على أساس عادل
كيف يمكن حل القضية الجنوبية على أساس عادل؟.. هذا السؤال طرحناه على نخبة من أهل الفكر والسياسة من أبناء الوطن.. فتابعوا ماذا قالوا؟!
• حزام عبد الله الذيب- دكتوراه في العلوم السياسية ومستشار في مجلس النواب، بنظرته الأكاديمية الثاقبة، قال: الحل العادل للقضية الجنوبية يكون بإيجاد نظام سياسي يرضاه كل اليمنيين، يقوم على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والمشاركة السياسية والمواطنة المتساوية والتوزيع العادل للسلطة والثروة بين أبناء الشعب.
ويستطرد الدكتور الذيب بقوله: أما شكل الدولة أو النظام السياسي الذي سيحقق ذلك؛ فإن أكثر السياسيين يرون أنه النظام الفيدرالي القائم على تقسيم اليمن إلى خمسة أو ستة أو سبعة أقاليم كبيرة، وكل إقليم يختار من يديره وله صلاحيات كبيرة (واسعة) مالياً وإدارياً.
• عبده أحمد علي الجبلي، قيادي في الحزب الاشتراكي اليمني، والذي أشار بقوله: إنني أؤمن بضرورة حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً؛ كونها هي الوحدة، والوحدة هي القضية الجنوبية، مؤملاً أن يكون الحوار الوطني هو البوابة الرئيسية لحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً، إضافة إلى بناء الدولة المدنية القادرة على تحقيق العدل والمساواة والحرية واحترام حقوق الإنسان.
• منصور علي محمد المطري، قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، استهل حديثه قائلاً: ندعو كل الأحزاب والتنظيمات السياسية بشكل عام، وعلى وجه الخصوص السلطة الحاكمة الحالية (حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك) إلى معالجة مشاكل وقضايا أبناء الجنوب، بما يضمن إزالة الخلافات والاحتقانات والحفاظ على الوحدة الوطنية.
• طه علي حسين الطبيب، قيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، قال: إن الحل الوحيد في رأيي هو بالتساوي بين جميع أبناء الوطن في الحقوق والواجبات، واختيار رئيس من الجنوب لإعادة ثقة الجنوبيين بالوحدة، وإرجاع الحقوق المنهوبة إلى أهلها، وخاصة في المناطق الجنوبية.
• مفتاح علي سالم، رئيس المجلس الوطني للتحرير والاستقلال (أحد مكونات الحراك الجنوبي) بمديرية المسيمير- محافظة لحج، يقول: إن الحل العادل للقضية الجنوبية يكون بإعطاء شعب الجنوب حريته ودولته وثروته وأرضه، مؤكداً أن ذلك لن يتم إلا بالتحرير من احتلال دولة (الجمهورية العربية اليمنية)، والاستقلال من عبوديتها وظلمها، وهذا ما يؤمن به الغالبية العظمى من أبناء الجنوب.
• خالد يحيى المداني- المشرف العام على حركة الصمود- التابعة للحوثيين (ساحة التغيير بجامعة صنعاء)، يقول: إن الحل يكون بتطبيق النقاط الـ20 التي أقرتها اللجنة الفنية للحوار، خاصة فيما يتعلق بقضيتي الجنوب وصعدة، وإقالة كل القيادات العسكرية التي اشتركت في الحرب على الجنوب، والكف عن التهديد بالحرب للحفاظ على الوحدة من قبل بعض زعماء الحروب في الشمال.
• محمد الغابري- أحد أبرز الكُتَّاب والمحللين السياسيين اليمنيين، وبرؤية دقيقة وتحليلية تحدث بالقول: إن الحل الأمثل في تصوري للقضية الجنوبية يكون بمعالجة أسبابها الرئيسية بشكل سريع، خاصة المتعلقة بالمتقاعدين والمسرحين من أعمالهم في الجهازين المدني والعسكري ونهب الأراضي وغيرها، بالإضافة إلى بناء دولة مقنعة لكل المواطنين.
• انتصار محمد الصماط - مدير عام مدارس أرض الجنتين الأهلية، من جانبها تحدثت قائلة: يجب على القيادة السياسية أن تعمل على تقديم حلول عادلة لقضايا إخواننا في المحافظات الجنوبية؛ كإعطائهم كآفة حقوقهم المشروعة، وعدم التفرقة بينهم وبين أبناء المحافظات الأخرى في الوظائف سواء في السلك المدني أو العسكري، وبالتالي نضمن الحفاظ على الوحدة الوطنية.

قصة معبرة
أثناء قيامي بعمل هذا الاستطلاع التقيت بالطالب غالب عبد الإله الحاشدي- خريج ثانوية عامة (مدرسة سيف بن ذي يزن)، وقد سألته بالطبع عن الحل العادل للقضية الجنوبية حسب وجهة نظره؟ فأجابني بقوله:
إنني أرجو من فخامة الوالد رئيس الجمهورية عبده ربه منصور هادي، أن يعمل على حل مشاكل بلادنا، ومنها القضية الجنوبية، وأقول له: "يا هادي سير سير واحنا بعدك بالمسير"، نحو بناء اليمن الجديد.

ختاماً
وها نحن نصل أعزائي القراء الكرام، إلى ختام جولتنا الصحفية، كما لا ننسى هنا أن ندعو الله عزوجل أن يوفق القيادات السياسية والحزبية من أبناء شعبنا العظيم في الداخل والخارج- وفي مقدمتهم فخامة رئيس الجمهورية وأعضاء حكومة الوفاق الوطني- لسرعة حل القضية الجنوبية على أساس عادل يرضي أبناء الجنوب، بحيث يتضمن ذلك معالجة كل الإشكاليات المترافقة مع الوحدة الوطنية وبعد حرب صيف 1994م، وإصلاح مسار الوحدة، بالإضافة إلى بناء الدولة المدنية الحديثة؛ دولة القانون والمؤسسات؛ بهدف تحقيق ما يصبو إليه أبناء شعبنا من رغد عيش، وحياة كريمة، وأمن واستقرار للوطن، وتقدم علمي وتقني، وتنمية اقتصادية واجتماعية شاملة؛ وحينئذ سنصنع مستقبلاً مزدهراً وآمناً لبلادنا الحبيبة على قلوبنا بإذن الله تعالى.
ودمتم في صحة وأمن وسلام ووحدة وترابط وخدمة للوطن الواحد (اليمن السعيد).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنس الشايب يكشف عن أفضل صانع محتوى في الوطن العربي.. وهدية ب


.. أساتذة ينتظرون اعتقالهم.. الشرطة الأميركية تقتحم جامعة كاليف




.. سقوط 28 قتيلاً في قطاع غزة خلال 24 ساعة | #رادار


.. -لن أغير سياستي-.. بايدن يعلق على احتجاجات طلاب الجامعات | #




.. هل يمكن إبرام اتفاق أمني سعودي أميركي بعيدا عن مسار التطبيع